على خلفية تقنية الجيل الخامس.. توتر العلاقة بين الصين والبرازيل

محمود رشدي

رؤية- محمودرشدي

يبدو أن العلاقة بين الصين والبرازيل تسير على نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يطلق تصريحات بين الفينة والأخرى تجاه بكين بخصوص تقنية الجيل الخامس بزعم أنها تحوي مواد تجسس يستغلها الجيش الصين، أو بتصريحات تدور حول أن الصين هي السبب الرئيسي في انتشار وباء كورونا أو «الفيروس الصيني»، كما يسميه ترامب أوإدواردو بولسونارو، نجل الرئيس الرازيلي.

والخلاف هذه المرة حول، سالة على تويتر تندد فيها السفارة الصينية باتهامات لبكين من قبل النائب البرازيلي إدواردو بولسونارو، نجل الرئيس جايير بولسونارو بالمهينة.

خلاف جديد

قال وزير الخارجية البرازيلي إرنستو أراوغو، في رسالة إلى السفارة، ونشر النائب بولسونارو مقاطع منها على تويتر، إن “اللهجة والمضمون مهينان ولا ينمان عن احترام.

وأضاف: معالجة مسائل ذات اهتمام مشترك من دبلوماسيين صينيين يعملون في البرازيل، عبر الشبكات الاجتماعية غير بناءة، وتسبب خلافات لا ضرورة لها، ولا تخدم سوى مصالح الذين لا يرغبون في تحسين العلاقات الثنائية”.

وجاء رد الفعل البرازيلي بعدما نددت الصين بعبارات قاسية بتصريحات بولسونارو، عن تجسس بكين إلكترونياً بتقنية الجيل الخامس 5جي، الذي تنوي البرازيل طرح مناقصة لشرائها في النصف الأول من 2021.

وقال النائب في تغريدة نشرها الإثنين الماضي وحذفها في اليوم التالي، إن الحكومة البرازيلية تدعم برنامج “الشبكة النظيفة” لإدارة ترامب لإنشاء “تحالف عالمي من أجل شبكة 5جي بمنأى عن تجسس الصين”.

على غرار ترامب

وفي وقت سابق في مطلع الشهر الحالي، أيدت الحكومة البرازيلية خطة دونالد ترامب لإقامة شبكة عالمية تستثني التكنولوجيا التي تقول واشنطن إن الحزب الشيوعي الصيني يتلاعب بها، بما في ذلك شركة هواوي العملاقة الصينية.

وقال النائب على حسابه على تويتر: البرازيل تدعم المشروع الأمريكي لشبكة 5جي، وتبتعد عن التكنولوجيا الصينية.

وأكدت الصين أكبر شريك تجاري للبرازيل أن هذه التصريحات “لا أساس لها”، مضيفة أنها “متأثرة بخطاب من اليمين المتطرف الأمريكي الذي يسعى إلى الافتراء على بكين وإلحاق الضرر بالشركات الصينية”.

وأثار إدواردو بولسونارو خلافاً دبلوماسياً مع الصين من قبل، بعدما وصف في تغريدة فيروس كورونا المستجد بـ «فيروس صيني»، واتهم الصين بالمسؤولية عن وباء كورونا، مردداً تصريحات لدونالد ترامب.

محاولات باءت بالفشل

منذ إعلانها السيطرة على تفشي كورونا، أرسلت الصين إمدادات ومعدات طبية إلى دول عدة للمساعدة في مكافحة الفيروس، بما في ذلك تشيلي، وكولومبيا، وفنزويلا، والأرجنتين في أمريكا الجنوبية.

لكن بالنسبة إلى البرازيل، قال وزير الصحة هناك لويز هنريك مانديتا، في مؤتمر صحفي أبريل الماضي قبل إقالته بأسبوع، إن “محاولات بلاده شراء 15 ألف جهاز تنفس صناعي من الصين باءت بالفشل”.

وأوضح مانديتا الذي أقاله الرئيس جايير بولسونارو بعد خلافات حول آليات مكافحة الفيروس، آنذاك، أن بلاده “لم تتلق تأكيدا بشكل فعلي إزاء جميع مشترياتها من المعدات في الصين”.

وأشار الوزير المقال في حينه، إلى أن الحكومة البرازيلية “تبحث خيارات إنتاج تلك الأجهزة محليا”.

ونتيجة لذلك لجأ حكام الولايات البرازيلية إلى طرق لا يمكن تصورها، لاستيراد المعدات الطبية التي تشتد الحاجة إليها، متجنبين الطرق الاعتيادية عبر أوروبا والولايات المتحدة، وبشكل يتخطى حتى الحكومة الفيدرالية.

ربما يعجبك أيضا