تجريد هواوي من “5G”.. هل تعادي بريطانيا الصين من أجل ترامب؟!

كتب – حسام عيد

بريطانيا تقرر حظر مشاركة شركة هواوي الصينية في شبكة الجيل الخامس، وذلك اعتبارًا من نهاية عام 2020 الجاري.

قرار يؤثر على الشركات البريطانية لكنه يمنح انتصاراً لواشنطن في معركتها التجارية مع بكين، بينما وصفت شركة “هواوي” القرار بالمحبط والمسيس.

ويبدو أن القرار البريطاني جاء نزولًا على عند طلب واشنطن ورغم تحذيرات بكين لها من إجراءات انتقامية. وكانت شركات الاتصالات البريطانية حذرت من أن التخلص من جميع معدات هواوي قد يكلفها مليارات، مشيرة لاحتمال تعرض بريطانيا “لانقطاعات” في الخدمة.

بريطانيا تجرد هواوي من 5G

أصدرت الحكومة البريطانية تعليمات لشركات الاتصالات بسحب معدات شركة هواوي الصينية من شبكة الجيل الخامس في البلاد بحلول عام 2027، بداعي المخاوف الأمنية.

ولن يكون بمقدور الشركات المشغلة شراء مكونات الجيل الخامس من هواوي اعتبارا من نهاية العام، وأُبلغت بالتخلص من أي معدات من إنتاج شركة الاتصالات الصينية العملاقة في شبكة الجيل الخامس بحلول عام 2027.

وقال وزير الدولة للشؤون الرقمية، أوليفر دودن، لمجلس العموم بعد اجتماع لمجس الأمن القومي البريطاني ترأسه رئيس الوزراء بوريس جونسون: “مركز الأمن القومي السيبراني أبلغ الوزراء الآن بأنه عدل بشكل كبير تقييمه الأمني لمشاركة هواوي في شبكة الجيل الخامس في المملكة المتحدة”.

وأضاف: “من نهاية هذا العام، على مزودي الاتصالات عدم شراء أي من معدات الجيل الخامس من هواوي”.

وأشار دودن إلى أن هذه الخطوة سوف ترجئ بدء عمل شبكات الجيل الخامس في بريطانيا لمدة عام، وأضاف: “هذا لم يكن قراراً سهلاً، ولكنه قرار سليم بالنسبة لشبكات الاتصالات البريطانية، وبالنسبة لأمننا القومي واقتصادنا، الآن وعلى المدى الطويل على السواء”.

وكان قد قرر رئيس الوزراء البريطاني بويس جونسون، في يناير السماح لشركة هواوي بلعب دور محدود في بناء شبكة الجيل الخامس في المملكة المتحدة، حيث تحدى المخاوف الأمنية، لا سيما تلك القادمة من الولايات المتحدة، بشأن الشركة.

هواوي: الإجراء محبط ومسيس

من جانبها، دعت شركة هواوي الحكومة البريطانية لإعادة النظر في قرارها فرض حظر على شراء معدات شبكة الجيل الخامس منها، معتبرة أن الإجراء “محبِط” و”مُسيَّس”.

وقال المتحدث باسم الشركة الصينية في بريطانيا ايد بروستير: “للأسف مستقبلنا في بريطانيا بات مسيساً، الأمر متعلق بالسياسة التجارية الأمريكية وليس الأمن”، وتابع: “هذا القرار محبط. إنه خبر سيئ لأي شخص في بريطانيا ولديه هاتف نقّال”.

فيما قال سفير الصين لدى بريطانيا إن قرار إبعاد معدات هواوي عن شبكة 5G في المملكة المتحدة مخيب للآمال وخاطئ.

وأضاف “ليو شياو مينغ” في تغريدة عبر “تويتر”، “قرار المملكة المتحدة بشأن هواوي مخيب للآمال وخاطئ.. وأثار شكوكاً بشأن ما إذا كانت المملكة المتحدة يمكن أن توفر بيئة عمل مفتوحة وعادلة وغير تمييزية للشركات من دول أخرى”.

