سوق القروض المتعثرة.. فرص متفاوتة وآمال كبيرة لشركات الاستثمار

هدى اسماعيل

رؤية

واشنطن – في ظل الجائحة التي أدت إلى انهيار الأسواق في مارس الماضي، تراكمت السندات والقروض المتعثرة حول العالم، ووصلت لقيمة التريليون دولار في الأمريكيتين فقط. وهو ما مثّل بالنسبة لشركات الاستثمار التي تحقق أرباحاً عن طريق شراء ديون الشركات المتعثرة، فرصة من العمر.

إلا أنه وبعد خطة الإنقاذ الفيدرالية الهائلة وأسعار الفائدة المتدنية، استطاعت بعضاً من هذه الشركات المهتزة أن تبقى واقفة على أقدامها لوقت أطول. وهو ما أدى بتراجع هذه المبالغ المثيرة إلى أقل من 100 مليار دولار.

هذا الواقع الجديد، ترك المتخصصين في الديون المتعثرة – الذين كان لديهم في وقت ما من العام الماضي مبلغ 131 مليار دولار لإنفاقه – يبحثون عن صفقات مغرية على نحو متزايد ، حسبما ذكرت «الشرق».

وحتى قطاع العقارات الذي تضرر العام الماضي بعد أن أدّت الجائحة إلى إغلاق المكاتب والفنادق والمتاجر. بات بتمكن في الوقت الحالي من تجنب سقوط ملحمي.

إذن، كيف يستخدم مستثمرو الديون المتعثرة – والذين يعمل يعتبر معظمهم من بين الأكثر ذكاءً في الأسواق – كل تلك الأموال النقدية؟

وفي إجابة هذا السؤال، فإن بعضاً منهم، مثل شركة “كاسبيان كابيتال، قد قرروا إعادة بعض الأموال إلى المستثمرين لأن المكافآت لن تبرر المخاطر العالية بعد الآن.

في حين يتطلع آخرون إلى مجالات أبعد؛ حيث تنغمس شركة “أوليمبوس” في أمور مثل مطالبات المتهدين غير المدفوعة في الشركات المفلسة بالفعل. بينما تنتقي شركة “آرينا إنفستورز” السندات القابلة للتحويل والقروض العقارية التي تطرحها البنوك. أما الشركات العملاقة، مثل “أوكتري كابيتال منجمنت” فهي تتجول في آسيا بحثاً عن الفرص.

وفي هذا الصدد، يقول آدم كوهين، وهو الشريك الإداري في شركة “كاسبيان”: “الأشخاص في القطاع لا يقومون بالاستثمار حالياً، بل هم يطاردون الفرص فحسب”.

وهذا الزخم في السوق يأتي مع طروحات إضافية مدفوعة بمخاطر أكبر، وفقاً لـِهوارد ماركس مؤسس شركة “أوكتري” وعميد الاستثمار المتعثر، حيث قال في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”: “للحصول على عوائد أعلى هذه الأيام، عليك أن تكون على استعداد لتقديم ائتمان لشخص ليس من الواضح ما إذا كان سيعود”.

ومع ذلك، تستمر الأموال في التدفق، حيث أحرز المديرون الماليون بعض التقدم في العثور على مجالات جديدة لاستثمارها. حيث جمع حوالي 40 صندوقاً – بدءاً من شركة “أوكتري” وصولاً إلى شركة “أنجيلو غوردون آند كو” – مبلغاً يُقدّر بنحو 35 مليار دولار خلال هذا العام والعام الماضي، وفقاً للاستشاريين في شركة “بريكن”.

وبالنسبة لشركة “آرينا إنفستورز”، وهي شركة استثمارية بقيمة 2.2 مليار دولار، فإن التوجه نحو الخيارات الأصغر كان له مزايا، كما يقول الرئيس التنفيذي “دان زويرن”. وذلك لأن 80% من الشركات المتعثرة في أوائل أبريل كان لديها نحو مليار دولار من الديون المستحقة، وحوالي 60% من الشركات التي تقدمت بطلب الإفلاس بموجب الفصل 11 العام الماضي، كانت مدينة بأقل من 500 مليون دولار. وقد نتج عن هذا عدداً كبير جداً من الشركات الاستثمارية الكبيرة التي تطارد نفس الفرص الكبيرة القليلة المتبقية.

وقال “زويرن”: “عندما تكتب شيكات تزيد عن 100 مليون دولار، فإن مستوى المنافسة يكون كبيراً جداً”.

هذا ووظّفت شركة “آرينا” ما يقرب من 519 مليون دولار جمعتها لاستراتيجية الفرص الخاصة العام الماضي، واستهدفت الصناعات التي تضررت من الجائحة، حيث تشمل المجالات التي نشطت فيها: القروض العقارية، والإقراض في حالات خاصة في مجال الطاقة، والطيران، وتمويل التقاضي.

ويبحث مديرو الصناديق مثل “أوليمبوس بيك” أيضاً عن الشركات الأصغر من أن تستفيد من أسواق السندات والأسهم التي بدت محملة بالفرص في الفترة الماضية، حيث تم تعزيزها العام الماضي بسبب الموجة غير المسبوقة من التحفيز الفيدرالي.

وقد تم شراء ديون كبرى الشركات في السوق العامة حالياً. بينما من ناحية أخرى، تعتمد الشركات الأصغر على البنوك للحصول على السيولة. ومع أن البنوك تزيد من صعوبة الحصول على قروض إلا أن نسبتها لا تزال مرتفعة عند 11.4%، وفقاً للمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهي أعلى بكثير من متوسط ​​1.9% الذي كان خلال الأزمة المالية الكبرى.

وفي هذا الصدد، يقول “جيسون ديلو”، الرئيس التنفيذي لشركة “باردين هيل إنفستمنت بارتنرز” التي تبلغ قيمتها 8.4 مليار دولار: “إذا كان بوسعك القيام باستثمارات خلال ضائقة السوق العامة فقط، فكل ما عليك القيام به هو الاحتفاظ بموقعك، لأنك إذا قمت بالبيع، فعلى الأرجح أنك لن تجد شيئا آخر لتشتريه”.

ربما يعجبك أيضا