الملياردير الأمريكي إيلون ماسك يعد ألمانيا بـ”مستقبل مثير”.. ما القصة؟

ولاء عدلان

حاكم ولاية براندنبورغ: الانتهاء من مشروع تسلا في جروينهايد خطوة كبيرة نحو المستقبل، يتوقع أن تصبح محركًا صناعيًا رئيسيًا لألمانيا والمنطقة.


حصلت شركة “تسلا” الأمريكية، في 4 مارس الجاري، على الضوء الأخضر من السلطات الألمانية لبدء إنتاج السيارات الكهربائية وخلايا البطاريات من مصنعها الجديد بالقرب من برلين.

هذه الموافقة كانت مهمة لشركة “تسلا” التي خاطرت قبل عامين ببدء عمليات بناء مصنعها الجديد في ولاية براندنبورغ بموجب تراخيص مؤقتة ودون انتظار الموافقة النهائية على عمليات التشغيل ودخلت في صراعات مع السلطات المحلية ونشطاء حماية البيئة الألمان.

طموحات تسلا

يقع مصنع “تسلا” الجديد في منطقة جروينهايد، ويتوقع أن ينتج أكثر من 500 ألف سيارة كهربائية سنويًّا، كما يضم وحدة لإنتاج البطاريات قادرة على توليد أكثر من 50 جيجاوات/ساعة في السنة، ما يجعله يتفوق على منافسيه الأوروبيين في تصنيع السيارات والبطاريات، وفقًا لـ”سي إن بي سي“.

المصنع هو ثالث مصنع تجميع لـ”تسلا” إلى جانب مصنعيها في فريمونت بولاية كاليفورنيا وفي شنغهاي، وهو الأول للشركة في أوروبا، ويعد مهما لطموحاتها الخاصة بالتوسع في السوق الأوروبية، كونه سيسهم في زيادة سرعة تسليم سياراتها إلى العملاء الألمان والأوروبيين أسرع وبتكلفة أقل، بدلًا من تلبية الطلبات في أوروبا عبر مصنعها في شنغهاي، وفقًا لـ”رويترز“.

خطوة للمستقبل

وجه الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الشكر للسلطات الألمانية لإصدارها الترخيض لمصنعه، وقال “المستقبل سيكون مثيرًا للغاية”، من جانبه اعتبر حاكم ولاية براندنبورغ أن الانتهاء من مشروع مصنع “تسلا” في جروينهايد خطوة كبيرة نحو المستقبل يتوقع أن تصبح محركًا صناعيًا رئيسًا لألمانيا والمنطقة، وفقًا لـ”رويترز” و”ديلي صن“.

تدعم السلطات الألمانية مصنع “تسلا” باعتباره خطوة مهمة لزيادة تبني السيارات الكهربائية ولتوفير 12 ألف فرصة عمل جديدة، وبالنسبة لـ”تسلا” المصنع هو بوابة للسوق الأوروبية التي استحوذت على نحو 36% من مبيعات السيارات الكهربائية عالميًّا خلال 2021، ولـ”فولكس فاجن” اليد العليا في هذه السوق بحصة 25% من المبيعات مقابل 13% فقط لـ”تسلا”.

106996329 1641303815057 gettyimages 1235870549 20090101211014 99 591607

التشغيل التجريبي لمصنع تسلا في ألمانيا

ترخيص مشروط

أفادت “رويترز” بأن الترخيص الصادر لـ”تسلا” من قبل سلطات ولاية براندنبورغ والواقع في 536 صفحة لا يعني أن رائدة السيارات الكهربائية الأمريكية يمكنها بدء الإنتاج على الفور، بل يجب عليها الأول الوفاء ببعض الشروط البيئية المتعلقة باستخدامها للمياه بما لا يؤثر على طبيعة المنطقة، وتقديم ما يثبت قدرتها على الحد من تلوث الهواء الناجم عن عملياتها الإنتاجية.

وقال حاكم ولاية براندنبورغ ديتمار وويديك خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة الماضي، إن الشركة تعهدت بالوفاء بالشروط المطلوبة قبل بدء الإنتاج خلال أسبوعين من الآن، فيما أوضح مسؤول البيئة في ولاية براندنبورغ أكسل فوغل لـ”رويترز” لأن الترخيص الممنوح لـ”تسلا” يمكن تقديم طلبات الطعن عليه اعتبارًا من الشهر المقبل.

