أحداث “الأبيّض” تعطّل مفاوضات السودان.. و”الإخوان” في قلب الاتهامات

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

من جديد يعود التوتر إلى الساحة السودانية عقب الأحداث المؤسفة التي شهدتها مؤخرًا مدينة “الأبيِّض” عاصمة ولاية شمال كردفان، وراح ضحيتها 5 أشخاص بينهم طلاب بعد إطلاق الرصاص عليهم.

وجاءت تلك الأحداث عشية استئناف المفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم وقادة حركة الاحتجاج لحل مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية، والتي كانت مقررة، اليوم الثلاثاء.

بدايـــــة الأحـداث

الضحايا سقطوا في مظاهرات خرجت احتجاجا على الغلاء وانقطاع التيار الكهربائي وشح السلع بما في ذلك الوقود والخبز، كما احتج المتظاهرون على تقرير لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم.

وتعقيبا على الواقعة، خرج اللواء الصادق الطيب عبدالله والي ولاية شمال كردفان ليعلن سقوط 5 قتلى في أحداث الأبيض (3 طلاب مدارس ثانوية و2 من مواطني المدينة).

وأوضح خلال لقائه بالإعلاميين ومراسلي الصحف إن “مسيرة طلاب وطالبات المدارس الثانوية كانت سلمية ومطالبة بتحسين خدمات النقل، ولكنها انحرفت من أهدافها بعد أن تدخل بعض المندسين وسط الطلاب”.

ولفت والي ولاية شمال كردفان إلى أن التعدي قام به المندسون على فرع بنك الخرطوم من نهب في المعدات والممتلكات بجانب المحاولة للتعدي على البنك الفرنسي فرع الأبيض، وقال إنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة.

وأوضح اللواء الطيب عبدالله أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق وسيتم تقديم كل متسبب في هذه الأحداث إلى المحاكمة العادلة.

دعـوة للتــــــظاهر

وعلى الفور دعا تجمع المهنيين السودانيين الذي أطلق الاحتجاجات أنصاره للتظاهر في أرجاء البلاد تنديدا بـ”المذبحة” ضد طلاب المدارس، بعد أن أكد في بيان “إطلاق الذخيرة الحية على موكب طالبات وطلاب المدارس” في الأُبيض.

ومساء أمس الإثنين، تدخلت الشرطة وأطلقت الغاز المسيل للدموع في ثلاثة مناطق بالخرطوم لتفريق متظاهرين استجابوا لدعوة حركة الاحتجاج.

جريـمة مرفوضـة

رئيس المجلس العسكري السوداني عبدالفتاح البرهان، وصف مقتل المتظاهرين في مدينة الاُبيض بـ “الجريمة غير المقبولة”، قائلا “ما حدث في الأُبيض أمر مؤسف وحزين وقتل المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض وجريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة”.

تأجيل المفاوضات

وأكد مفاوضون في حركة الاحتجاج عدم إجراء جلسة المفاوضات المقررة مع المجلس العسكري، اليوم الثلاثاء، بسبب تواجد الفريق التفاوضي للحركة في الأُبيض.

وكان من المفترض أن تستأنف اليوم مفاوضات بين المجلس العسكري السوداني الحاكم وقادة حركة الاحتجاج، لحل مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية لكن لم تعقد بسبب ما حدث في الأبيض.

تعليــق الدراســـة

من جهتها قررت لجنة أمن ولاية شمال كردفان تعليق الدراسة بمرحلتي الأساس والثانوي بجميع المدارس بالولاية، موضحة أن قرارها يأتي حفاظا على أرواح الطلاب والمواطنين وذلك نتيجة للأحداث المؤسفة بمدينة الأبيض.

كما فرض حاكم الولاية حظر تجول ليلي في المدينة، فيما دعت حركة الاحتجاج أنصارها للتظاهر في أرجاء البلاد تنديداً بـالمذبحة التي حدثت خلال مسيرة لطلاب المدارس احتجاجاً على نقص الوقود والخبز في الأُبيض.

اتــــــهام الإخوان

قوى الحرية والتغيير اتهمت تنظيم “الإخوان” باستهداف العملية السياسية الجارية في السودان، من خلال توتير الأجواء، وتنفيذ مجازر بغرض عرقلة خطوات من شأنها أن تفضي تكوين مجلس سيادي في البلاد.

وقال القيادي بتحالف نداء السودان، الموقع على إعلان الحرية والتغيير، محمد سيد أحمد سر الختم، إن “النظام البائد، هو من يقوم بمثل هذه الأعمال، ومنسوبوه هم الذين يحاولون من خلال قتل الأبرياء عرقلة العملية السياسية”، وفقا لصحيفة “البيان”.

وشدد الختم على أن مجزرة الأبيّض لن توقف التفاوض مع المجلس العسكري، مشيرا إلى ضرورة العمل من أجل محاصرة عصابة “الإخوان”، التي الآن تحاول بشتى السبل إجهاض العملية الانتقالية في السودان.

ربما يعجبك أيضا