الانسحاب الأمريكي.. هل يزيد جرأة طموحات الهيمنة الإقليمية الإيرانية؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

الانسحاب الأمريكي من العراق من شأنه أن يسلم بغداد بالكامل إلى طهران، وينهي كل الآمال في عراق ذي سيادة، ويزيد من جرأة طموحات الهيمنة الإقليمية الإيرانية.. تصريح لمساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، ديڤيد شينكر السابق، يكشف تداعيات الانسحاب الأمريكي «المحتمل» من العراق على غرار نهج إدارة بايدن في الانسحاب من ملفات المنطقة.

أمريكا أولا

الجيش الأمريكي يتواجد إلى جانب أعضاء تحالف كبير من الدول في العراق بدعوة من الحكومات العراقية المتعاقبة لهزيمة تنظيم داعـ ش ومنع عودة ظهوره. وبغياب القدرات الأمريكية -لا سيما الاستخبارات المسلحة والمراقبة والاستطلاع أو الطائرات بدون طيار ISR- ستفشل المهمة.

ولأن العبرة بالخواتيم، فإن أمريكا أولا، ليست مجرد شعارا أجوف، ولكنه حقيقة على الأرض، يسعى خلفه الرؤساء الأمريكان ديمقراطيين كانوا أم جمهوريون، وهو ما عبرت عنه إدارة بايدن عندما أعلنت قبل أيام استراتيجية الأمن القومي حيث حلت الدبلوماسية محل التدخلات العسكرية، وبزغ مفهوم تصحيح حجم الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط .

وبحسب إدارة بايدن فإن الوجود العسكري الأقوى للولايات المتحدة سيكون في منطقة المحيط الهادئ وأوروبا، بينما سيكون في الشرق الأوسط بما يكفي لتلبية احتياجات معينة، وهو ما يعكس مصالح أمريكا العليا وتغير الاهتمام الأمريكي بالمنطقة.

ورغم الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت التواجد الأمريكي في العراق في أكثر من مناسبة في محاولة مستمرة لإخراج الأمريكيين وإحراج حكومة الكاظمي، فإن الرد الأمريكي جاء وفي كل مناسبة «متواضعا» ولا يرقى لمستوى التهديد الذي تمثله ميلشيات إيران، ويطرح بعديد علامات الاستفهام حول الموقف الأمريكي الراهن تجاه إيران!

Iraq US Troops 58199.jpg 75e41 1226x0 c default

إيران والمستنقع العراقي

من المعروف أن الأمريكان لم يبقوا في بلد دخلوه إلى الأبد، غير أن الخروج هذه المرة من مستنقع العراق، الذي بات ساحة للصراع بين قوى إقليمية ودولية، من شأنه أن يقلل من القدرات العسكرية العراقية ، ويقوض الثقة في الدولة ، ويؤدي إلى تفاقم أزمة اقتصادية حادة بالفعل.

ولربما الأهم من ذلك، أن الأمريكي تموضع بالبادية وسيطر على آبار النفط السورية وبدأ بتصنيع وكيل له بعد الانسحاب وهو الميلشيات الكردية. أما الإيراني فسيطر على مناجم الثروات المعدنية والفوسفات وهو ينسق مع الجميع لضمان حصته.

فيما تكفل الإسرائيلي بتدمير ممنهج لمقومات نهوض دولة قوية بالمستقبل ولا بمائة عام ولضمان ذلك يقوم بعمليات جراحية دقيقة بالاتفاق مع الإيراني عبر القصف كل مرة .

لذلك، فإن بايدن لن يضيف في سياسته بالمنطقة العربية على سياسة أوباما غير تمكين المشروع اليهودي المجوسي في التغيير الديموغرافي للسنة في دول الطوق وترضيات لإيران على حساب العرب في اليمن والعراق وسوريا وتعزيز الدور الروسي العسكري إلى جانب الدور الأمريكي.

ربما يأتي فرض الرئيس بايدن قيوداً على شنّ هجمات بطائرات مسيّرة ضدّ مجموعات متطرفة خارج نطاق ميادين الحروب التي تنخرط فيها الولايات المتّحدة رسمياً وهي «أفغانستان وسوريا والعراق» معدّلا بذلك نهج سلفه ترامب الذي أجاز استخدام هذه الغارات على نطاق واسع، تأتي في هذا النطاق.

فالوافد الجديد للبيت الأبيض يريد توظيف حصاره على قلعة التوحيد من كل النواحي – اليمن والعراق ولبنان – وهو ما يجعل دعم ومساندة المملكة العربية السعودية في حربها ضد ميلشيا الحوثي ضرورة حتمية، وإعلان الحرب على الميلشيات الإيرانية المتواجدة على الأراضي العربية.

ربما يعجبك أيضا