“اضطراب ثنائي القطب” فيروس المزاج القاتل.. أعراض منتشرة وعواقب وخيمة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

أعلنت المطربة الأمريكية الشهيرة سيلينا جوميز، 27 عامًا، إصابتها بمرض “اضطراب ثنائي القطب”، على حسابها الرسمي بموقع تبادل الصور إنستجرام، ليدق ناقوس الخطر من جديد عن مخاطر الأمراض النفسية ذات الآثار المدمرة على الإنسان. وقالت خلال محادثة مع صديقتها النجمة مايلي سايرس أنها تخضع حاليًا للعلاج بأحد المصحات النفسية، ليتصدر مرض “اضطراب ثنائي القطب” محركات البحث على محرك البحث الشهير جوجل، كما أنه أصبح حديث الساعة على منصات التواصل الاجتماعي.

وهو مرض يصعب تشخصيه، فقد كان يُعرف في السابق باسم الاكتئاب الهوسي، عبارة عن حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية مفرطة تتضمن الارتفاعات (الهوس أو الهوس الخفيف) والانخفاضات (الاكتئاب) العاطفية.

ويؤثر الاضطراب ثنائي القطب، بشكل رئيسي، على الحالة المزاجية للمصاب به، وقد يصل تأثيره إلى نوبات اكتئاب في حالة شعور الفرد بالتوتر من الأحداث التي يتعرض لها.

الأعراض

هناك عدة أنواع من الاضطرابات ثنائية القطب وما يرتبط بها من اضطرابات، بحسب ما أوردها موقع “الدستور” المصري، وتشمل الإصابة بالهوس أو الهوس الخفيف والاكتئاب، ويمكن أن تتسبب الأعراض في تغيرات غير متوقعة في الحالة المزاجية والسلوك، مما يؤدي إلى الشعور بالضيق الشديد وصعوبة في الحياة، وقد تصل ببعض الحالات إلى التفكير في الانتحار.

أكثر عنفًا

وقالت إينيس لوبيز إيبور، الباحثة في قسم الطب الشرعي والطب النفسي وعلم الأمراض في جامعة كومبلوتنس بمدريد، إن الاضطراب ثنائي القطب، مثل جميع الاضطرابات التي نمر بها في الحياة العادية ولكنه أكثر عنفًا من حيث الأعراض.

وأضافت أن بعض المصابين يمكن أن يدخلوا في حالة اكتئاب لمدة عام، وقد يستغرقون وقت أطول إذا واجهوا مواقف سيئة، وبمرور العالم حاليًا بأزمة فيروس كورونا، وانتشار الخوف في أغلب المنازل والتوتر من الإصابة بالمرض، سيكون ذلك خطرًا على عدد من مرضى ثنائي القطب، لأنه سيزيد من خوفهم – وفقًا لما ذكره موقع “noticiasdelaciencia” الإسباني.

وأوضحت أن تفادي ذلك، ليس بالأمر الصعب، ولكن يجب متابعة الحالة الصحية للمصاب بدرجة شديدة من قبل العائلة المتواجدة معه في المنزل، لعدم منحه فرصة للتفكير في الفيروس، وتشجيعه على الالتزام بنظام حياته الروتيني لأن تغير أي شئ فيها، قد يسبب توتر شديد يصل إلى اكتئاب.

وأشارت إلى أن أفضل حل لوقاية مرضى الاضطراب ثنائي القطب من حدوث مضاعفات، هو تهيئة جو من الهدوء لهم داخل المنزل، وعدم التحدث معهم عن الخوف من الفيروس، ومحاولة تشجيعهم على ممارسة الرياضة والاتجاه للقراءة، خلال فترة الحجر المنزلي، لأن هذه المدة ستمر بصعوبة على المرضى الذين لم تستقر حالتهم الصحية بعد، بجانب التأكد من حصولهم على الأدوية في مواعيدها الثابتة.

ولفتت إلى أنه في حالة إصابة المريض باضطراب ثنائي القطب وهو في سن صغير، فيجب أن يحصل على رعاية أقوى من المريض كبير السن، لأنه يشعر بمقدار خوف أكثر، وأفضل ما يمكن فعله هو التحدث مع المريض كثيرًا حول الأشياء الإيجابية في هذه الفترة، مثل أنها سمحت للأسرة أن تتجمع ومنحت وقت فراغ طويل لممارسة الهوايات المفضلة بحرية والرياضة لتقوية الجسم، مع عدم عرض الأخبار السيئة بشكل متواصل، وتجنب تثبيت القنوات الإخبارية التي تنقل أحداث انتشار المرض على مدار اليوم أمام المصاب.

الأول والثاني

تحدث لمرضاه الإصابة بنوبة هوس مرة واحدة على الأقل خلال العام قد تسبقها أو تليها نوبات الهوس الخفيف أو نوبات اكتئاب عظمى، وفي بعض الحالات، قد تؤدي الإصابة بالهوس إلى الانفصال عن الواقع (الذهان). أما النوع الثاني، فهو إصابة المريض بنوبة اكتئاب عظمى، ونوبة هوس خفيف واحدة على الأقل.

