“عابر”.. خطوة إماراتية – سعودية نحو عالم العملات الافتراضية

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

أعلن مصرف الإمارات المركزي بالتعاون مع مؤسسة النقد العربي السعودي أخيرًا، عن إطلاق مشروع “عابر” لإصدار عملة رقمية – بشكل تجريبي – يتم استخدامها بين البلدين في التسويات المالية من خلال تقنيات سلاسل الكتل والسجلات الموزعة.

وقال المركزي الإماراتي وساما في بيان مشترك أمس، إن البنوك المركزية في بعض الدول بدأت بتنفيذ مشاريع تجريبية بغرض استكشاف أبعاد تقنيات سلاسل الكتل والسجلات الموزعة التي تستخدم في تداول العملات الرقمية، ومؤسسة النقد ومصرف الإمارات كانت لديهما الرغبة ذاتها في تجربة هذه التقنيات للتعرف عليها وكيفية الاستفادة منها، لذا تم الاتفاق على إطلاق مشروع “عابر” بشكل مشترك بدلاً من التنفيذ بشكل مستقل.

وأضاف هناك بعض جوانب أعمال الحوالات الدولية تحتاج إلى مزيد من التطوير، وقد يَثبت بعد الدراسة أن استخدام العملة الرقمية يمكن أن يساهم في دعم هذا التطوير، كما سيسمح المشروع ببحث إمكانية استخدام “عابر” كنظام احتياطي إضافي للنظم المركزية لتسوية المدفوعات المحلية عند تعطلها لأي سبب.

وأكد البيان أن مؤسسة النقد السعودي ومصرف الإمارات يرغبان في أن تعود مشاريعهما التجريبية بالفوائد على الجميع محلياً ودولياً، لذا ولرغبة الدولتين في أن تكونا ليس سباقتين فحسب في تطبيق التقنيات الحديثة وإنما أيضاً في تطويعها وتطويرها وتقديمها للعالم، كان التوجه من الجانبين بإجراء تجربة إصدار عملة رقمية واستخدامها عبر الحدود لتنفيذ الحوالات.

وقال محمد رشدي رئيس التكنولوجيا في “دبي لإدارة الأصول” في تصريحات لـ”العربية”: إن “عابر” يهدف بشكل رئيس إلى إيجاد عملة رقمية موحدة بين الإمارات والسعودية على مستوى البنوك المركزية وبعض البنوك، وليس على مستوى الأفراد، بغرض تسهيل عمليات التسويات والتحويلات المالية، وخفض الوقت والتكلفة.

وتوقع رشدي أن تحل تقنيات “بلوك تشين” أو سلاسل الكتل مع الوقت محل نظام  SWIFT للتسوية بين البنوك فيما يتعلق بنقل الأموال عبر البلدان المختلفة، مؤكدا أن “عابر” يعد محاولة للتغلب على مركزية SWIFT.
وبحسب البيان السعودي الإماراتي، التركيز في المراحل الأولى للمشروع سينصب على النواحي الفنية، وسيقتصر  تداول العملة الافتراضية بين عدد محدود من البنوك في كل دولة، وفي حال ما إذا تبين عدم وجود عوائق فنية، ستتم دراسة النواحي الاقتصادية والمتطلبات القانونية للاستخدامات المستقبلية.

ويتوقع أن يسهم إصدار هذه العملة الرقمية، في تيسير وخفض تكلفة التحويلات المالية بين البلدين، لا سيما تلك المتعلقة بالصفقات التجارية الكبرى، كما أن نجاح التجربة سيجعل من الإمارات والسعودية رائدتين في هذا المجال، إذ ستكون التجربة الأولى من نوعها على مستوى العالم في اعتماد آلية العملات الرقمية وسلاسل الكتل بين بلدين على المستوى الرسمي، فـ”عابر” ستكون مختلفة عن العملات الافترضية الحالية باعتبارها، عملة رقمية مدعومة من بنكين مركزيين.

و”عابر” هو إحدى مبادرات مجلس التنسيق السعودي الإماراتي الذي خرج إلى النور في مايو 2016 بمدينة جدة، وكانت  اللجنة التنفيذية للمجلس قد عقدت اجتماعها الأول في أبوظبي في الـ 17 من يناير الجاري، وتم الإعلان عن المبادرات ذات الأولوية والمعدة للإطلاق، تنفيذا للرؤية المشتركة للتكامل بين البلدين، ومن أبرز هذه المبادرات في مجال الخدمات والأسواق المالية، إطلاق “عابر”.

ربما يعجبك أيضا