قلقًا من الدور القطري .. بن علوي في طهران للحفاظ على دور الوساطة

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

وصل وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، أمس الثلاثاء، إلى طهران، في زيارة لم يُعلن عنها مسبقًا، هي الثانية له خلال الشهر الحالي. وكان ظريف قد التقى نظيره العماني خلال توقفه في مسقط أثناء عودته إلى إيران من نيودلهي، التي زارها للمشاركة في منتدى “رايسينا” الدولي.

كما شارك بن علوي في السابع من الشهر الحالي في منتدى “حوار طهران”، وذلك بعد أيام من مقتل قائد “فيلق القدس”، قاسم سليماني. وكشف الوزير العماني أن الولايات المتحدة على “تواصل دائم” مع سلطنة عمان، وعبّرت عن “رغبتها في خفض التصعيد”.

زيارة ثانية:

كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلن أن مسؤولًا أجنبيًا كبيرًا سيصل إلى طهران. ثم كشف عن اسم هذا المسئول في تغريدة له على “تويتر”؛ وهو ما يكشف أهمية زيارة بن علوي لطهران.

أهداف عدة:-

خفض التوترات بين إيران وأمريكا

حسب تقرير صحيفة دنياي اقتصاد الإيرانية، اليوم الأربعاء: يبدو أن سفر بن علوي إلى طهران مرة أخرى في أقل من أسبوعين يتعلق بخفض التوترات بين إيران وأمريكا، في الحقيقة تسعى عُمان للعب دور وساطتها في الأزمات الإقليمية والدولية، وقد زادت فرصتها في لعب دور الوساطة مرة أخرى بعد زيادة الأجواء المتوترة بعد اغتيال سليماني، خاصة وأن عُمان وبقية الجهات الفاعلة في مجلس التعاون الخليجي وبشكل عام الدول التي تستضيف القواعد الأمريكية في المنطقة تسعى لتجنب أي نوع من أنواع الصراع والحرب، على الرغم من أن بن علوي قال خلال زيارته إلى طهران قبل أسبوعين أنه لا توجد فرصة للوساطة حاليًا مع تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن.

قلق من الدور القطري

هدف بن علوي الآخر من زيارته لطهران هو التأكيد على الدور الدائم لعُمان في عملية نقل الرسائل بين الجهات الفاعلة ذات الأهداف المتضاربة، في الحقيقة تسعى عُمان إلى إعادة التأكيد على دورها المحايد والمتوازن والوسيط في فترة السلطان الجديد هيثم، وألا تفقد أسبقيتها في هذا الصدد، خاصة وأن الأمير القطري حاول خلال الأسبوعين الماضيين تقديم هذا الدور لنفسه، إن الزيارة المفاجئة التي قام بها أمير قطر الأسبوع الماضي إلى طهران واجتماعه بكبار المسئولين الإيرانيين زادت من التكهنات حول أن إيران منحت الدوحة دور الوساطة التي كانت تقوم به عُمان.

وتم التأكيد على هذه الرؤية بشكل كبير، خاصة بين المحللين والخبراء العرب في الخليج، بالطبع يسعى هؤلاء الخبراء إلى تسليط الضوء على الرأي القائل أن ثقة إيران في عُمان قد انخفضت منذ زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العام الماضي إلى مسقط واجتماعه بالسلطان قابوس، وأن إيران تسعى لمنح الدوحة دور الوساطة من خلال إبراز دور قطر، خاصة وأن العلاقات السياسية والاقتصادية الإيرانية قد تنامت بشكل كبير منذ مايو 2017م بعد المقاطعة الخليجية مع قطر.

العلاقات في فترة السلطان العُماني الجديد

تسببت وفاة السلطان قابوس بن سعيد في أن تفقد إيران أقرب حليف لها في الخليج العربي، حيث لعب سلطان عُمان دورًا بارزًا في دبلوماسية طهران والوساطة مع أمريكا، ويبدو أن السلطان العُماني الجديد هيثم بن طارق يسعى من خلال تنشيط دور السياسة الخارجية العُمانية للحفاظ على علاقات مسقط الثنائية والحيادية مع بقية الجهات الفاعلة بالمنطقة استمرارًا لموروث السلطان قابوس، وأيضًا لتهيئة أجواء جديدة لسلطنة عُمان للقيام بدور في التطورات الإقليمية.

كما يبدو أن السلطان العُماني الجديد في سعي لإظهار أن مسقط ستواصل الحفاظ على علاقاتها التاريخية مع إيران، وتأتي هذه الجهود كنوع من إصلاح بعض السياسات العُمانية المتضاربة التي تسببت في تورط سلطنة عمان في لعبة واسعة النطاق وصعبة ومتضادة ومليئة بالتحديات في نفس الوقت في المنطقة حتى الفترة الأخيرة من حكم السلطان قابوس، ومن جهة استقبل نتنياهو، ومن ناحية أخرى دعم الحوثيين في الحرب اليمنية إلى حد ما، لذلك أرسل السلطان هيثم وزيره بن علوي مرة أخرى إلى طهران ليقول لكبار المسؤولين الإيرانيين إن عُمان في فترة ما بعد السلطان قابوس تسعى إلى إدارة هذه الأهداف المتضادة والعودة إلى المسار السابق.

ربما يعجبك أيضا