واقترب حُلم زايد.. «مسبار الأمل» على أبواب المريخ

محمود طلعت

محمود طلعت

أيام قليلة تفصل دولة الإمارات والعالم العربي عن تحقيق إنجاز عالمي لخدمة البشرية، بوصول مسبار الأمل لمدار كوكب المريخ وتسجيل أول حضور عربي على الكوكب الأحمر.. مهمة المسبار والتي بدأت في يوليو 2020 أصبحت على بعد أقل من 9 أيام من تحقيق هدفها لتكون الإمارات على موعد لدخول تاريخ الاستكشاف العلمي في الفضاء.

مكاســـب اسـتراتيجية

منذ الإعلان عن مشروع «مسبار الأمل» وحتى يومنا، حققت دولة الإمارات مجموعة من الإنجازات التي تركت تأثيرا إيجابيا على العديد من القطاعات الحيوية بالدولة، لترسخ مجددا مكانتها العالمية في مقدمة الدول الأكثر تقدما وحداثة.

ولعل أبرز المكاسب الاستراتيجية التي حققتها الإمارات من مشروع «مسبار الأمل»، ما يمثله من حجر زاوية لإنشاء صناعة تكنولوجيات الفضاء في الإمارات مستقبلاً، بكل ما سينتج عن ذلك من تطبيقات تقنية متطورة، تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني.

وتفصيلا فقد انفرد فريق عمل المسبار بتنفيذ 200 تصميم تكنولوجي علمي جديد، وتصنيع 66 قطعة من مكوناته في الإمارات، ما يؤكد بالدليل القاطع تنفيذ رؤية وطنية واضحة وشاملة في تعزيز إيجاد صناعة إماراتية فضائية لخدمة البشرية.

55

قوة الإمارات الناعمة

مشروع «مسبار الأمل» عزز من القوة الناعمة لدولة الإمارات التي باتت ترتبط بعشرات الاتفاقيات مع كبريات الوكالات والهيئات والمنظمات الدولية في قطاع الفضاء، تجسيدًا لدور الشراكة والتعاون بين مختلف الدول لإنجاح المهام الفضائية.

وجاء نجاح إطلاق المسبار ليلفت أنظار العالم ويؤكد على التفرد الإماراتي في قطاع الصناعات الفضائية، حيث باتت الإمارات سادس دولة ترسل مسبارا للكوكب الأحمر.

ومع بدء العد التنازلي لوصول المسبار إلى المريخ، دعا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان شعب الإمارات وشعوب الوطن العربي إلى المشاركة في هذه اللحظة التاريخية، والاحتفال بها كأول إنجاز في تاريخ الأمة العربية، يسهم في وضع العالم العربي على خريطة التميز المعرفي ويسهم في تعزيز قطاع الصناعات الفضائية في المنطقة.

قيـمة علميـة ومعرفية

ويعد «مسبار الأمل» بمثابة قيمة علمية للإمارات والعالم أجمع حيث سيسهم في سد ثغرة معرفية مهمة تقرب العالم من فهم أعمق للكوكب الأحمر، واستيعاب كيفية تغير المناخ في الغلاف الجوي للمريخ على امتداد دورات الليل والنهار والمواسم، إضافة لالتقاط أول صورة كاملة للمريخ.

ومن مميزات المسبار أنه يتخذ مسارا واسعا، ما يجعله المسبار الأول من نوعه الذي يقدم صورة شاملة لمناخ المريخ، بما في ذلك الغيوم والغازات وعواصف الغبار على امتداد اليوم، وستكون البيانات التي تقدمها المهمة متاحة للجميع لإجراء دراسات عليها.

ومنذ انطلاق المشروع شارك أكثر من 100 ألف طالب ومعلم في البرامج التثقيفية والتعليمية التي تندرج تحت مظلته، الأمر الذي ساهم في إقبال الطلبة بشكل متزايد على دراسة التخصصات المرتبطة بالقطاع الفضائي.

حقائق وأرقام حول مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مسبار الأمل

تخطيط وإدارة إماراتية

ومنذ بداية التفكير بالمشروع، اتخذت الإمارات قرارًا استشرافيًا بأن يتم التخطيط له وإدارته وتنفيذه على يد فريق إماراتي، فلم يتم استيراد أي من التقنيات الرئيسية، التي يقوم عليها المشروع من الخارج، بل تم تصميم مكوناته وتصنيعها وتجميعها محليًا.

كما تم تدريب فريق المشروع من الشباب الإماراتيين عبر الشراكات الاستراتيجية مع جهات أكاديمية علمية، عوضًا عن توريد التقنيات من الوكالات والشركات العالمية المتخصصة في مجال الفضاء.

نقطة انـــطلاق جديــدة

وأثبتت دولة الإمارات قدرتها على استثمار قطاع صناعة الفضاء لتعزيز ريادة الاقتصاد الوطني الذي أصبح يتصدر قوائم التنافسية العالمية في الرقمنة والابتكار واستقطاب الاستثمارات، وفي القدرة على التكيف مع مختلف التحولات والتغيرات العالمية، مستفيدة من سمعتها الدولية وموقعها الجديد ضمن أكثر دول العالم استثمارا في علوم الفضاء.

وأكد نجاح إطلاق المسبار على ما وصلت إليه الإمارات من تقدم في مجال استكشاف الفضاء الذي بدأته من الاهتمام بصناعة الأقمار الاصطناعية، وصولاً إلى إرساء أجندة وطنية لقطاع الفضاء، تضمنت إرسال أول رائد فضاء إماراتي لمحطة الفضاء الدولية، وإرسال أول مسبار عربي لاستكشاف كوكب المريخ.

أبرز 5 أهداف علمية في مهمة مسبار الأمل إلى المريخ

كما يجسد وصول المسبار إلى مداره المقرر حول المريخ، ذروة الخط البياني في النمو الاقتصادي الإماراتي الشامل، حيث سيتولى المسبار جمع البيانات حول الغلاف الجوي للكوكب وهي البيانات التي ينتظرها على الأرض مجتمع علمي عالمي يجمع أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وبحثية.

وفي النهاية يمكن التأكيد على أن مسبار الأمل هو «أمل أمة وطموح شعب» واقتحام الإمارات لقطاعات الصناعات الفضائية، الذي تجاوزت استثمارات الدولة فيه 22 مليار درهم، يعد نقطةُ انطلاق جديدة في سجل إنجازات الدولة واستثمار اقتصادي في رأس المال البشري لعصر ما بعد النفط.

ربما يعجبك أيضا