بعد وفاة طفل مصري بسبب “ببجي”.. الأزهر يحذر مجددًا ويقدم 10 نصائح

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

رغم آلاف التحذيرات من خطورة الألعاب الإلكترونية، ومناشدة الأسر بمتابعة أطفالهم وعدم تركهم أمامها بالساعات، لا زالت تلك الألعاب القاتلة تحصد أرواح الأطفال كان آخرها طفل مصري يدعى “م. س. س”، توفي بالسكتة القلبية قبل ساعات أثناء ممارسته لعبة “ببجي” داخل منزله في محافظة بورسعيد المصرية.

ذكرت وسائل الإعلام المصرية، أن الطفل ذات الـ12 ربيعًا وصل إلى أحد مستشفيات بورسعيد عن طريق سيارة إسعاف، وتبين من الفحص المبدئي وفاة الطفل بسكتة قلبية، فيما قالت أسرة الطفل أنها وجدته ملقى على الأرض دون حركة وبجواره هاتفه المحمول مفتوح على لعبة “ببحي – PUBG”.

لم تكن تلك هي الواقعة الفريدة من نوعها، بل تعرض طفل آخر لإصابات بالغة قبل أشهر نتيجة مشاجرة مع رفيقة الذي أراد الانتقام منه بعد هزيمته في لعبة ببجي.

فما هي تلك اللعبة وما مخاطرها؟ ولماذا تمنعها الأجهزة الأمنية في الكثير من الدول؟

لعبة ببجي المعروفة أيضاً بلعبة ساحات معارك اللاعبين المجهولين صدرت عام 2017، وكانت نسختها الأولى مخصصة لأجهزة الكمبيوتر وأنظمة تشغيل ويندوز وإكس بوكس ون، ليتم فيما بعد طرح النسخة الجديدة للهواتف المحمولة وأنظمة تشغيل آندرويد ونظام ios.

طريقة لعب ببجي أو بوبجي

تنتمي اللعبة إلى ألعاب البقاء، حيث يحاول اللاعب أن يحافظ على حياته داخل اللعبة حتى النهاية، وذلك من خلال اتباعه استراتيجية ناجحة في تجميع الأسلحة والذخائر والدروع، والحفاظ على نفسه بمواجهة اللاعبين الآخرين وقتلهم جميعاً.

عدد اللاعبين في لعبة ببجي 100لاعب، يجدون أنفسهم على خريطة، ثم يبحث كل لاعب عن الأسلحة والذخائر وعلب الإسعاف وحقن الأدرينالين وما إلى هنالك من أدوات اللعبة، تبدأ المعركة التي يكون هدف كل لاعب فيها أن يقتل اللاعبين جميعاً ويبقى حياً حتى النهاية.

وفي اللعبة ثلاث خرائط يقوم اللاعب باختيار واحدة منها ليدخل إلى المعركة، تختلف الخرائط الثلاث من حيث الحجم والطبيعة، فالخريطة الأساسية هي الخريطة المتوسطة وتتألف من جزيرتين متصلتين وفيها غابات، فيما تبدو الخريطة الثانية أكبر وذات طبيعة صحراوية، أما الخريطة الثالثة فهي الأصغر حجماً وهي عبارة عن ثلاث جزر خضراء متصلة مع بعضها بجسور.

مخاطر لعبة ببجي

على وجه العموم ألعاب الفيديو من نمط لعبة ببجي تتميز بقدر كبير من العنف واستخدام الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء؛ وبالتالي تسببت في انتشار العنف والعدوانية في بعض الدول.

من جانب آخر، للعبة الكثير من الآثار النفسية على الأطفال والمراهقين، إذ يقول الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، إن الدراسات التي أجريت حول اللعبة قليلة جدًا، ولكن يوجد العديد من الدراسات حول ألعاب العنف بوجه عام، خاصة أن تأثيرها السلبي كبير، فهي تزيد العنف والانعزال لدى الأطفال وتقلل من الحركة لديهم مما يؤدي لزيادة الوزن، كما تخرب نظام النوم، وتدمر الساعة البيولوجية للطفل، وتؤثر على النمو، وتكمن الخطورة في تلك الألعاب  في الجلوس لساعات طويلة أكثر  من اللعبة في حد ذاتها.

