تعذر رؤية هلال رمضان.. أسباب الاختلاف والإلزام

كتب – حسام عيد

ينتظر العالم العربي والإسلامي بشغف بالغ حلول شهر رمضان المبارك، الضيف العزيز الذي ينثر بركاته ونفحاته الروحانية على الجميع.

شهر كريم اتفق الجميع على صفاته الطيبة التي يحملها في طياته، كالنفحات والعطايا والهبات والرحمة والمغفرة، وقال “النبي محمد صلى الله وعليه وسلم”: ” إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين”.

لكن اختلفوا في رؤية هلاله، فبعض الدول تعلن رؤيته في حين أن دولا أخرى تعلن رؤية الهلال في اليوم التالي.

اختلاف الرؤية

درجت بعض أقطار العالم الإسلامي على الأخذ في إثبات الهلال باختلاف المطالع، وأن لكل إقليم رؤيته الخاصة، واختلف العلماء في أمر الأهلة على رأيين، فمنهم من يرى أن العبرة باختلاف المطالع، بمعنى أن لكل بلد رؤية تخصها، وأن الرؤية في بلد ما لا يلزم البلد الآخر، والرأي الثاني أنه إذا رؤي الهلال في أي بلد إسلامي لزم جميع المسلمين الأخذ به متى علموا بذلك، وكلا الرأيين مؤيد بأدلة.

إلا أنه إذا رأى شخص الهلال بعينه ولم يؤخذ برؤيته فإنه يلزمه هو فقط الصيام سِرّاً، أو الإفطار سِرّاً، منعاً لوقوع الخلاف والفتنة. ويؤخذ بقول الجهة الشرعية المنوط بها إثبات رؤية الهلال وذلك توحيداً للعبادة، ومن ثَمَّ فلا يحق لأحد ممن في هذا البلد مخالفة ما قررته تلك الجهة.

تعذر رؤية الهلال

أعلنت المحكمة العليا في السعودية أن، غدًا الأربعاء، هو المتمم لشهر شعبان، وبعد غد الخميس أول أيام شهر رمضان المبارك والموافق 17 مايو 2018.

كما أعلنت الإمارات والبحرين والأردن والكويت ومصر وفلسطين وقطر وسلطنة عمان واليمن والسودان وسوريا والوقف السني في كلا من العراق ولبنان أن يوم الخميس المقبل هو أول أيام شهر رمضان أيضا بعد تعذّر رؤية هلال رمضان، مساء اليوم الثلاثاء الموافق 29 شعبان لسنة 1439 هجرية.

وأعلنت كل من ماليزيا وإندونيسيا وأستراليا وسنغافورة وسلطنة بروناي أن يوم غد الأربعاء هو المتمم لشهر شعبان، وأن الخميس أول أيام شهر رمضان. واعتمدت هذه الدول على الحسابات الفلكية وليس على رؤية الهلال.

وكانت تركيا قد حددت مسبقا حسب التقويم لديها أن أول أيام شهر رمضان للعام الحالي هو الأربعاء 16 مايو 2018 ونهاية الشهر المبارك سيكون مساء الأربعاء يوم 14 يونيو.

وفي السويد، أعلن الأربعاء أول أيام شهر رمضان المبارك حسب بيان أصدرته إدارة المجلس السويدي للأئمة.

ولفت البيان إلى استناد المجلس إلى ما ورد في الدورة الأولى للجنة التقويم الهجري الموحد الذي عقد في مدينة إسطنبول أكتوبر الماضي. يذكر أن ساعات الصوم في معظم مناطق السويد تستمر لاكثر من عشرين ساعه في اليوم حيث أن الشمس لا تغيب سوى دقائق معدودة في ما يسمى بشمس منتصف الليل.

كما أعلن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في بيان له على موقعه الالكتروني، أن غد الأربعاء أول أيام رمضان في معظم دول أوروبا، بناء على الحسابات الفلكية.

شهر الخير والمغفرة

في رحاب شهر رمضان ترفع الدرجات وتغفر الزلات، وأهل الإيمان فيه، بين خشوع صائم ودمعة تائب وتلاوة قرآن وانتظام  في ساحات القيام.

“شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل هذا الشهر  بالدعاء، فكان إذا رأى الهلال قال: “اللّهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال رشد وخير”.

كما قال رسول الله عن فضله: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.

نفحات ربانية

رمضان خير شهور السنة عند الله سبحانه وتعالى، فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، كما أن له نفحات روحانية وعادات وتقاليد مختلفة عن بقية الشهور.

ويعد الصيام من أعظم العبادات التي شرعها الله عز وجل لعباده، وهي سر بين العبد وربه، لذلك الصائم وهو يؤدي عبادة الصوم يتمتع بصفة الصدق والأمانة بينه وبين الله، مما يؤدي ذلك إلى قبول هذا العمل الفضيل.

وفي شهر رمضان يؤدي المسلم صلاة التراويح وهي ميزة يتفرد بها هذا الشهر العظيم، حيث يجتمع المسلمون لأداء هذه العبادة في جماعة، التي بدورها تزيد من العلاقات بين المسلمين وتوفر المزيد من الود والتعارف بينهم، كما تزداد العلاقة بالقرآن الكريم ويسعى الجميع جاهدين لوضع برنامج لحفظه وتدارسه خلال نهار وليل شهر رمضان.

ربما يعجبك أيضا