في جزيرة أوكيناوا.. كورونا يداهم القوات الأمريكية ويثير غضب اليابانيين

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

في الجزيرة أوكيناوا الواقعة بجنوب اليابان، ظهرت بؤر لتفشي فيروس كورونا في عدد من القواعد العسكرية الأمريكية، حيث تم تسجيل 60 حالة إصابة بالعدوى في تلك القواعد حتى الآن، بما فيها 38 حالة في قاعدة “فوتنما” للمارينز، و23 حالة أخرى في معسكر هانسن منذ 7 يوليو.

طالب حاكم جزيرة أوكيناوا اليابانية، قائدًا عسكريًا أمريكيًا باتخاذ إجراءات وقائية أكثر صرامة والحصول على مزيد من الشفافية بعد إخبار المسؤولين بأن أكثر من 60 من مشاة البحرية في قاعدتين أصيبوا بالفيروس التاجي خلال الأيام القليلة الماضية.

ويقول المسؤولون العسكريون الأمريكيون: إن القاعدتين قد تم إغلاقهما، لكن لم يتم الكشف عن الأرقام الدقيقة إلا بعد تكرار الطلبات.

في يوم السبت الماضي، تحدث حاكم  أوكيناوا ديني تاماكي عبر الهاتف إلى اللفتنانت جنرال هـ.ستايسي كلاردي، قائد قوة المشاة البحرية الثالثة، وأصر على أن الولايات المتحدة يجب أن تزيد من إجراءات الوقاية من الأمراض إلى أقصى مستوياتها، وتتوقف عن إرسال أفراد إلى أوكيناوا وتغلق القواعد.

وشكك تاماكي في تدابير الوقاية من الأمراض التي اتخذها الجيش الأمريكي، وجدد مطالبته بالشفافية فيما يتعلق بأحدث التطورات، قائلا: “من المؤسف للغاية أن تنتشر العدوى بسرعة بين أفراد الولايات المتحدة عندما تبذل أوكيناوا قصارى جهدنا لاحتواء العدوى، لدينا الآن شكوك قوية في أن الجيش الأمريكي قد اتخذ تدابير كافية للوقاية من الأمراض”.

وقال مسؤولون: إن ما يزيد من قلق أوكيناوا هو عزل عدد غير محدد من أفراد الخدمة الأمريكية الذين يصلون من البر الرئيسي الأمريكي لتناوب الموظفين في فندق خارج القاعدة بسبب ضيق المساحة في القاعدة.

وقال مشاة البحرية، إن القوات تتخذ إجراءات وقائية إضافية للحد من انتشار الفيروس التاجي وتقييد الأنشطة خارج القاعدة، وإن الإجراءات تهدف إلى “حماية قواتنا وعائلاتنا والمجتمع المحلي”، دون تقديم تفاصيل عن الإصابات.

وقالت منشآت سلاح البحرية باسيفيك في صفحتها على فيسبوك، إن لديها هذا الأسبوع مجموعتين من الأفراد الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، وقالت “إن من ثبتت إصابتهم تم عزلهم”.

غضب في أوكيناوا

تضم أوكيناوا أكثر من 50.000 جندي أمريكي أي الجزء الأكبر من القوات العسكرية الأمريكية في اليابان التي يعد تحالفها مع واشنطن ركيزة أساسية لأمنها.

 لكن كثيرا من سكان أوكيناوا غاضبون ويربطون بين وجود القواعد ومشاكل من بينها الجريمة والحوادث، ويريدون تقليص أعداد الجنود الأمريكيين أو رحيلهم.

وقال متحدث عسكري أمريكي “نحاول جاهدين الحد من مخالطة (السكان المحليين)، كما نتطلع إلى تعقب الأفراد الذين خالطوا المصابين”.

تعارض أوكيناوان أيضًا نقل مخطط لقاعدة فوتينما الجوية من الموقع الحالي في منطقة مكتظة بالسكان في الجنوب إلى منطقة أقل سكانًا على الساحل الشرقي.

كان لدى أوكيناوا حوالي 150 حالة إصابة بالفيروس التاجي، يوجد في اليابان حوالي 21000 حالة إصابة و1000 حالة وفاة، كما سجلت طوكيو أكثر من 200 حالة جديدة لليوم الثالث على التوالي.

قال مسؤول ياباني كبير، إن اليابان والولايات المتحدة تتبادلان معلومات بخصوص إصابات فيروس كورونا في القواعد العسكرية الأمريكية بعد أن أثار تفشي المرض غضبا في مقاطعة أوكيناوا.

وقال يوشيهيدي سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء في مؤتمر صحفي “سنتعاون بشكل مناسب في هذا الشأن، تتبادل اليابان والولايات المتحدة المعلومات بخصوص تحركات العسكريين المصابين”.

كورونا يفتك بالولايات المتحدة 

وتتصدّر الولايات المتّحدة لائحة الدول الأكثر تضرّرًا في العالم جرّاء الوباء، تليها البرازيل والمملكة المتّحدة والمكسيك.

ووفق جامعة جونز هوبكنز التي تُعتبر مرجعًا في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن الوباء، ارتفع إجمالي عدد المصابين بكوفيد-19 في الولايات المتحدة إلى 3.301.820 شخصًا، بينما ارتفع عدد الوفيات جرّاء الفيروس إلى 135.171 (442 وفاة إضافية في 24 ساعة).

وخلال الــ24 ساعة الماضية، سجّلت الولايات المتّحدة، 59.747 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ، حسب بيانات نشرتها الجامعة.

والأحد، سجّل العدد اليومي للإصابات الجديدة بالفيروس في الولايات المتحدة رقمًا قياسيًا بلغ 66.528 إصابة في 24 ساعة.

يقول كبير خبراء الأمراض المُعدية في الإدارة الأمريكية أنتوني فاوتشي، إنّه “عندما نقارن أنفسنا بدول أخرى، لا أعتقد أنّه يمكننا القول إنّنا نقوم بعمل جيد”.

ويدقّ الخبير الصحّي جرس الإنذار منذ أيام بخصوص ارتفاع عدد الاصابات الجديدة ولا سيّما في جنوب البلاد وغربها، مستنكرا التسرّع في رفع تدابير الإغلاق وتهوّر الأمريكيين.

فيما يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التقليل من خطورة الوضع، قائلا: “للمرة المئة، إنّ سبب وجود الكثير من الحالات لدينا بالمقارنة مع دول أخرى أداؤها ليس جيّدا بقدر أدائنا، وبفارق شاسع، هو أنّ فحوصاتنا هي أكثر عددا وأفضل نوعا”.

ربما يعجبك أيضا