اضطراب دورية المزاج

يعاني صاحبها من نوبات عديدة من أعراض الهوس الخفيف على مدار عامين على الأقل، أو عام واحد عند الأطفال والمراهقين، أو نوبات من أعراض الاكتئاب (إلا أنه يكون أقل شدة من الاكتئاب الشديد).

ويمكن لنوبات الهوس من الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أن تكون حادة وخطيرة، كما يمكن أن يصاب الأفراد الذين يعانون اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني بالاكتئاب لفترات أطول، مما قد يسفر عن الإصابة بإعاقة كبيرة.

وتشمل نوبات الهوس والهوس الخفيف ثلاثة أو أكثر من هذه الأعراض، وهي: زيادة النشاط، والطاقة أو الإثارة، والشعور المبالغ فيه بالثقة بالنفس (النشوة)، وانخفاض الحاجة إلى النوم، وثرثرة غير عادية، وتسارع الأفكار، والتشتت، وسوء اتخاذ القرار على سبيل المثال: الإسراف في الشراء بشكل مستمر، التعرض للمخاطر الجنسية أو القيام باستثمارات حمقاء.

ويصنف “الاضطراب ثنائي القطب” بأنه من الأمراض النفسية الخطيرة التي تصيب الكثيرين، والسبب الرئيسي وراء عدم علاج العديد من المصابين بالاضطراب الثنائي القطب هو صعوبة التشخيص، لكن حتى بعد التشخيص، قد يكون العلاج صعبًا، ويتوقف بعض الأشخاص الذين يتم تشخيصهم عن علاجهم لأنهم يقررون أنهم لم يعودوا بحاجة إلى العلاج، أو لأن الآثار الجانبية للأدوية مقلقة للغاية، وذلك وفقًا لموقع healthguides.

دراسة وأرقام

كشفت دراسة علمية في مايو الماضي، أشرف عليها باحثون من تايوان عن أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب قد يتعرضون لخطر الإصابة بالشلل الرعاش لاحقًا.

ووفقًا لموقع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أوضح الباحثون أنهم يشتبهون في أن هناك عوامل مثل الالتهاب، وعلم الوراثة، والاضطراب بين خلايا الدماغ.

حسب الرقم المعلن من منظمة الصحة العالمية، فإن 60 مليونًا حول العالم يعانون “اضطرابًا ثنائي القطب”، بنسبة تتراوح بين 1 و1.5%.

ويبلغ متوسط ظهور المرض 25 سنة، ويُصاب به عدد متساوٍ من الرجال والنساء، من دون تفرقة من ناحية الأعمار أو الأعراق أو الطبقات الاجتماعية، كما أفاد المعهد الوطني للصحة العقلية بالولايات المتحدة الأمريكية.

ويؤثر الاضطراب الثنائي القطب على حوالي 5.7 مليون شخص في الولايات المتحدة ويسبب مشاكل شديدة بالنسبة للغالبية العظمى منهم في مرحلة ما من حياتهم – أكثر من أي اضطراب مزاجي آخر.

ولا يزال مرض باركنسون “الشلل الرعاش” غير قابل للشفاء، والمضاعفات هي السبب الرابع عشر للوفاة في الولايات المتحدة.

ويأمل الباحثون في مستشفى تايبيه لقدامى المحاربين في تايوان أن يكشفوا العلاقة بين المرضين المدمرين وهذا قد يجعلهم أكثر قابلية للعلاج، أو حتى يمكن الوقاية منهم تمامًا. وتابع الفريق أكثر من 56 ألف شخص تم تشخيصهم بالاضطراب الثنائي القطب بين عامي 2001 و2009، إضافة إلى 224360 شخصًا لم يتم تشخيصهم مطلقًا بالاضطراب، حتى عام 2011، وحوالي 7% من المصابين بالاضطراب الثنائي القطب أصيبوا بالشلل الرعاش مقارنة بالذين لا يعانون من اضطراب المزاج.

وأضاف الباحثون أن الأشخاص الذين اضطروا إلى دخول المستشفى بسبب اضطراب المزاج كانوا أكثر عرضة للإصابة بالشلل الرعاش.

وقت الطبيب

على الرغم من تقلبات المزاج المتطرفة، لا يدرك الأشخاص المصابون باضطراب ثنائي القطب في كثير من الأحيان مدى الضرر الذي يسببه عدم استقرارهم العاطفي لحياتهم وحياة أحبائهم، ولا يتلقون العلاج الذي يحتاجونه وقد يؤثر على حياتهم في وقت تزداد فيه الضغوط النفسية والعملية والحياتية على البشر بسبب انتشار جائحة كورونا التي ضربت العديد من دول العالم وأصابت أكثر من مليون شخص وتسببت في موت الآلاف وإغلاق العديد من النوافذ الاقتصادية والعملية ما يجعل سكان العالم أكثر عرضة من ذي قبل للإصابة بمرض الاضطراب ثنائي القطب.

ربما يعجبك أيضا