وأضاف: “عندما نشعر أن الطفل أصبح عنيف يجب أن نبحث في الأسباب، وقد يكون منها بالتأكيد الألعاب الإلكترونية، لافتًا إلى استخدام هذه الألعاب لأساليب جذب بصري وذهني تستحوذ على انتباه الأطفال والكبار أيضًا.

وأكد استشاري الطب النفسي، أن المنع مرفوض دون وجود بديل، فقد يكون البديل المناسب على سبيل المثال الأندية والحدائق والأنشطة العائلية، مشيرًا إلى أهمية  الإشراف العائلي والمتابعة المستمرة  التي تحمي الطفل من الألعاب مهما بلغت خطورتها.



الأزهر يحذر مجددًا

جدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تحذيره بعد متابعته ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من ألعاب تخطف عقولَ الشباب خاصة وكثير من أفراد المجتمع، وتجعلهم يعيشون عالمًا افتراضيًّا يعزلهم عن الواقع، وتدفعهم بعد ذلك إلى ما لا تُحمد عاقبته، ومن ذلك ما انتشر مؤخرًا من لُعبة تُدعى (مومو) وما يماثلها، وتستهدف هذه اللعبة جميع الفئات العمرية، وخاصة الشباب وتعتبر الوجه الآخر للعبة الحوت الأزرق و (pubg).

 وتابع: هذه اللعبة تبدو في ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدِم أساليبَ نفسيةً معقَّدةً تحرض على إزهاق الروح من خلال القتل، وتجتذب اللعبة محبي المغامرة وعاشقي الألعاب الإلكترونية لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة البقاء للأقوى.

 وقد رصد قسم متابعة وسائل الإعلام بالمركز أخبارًا عن حالات قتل من مستخدمي هذه اللعبة، وقد نهانا الله سبحانه عن ارتكاب أي شيء يهدد حياتنا وسلامة أجسامنا وأجسام الآخرين فقال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 29].

كام قال “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ” (الأنعام 151 ).
 
ولخطورة الموقف، وانطلاقًا من دور مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الرائد في إرشاد الناس إلى ما فيه خيرهم، وتحذيرهم مما فيه ضررهم، يحذر من خطورة هذه الألعاب ويهيب بالعلماء والدعاة والمعلمين بضرورة نشر الوعي العام بخطورة هذه الألعاب على الفرد والمجتمع، وتأكيدًا على حُرْمة هذا النوع من الألعاب، لخطورته على الفرد والمجتمع ويجرم مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية هذا النوع من الألعاب ويهيب بأولياء الأمور وكل الفاعلين في المجتمع والجهات المختصة إلى منع هذا النوع من الألعاب.

10 نصائح

انطلاقًا من هذا الدور الذي يضطلع به الأزهر الشريف بجميع قطاعاته، قدم المركز عدَّةَ نصائحَ لجميع فئات المجتمع تساعده على تحصين أبنائه وتنشئتهم تنشئة سوية واعية تقيه من أمثال هذه المخاطر.

 هذه النصائح كالآتي:
 
1- متابعة الأبناء بصفة مستمرة وعلى مدار الساعة
 
2- مراقبة تطبيقات الهاتف بالنسبة للأبناء، وعدم ترك الهواتف بين أيديهم لفترات طويلة
 
3- شغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة والأنشطة الرياضية المختلفة
 
4- التأكيد على أهمية الوقت بالنسبة للشباب
 
5- مشاركة الأبناء في جميع جوانب حياتهم مع توجيه النصح وتقديم القدوة الصالحة لهم
 
6- تنمية مهارات الأبناء، وتوظيف هذه المهارات فيما ينفعهم والاستفادة من إبداعاتهم
 
7- التشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنح الأبناء مساحة لتحقيق الذات وتعزيز القدرات وكسب الثقة
 
8- تدريب الأبناء على تحديد أهدافهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، والحث على المشاركة الفاعلة والواقعية في محيط الأسرة والمجتمع
 
9 – تخير الرفقة الصالحة للأبناء ومتابعتهم في الدراسة من خلال التواصل المستمر مع المعلمين وإدارة المدرسة
 
10- التنبيه على مخاطر استخدام الآلات الحادة التي يمكن أن تصيب الإنسان بأي ضرر جسدي، له وللآخرين، وصونه عن كل ما يؤذيه؛ وذلك لما روي عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: “أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ : مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ: مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَالْمُهَاجِرُ: مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ”.
 

ربما يعجبك أيضا