العقوبات الأمريكية سبب الاستبعاد

وبقرار الاستغناء التدريجي عن هواوي، تكون الحكومة البريطانية قد رضخت للضغوط الأمريكية، رغم تحذيرات بكين لها من إجراءات انتقامية.

واضطرت لندن إلى مراجعة عقودها مع هواوي بسبب العقوبات الأمريكية الجديدة في مايو والهادفة لمنع هواوي من تطوير أشباه النواقل في الخارج بالاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية.

ترحيب أمريكي بالقرار البريطاني

ويمنح القرار البريطاني إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتصاراً كبيراً في معركتها الجيوسياسية والتجارية مع الصين.

وأعربت الولايات المتحدة، عن ترحيبها بقرار بريطانيا استبعاد عملاق شركات التكنولوجيا الصينية هواوي من إنشاء شبكة الجيل الخامس في المملكة المتحدة.

ووصف مستشار الآمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين الخطوة البريطانية بأنها تعكس تفاهمًا دوليًا تجاه شركة هواوي وأفرقاء آخرين يشكلون تهديدا للأمن القومي.

وقال أوبراين في تغريدة على موقع “تويتر”: “نتطلع إلى العمل مع المملكة المتحدة، وكذلك مع العديد من الشركاء والحلفاء لتشجيع التطوير وتعزيز التنوع في شبكة إمداد الجيل الخامس”.

كما رحب السفير الأمريكي لدى بريطانيا وودي جونسون، بقرار لندن حظر مشاركة �هواوي� الصينية في شبكتها لخدمات الهواتف المحمولة بتكنولوجيا الجيل الخامس.

وقال جونسون في تغريدة عبر “تويتر”، “قرار بريطانيا حماية أمنها القومي عن طريق حظر مشاركة هواوي في شبكتها للجيل الخامس هو أيضا انتصار للتجارة العادلة وحقوق الإنسان”.

هواوي تتجسس لمصلحة بكين

وتعتقد واشنطن أن الشركة الصينية الخاصة يمكنها إما التجسس لمصلحة بكين وإما إغلاق شبكات الجيل الخامس للدول المنافسة في أوقات الحرب.

ونفت هواوي هذه الاتهامات مرارًا وأشارت إلى عقدين من التعاون مع وكالات الأمن البريطانية التي تحققت من سلامة شبكات الجيلين الثالث والرابع الحالية.

تهديد محتمل لعلاقات بريطانيا مع الصين

لكنّ القرار يهدد بإلحاق مزيد من الأضرار بعلاقات بريطانيا مع الصين، ويحمل كلفة كبيرة لمقدمي خدمات الهاتف المحمول في المملكة المتحدة الذين يعتمدون على معدات هواوي منذ ما يقرب 20 عاماً.

وحذّرت شركات الاتصالات البريطانية من أن التخلص من جميع معدات هواوي الحالية قد يكلفها مليارات وقد يستغرق تنفيذه سنوات.

وأثار الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات البريطانية فيليب يانسين احتمال تعرض بريطانيا “لانقطاعات” في الخدمة.

واعترف دودن بأن القرار “ستكون له تبعات حقيقية على الاتصالات” التي يعتمد عليها الجميع. وتدفع بريطانيا باتجاه تشكيل مجموعة دول معتمدة على شبكات الجيل الخامس بوسعها تقاسم مواردها وتوفير مكونات لبديل يمكن تطبيقه في أرجاء العالم.

وأوضح دودن أن شركتي سامسونغ الكورية الجنوبية ونيك اليابانية من أبرز المرشحين لتعويض خروج هواوي، مشيراً إلى أن المباحثات تجري على “مستوى تقني”، وقال: “ببساطة الدول حول العالم وليس فقط بريطانيا باتت تعتمد، بشكل خطير، على شركات قليلة جداً”.
 

ربما يعجبك أيضا