خط سكة حديد يربط إيران والعراق.. من المستفيد؟

محمد النحاس

لا يبدو الكل سعيدًا بمشروع إنشاء خطة سكة حديد مباشر بين العراق وإيران.


على مدار قرن من الزمان، بدت العوائق الجغرافية والسياسية، التي تحول دون إنشاء خطة سكة حديد مباشر بين العراق وإيران، لا يمكن التغلب عليها.

انعكاسًا لهذا التعقيد، فضلت القوى العظمى عندما أنشئت خطوط سكك حديدية في طريقها إلى العراق، قطع جبل طوروس في تركيا، وعبور نهر النيل في مصر، وتجاوز صحراء سوريا، بدلاً من سلوك أي طريق عبر إيران، حسب ما ذكر تقرير لمجلة الإيكونوميست البريطانية.

مشروع جديد

في 2 سبتمبر 2023، تعهد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، رفقة النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد مخبر، بوضع حجر الأساس لمشروع سكك حديدية طوله 32 كيلو مترًا في غضون 18 شهرًا، ويصل مدينة البصرة العراقية بمدينة شلامجة الإيرانية.

ومن شأن خط السكة الحديدية، أن يخدم 3 ملايين شخص، ويوفر مسارًا سريعًا للمواقع السياحية والمزارات الدينية والأضرحة والحوزات الشيعية في كربلاء والنجف، إلى جانب تسهيل طرق التجارة إلى آسيا الوسطى، وكذلك إلى الصين، عن طريق إعادة ربط العراق بطريق الحرير، وفق ما زعم تقرير الإيكونوميست.

رؤية جديدة للحكومة العراقية

جاء هذا التحرك في وقت تتبنى حكومة السوداني رؤية تشمل الانفتاح على دول الجوار الإقليمي، من خلال عدة مشاريع طرق وبنية تحتية، وأحد تلك المشاريع البارزة “طريق التنمية”.

وهو مشروع تبلغ تكلفته 17 مليار دولار، بهدف الربط البري بين دول الخليج وتركيا عبر ميناء الفاو الكبير، الواقع جنوبي العراق، وهو المشروع الذي جرى إعلانه في وقتٍ سابق، بحضور ممثلين من تركيا وإيران والسعودية.

ماذا عن إيران؟

أما طهران، فإنها تسعى من جانبها لتوسيع خطوط النقل إلى الدول الـ7 المجاورة لها، بهدف الالتفاف على العقوبات الغربية، وتجاوز العزلة المفروضة عليها، وفق ما ادعت الإيكونوميست.

وفي شهر يوليو الماضي، أعادت إيران فتح خط السكة الحديد إلى أفغانستان، إلى جانب وجود خط آخر يربط إيران بالصين عبر تركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان. وتعمل أيضًا على إنشاء خط آخر بطول 164 كيلومترًا إلى الحدود مع أذربيجان، وعند اكتماله، ستكون إيران بمثابة جسر لروسيا إلى المحيط الهندي عبر ميناء بندر عباس.

اقتراب العراق من إيران

بالعودة إلى المشروع المرتقب بين العراق وإيران، فمن شأنه أن يعزز التجارة الثنائية، التي يرجح المسؤولون في طهران أن تبلغ 12 مليار دولار، هذا العام، وسيوفر ممرًا إلى مرفأ اللاذقية، وهو الميناء الواقع على ساحل البحر المتوسط في سوريا، حسب ما جاء في تقرير المجلة البريطانية.

ليس الكل سعيدًا بالمشروع، وتخشى الدول العربية أن يدفع خط السكة الحديدية الرابط بين البصرة وشلامجة، العراق إلى الحضن الإيراني، وفق زعم مجلة الإيكونوميست.

دونًا عن ذلك، شيدت المملكة العربية السعودية الجزء الخاص بها من خط سكة حديد يربطها بالعراق، لكن الأخيرة لم تنفذ بعد الجزء الخاص بها في المشروع، فضلاً عن رفض طلب الكويت بربط موانئها بخط سكك حديدية من العراق، حسب طرح المجلة البريطانية.

مخاوف داخلية

من جانبهم، يشعر التجار العراقيون بالقلق من أنَّ حكومتهم ستتوقف عن تطوير ميناء البلاد الخاص في الفاو، وتستخدم ميناءً إيرانيًّا بدلاً من ذلك، حسب المجلة.

ويقول وزير النقل العراقي السابق، عامر عبد الجابر إسماعيل: “يجب أن نعيد فتح خطوط السكك الحديدية من البصرة إلى تركيا وأوروبا، أما الخطوة الأخيرة (خط السك الحديدية بين إيران والعراق) لا تخدم سوى أجندة إيرانية وسورية”، وفق ما نقل تقرير الإيكونوميست.

اقرأ أيضًا| ماذا وراء السماح بحصول إيران على أموالها من العراق؟

ربما يعجبك أيضا