تسلا في مواجهة نشطاء البيئة

عندما أعلن الرئيس التنفيذي لـ”تسلا” إيلون ماسك في 2019 خططه لبناء أول مصنع تجميع رئيس لشركته في أوروبا بتكلفة نحو 5.5 مليار دولار، توقع بدء الإنتاج رسميًّا من المصنع بحلول صيف 2021، إلا أن تداعيات جائحة كورونا ومعارضة نشطاء البيئة الألمان لبناء المصنع في براندنبورغ أدت إلى تأخر الحصول على رخصة الإنتاج، وفقًا لـ”رويترز”، و”نيويورك تايمز“.

وعارضت جمعيات حماية البيئة في براندنبورغ بناء مصنع “تسلا” باعتباره قد يؤثر على مخزون المياه الجوفية في المنطقة، فبموجب عقد الشركة مع السلطات المحلية سيحصل المصنع على 1.4 مليون متر مكعب من المياه سنويًا لمدة 30 عامًا، وهو ما يكفي لمدينة يسكنها نحو 30 ألف نسمة.

دعوى قضائية لوقف “تسلا”

بالتزامن مع إعلان موافقة السلطات الألمانية على منح تسلا ترخيص بدء الإنتاج، كانت محكمة في فرانكفورت تنظر في دعوى قضائية حركها اتحاد حماية البيئة في براندنبورغ “أن أيه بي يو”، للطعن على قرار بناء المصنع بسبب قضايا المياه، بزعم أن السلطات المحلية في براندنبورغ لم تكن دقيقة بما يكفي في تقييمها لتأثير عقدها مع تسلا على مخزون المنطقة من المياه الجوفية.

وقضت المحكمة بقبول الطعن، إلا أنها قالت إن الأخطاء الإجرائية التي شابت قرار الترخيص يمكن معالجتها من قبل مرفق المياه في براندنبورغ، ما يترك الباب مفتوحًا أمام تسلا للوصول إلى حل وسط دون الاضطرار إلى وقف عمليات الإنتاج، لا سيما وأن حكومة الولاية ترى أن مخزون المياه يكفي للسكان “170 ألف شخص” ومصنع “تسلا” معًا دون أي تهديد للمستقبل، وفقًا لـ”رويترز“.

1200x627 1579381409150

احتجاجات نشطاء البيئة ضد مصنع تسلا في ألمانيا

معركة تسلا مع أكبر نقابة عمالية في ألمانيا

دخلت “تسلا” منذ أن بدأت الإنتاج التجريبي في 2020 في مواجهات مع أكبر نقابة عمالية في ألمانيا “آي جيه ميتال”، لرفضها التوقيع على اتفاقية الأجور الجماعية لصناعة السيارات، وترى النقابة أن “تسلا” تدفع لعمال خط الإنتاج أقل من نظرائهم في مصانع السيارات الألمانية الأخرى بمقدار الخمس، وفقًا لـ”ذا أكونومست“.

واعتبرت “آي جي ميتال” في الثاني من مارس، أن انتخاب عمال “تسلا” لأول مجلس أعمال لهم، وهو مجموعة إشرافية من الموظفين تتعاون وفق القانون الألماني مع الإدارة في اتخاذ قرارات مثل ساعات العمل والإجازات، يعد خطوة أولى للحصول على كامل حقوقهم، لافتة إلى أن الانتخابات أسفرت عن فشل القائمة القريبة من إدارة “تسلا” في الحصول على الأغلبية.

ماسك يعارض النقابات العمالية

وأضافت “آي جي ميتال“: نتائج الانتخابات تعد انتصارًا لثقافة العمل في ألمانيا، مقابل “ماسك” المعروف بمعارضته للنقابات العمالية”.

وقالت “ذا أكونومست”: ربما أسرع ماسك بإجراء هذه الانتخابات للحصول على مجلس أكثر تعاطفًا معه، لكن “آي جي ميتال” تعهدت بمواصلة العمل مع موظفي “تسلا” في قضية الأجور، وبمراقبة سلوك الشركة لمعرفة ما إذا كانت ألمانيا ستغير “تسلا” أم أن العكس سيحدث.

ربما يعجبك أيضا