مخيمات الفلسطينيين في لبنان تتحرك احتجاجًا على قرارات وزارة العمل

عاطف عبداللطيف

كتبت – مي فارس

تشهد المخيمات الفلسطينية استياء شعبيًا واسعًا وتحركات سلمية، احتجاجًا على خطة وزير العمل اللبناني، كميل أبو سليمان، بـ”مكافحة العمالة الأجنبية غير الشرعية”، ويسعى الفلسطينيون للضغط على الوزارة لاستثناء العمال الفلسطينيين من الخطة.
 
وأوضحت لجنة المتابعة الفلسطينية، في بيان أن المباحثات التي تجريها لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني مع الوزير كميل أبو سليمان، بيّنت استمرار تمسّك الأخير بقراراته، ورفضه التراجع عنها بحجة تطبيق قانون العمل، ورفضه استثناء الفلسطينيين، ورفضه تأجيل تطبيق الخطة لمدة ستة أشهر.

وأكد عدم قبول لجنة الحوار اقتراح وزير العمل بتخفيض رسوم إجازات العمل للفلسطينيين بالمقارنة مع الرسوم المفروضة على الجنسيات الأخرى. كما حذّر من الاستجابة لما يشاع عن أن الوزير أبو سليمان تراجع عن قراراته، معتبرا أن الشائعات هدفها النيل من الحراك الشعبي الفلسطيني.

 
وخرجت في مخيمات بالشمال، في نهر البارد والبداوي، احتجاجات عارمة، وأغلق الأهالي المداخل المؤدية إلى مخيم نهر البارد في الاتجاهات كافة بالسواتر الترابية، وأحرقوا الإطارات. كما أغلقت المحال التجارية وورش البناء، ومؤسسات أونروا أيضاً، وامتنع العمال عن مزاولة أعمالهم، تلبية لدعوة الحراك الشعبي الفلسطيني إلى الإضراب.

وأوضح الناشط الإعلامي أبو صالح موعد، من مخيم نهر البارد “إن ما يحصل في مخيم نهر البارد هو غليان شعبي في وجه قرار وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان، بشأن العمالة الفلسطينية، وإلزامية الحصول على إجازة عمل. ويعتبر أهالي المخيم أن هذا القرار ظالم، ويزيد العبء والمعاناة على الفلسطينيين في لبنان”، معتبراً أن “هذا القرار يأتي في ظل صفقة القرن، ومفاعيلها التي بدأنا نتلمّسها هنا في لبنان، ما يستدعي طرح علامات استفهام عن توقيت القرار في هذه المرحلة الحرجة”.

 
بدوره، شهد مخيم مار إلياس في بيروت حركات احتجاجية ضد الخطة، وعمد الأهالي إلى الاعتصام السلمي. وعن الاحتجاج، قالت الحاجة هنية عباس، التي ناهزت الـ 105 سنوات من العمر: “إن الفلسطينيين لهم وطن، وهم أصحابه، ولديهم أرض عزيزة، لكن العصابات الصهيونية طردتهم من أرضهم وهجّرتهم”.

كما شهد مخيم برج البراجنة في بيروت حالة غضب واستنكار، فأغلق الأهالي مداخل المخيم بالإطارات، ومنعوا إدخال البضائع إلى المخيم.

وقال المسؤول في مخيم برج البراجنة، ديب العطعوط: “منذ ساعات الفجر الأولى بدأ الإضراب الشامل الذي عم مخيم برج البراجنة، حيث تجمّع عدد كبير من الأهالي من كل الأعمار عند مدخل المخيم، من جهة المحامص وصولًا إلى ساحة الدبدوب، وأغلقت المحلات أبوابها تضامنًا مع مطالب شعبنا الفلسطيني اللاجئ في لبنان، وذلك تنديدًا ورفضًا للقوانين والإجراءات التي طاولت ومست حياة اللاجئين الفلسطينيين في رزقهم وقوت عيالهم”.

وفي جنوب لبنان، شهد مخيم عين الحلوة، احتجاجات كبيرة رفضاً للعنصرية التي تشوب خطة وزير العمل. وأغلقت مداخل المخيم كافة، ولم يسمح للتجار بإدخال بضائعهم إليه، كما أشعلت الإطارات المطاطية، كما أقدم بعض الأهالي على إحراق أثاث منازلهم.

ونتيجة هذه الاعتصامات تأثرت مدينة صيدا إلى حدّ كبير، وتعطلت الحركة الاقتصادية فيها، وتدنت نسبة البيع والشراء في حسبة صيدا (سوق الجملة) إلى النصف تقريبًا.

ربما يعجبك أيضا