أسعار الوقود تطيح بوعود بايدن الانتخابية بشأن المناخ

محمود يوسف

مع زيادة الضغط على الإدارة الأمريكية لخفض السعر المرتفع للوقود، أعلنت وزارة الداخلية الفيدرالية خططًا لتنظيم أول جولة لتأجير الأراضي لاستخراج النفط والغاز.


اعتبر ناشطون مناخيون قرار إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالسماح بتأجير الأراضي بهدف استخراج النفط والغاز نكوصًا لتعهداته المناخية التي أطلقها خلال حملته الانتخابية.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير، أمس الجمعة 15 إبريل 2022، أنه مع زيادة الضغط على الإدارة الأمريكية لخفض السعر المرتفع للوقود أعلنت وزارة الداخلية الفيدرالية خططًا لتنظيم أول جولة لتأجير الأراضي لاستخراج النفط والغاز منذ تولي بايدن الرئاسة.

144 ألف فدان للإيجار

الوزارة قالت إنها تخطط لإتاحة قرابة 144 ألف فدان للإيجار الأسبوع الجاري، وستزيد الإتاوة على شركات النفط والغاز للحفر في الأراضي الفيدرالية، للمرة الأولى من 18.75% إلى 12.5% من مبيعات النفط والغاز المستخرج.

ويأتي الإعلان الذي طال انتظاره بعد صدور تقرير الخريف الماضي يدعو إلى رفع الإتاوة لتواكب ارتفاع نسب التكلفة من قبل ملاك الأراضي الخاصة والولايات الرئيسة المنتجة للنفط والغاز.

غضب نشطاء المناخ

رغبة إدارة بايدن في المضي قدماً في تأجير الأراضي لاستخراج النفط والغاز أثارت غضب نشطاء المناخ، الذين اعتبروا خطط وزارة الداخلية إخلالًا بتعهدات بايدن بمنع التنقيب الجديد عن النفط والغاز في الأراضي الفيدرالية.

وذكر التقرير، الذي صدر الأسبوع الماضي عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، أن العالم في طريقه لاستنفاد ما تبقى من “ميزانية الكربون” بحلول عام 2030، ما يجعل الهدف الطموح للإبقاء على الاحترار عند 1.5 درجة سليزية ،2.7 درجة فهرنهايت صعب المنال، فالتنقيب في الأراضي الفيدرالية يتسبب في ربع الانبعاثات الضارة الصادرة عن الولايات المتحدة.

ويقول مدير برنامج المناخ والطاقة، جيرمي نيكولاس، لـ”برنامج وايلد إيرث جارديانز”، إن بايدن “تنصل من التعهدات المناخية.. فبينما يطلق بايدن أحاديث حلوة بشأن الأفعال المناخية، يتصالح تمامًا مع صناعة النفط والغاز”. وأشارت وزارة الداخلية، في بيان لها، إلى أن المساحة المعروضة للبيع بالمزاد تقل 80% عن 733 ألف فدان من الأراضي في 9 ولايات رشحتها شركات النفط والغاز.

حلول سياسية صعبة

قال وزير الداخلية الأمريكي، ديب هالاند: “لفترة طويلة جدًّا، أعطت برامج تأجير النفط والغاز الفيدرالية الأولوية لاحتياجات الصناعات الاستخراجية فوق المجتمعات المحلية، والبيئة، والتأثير على الهواء والماء، واحتياجات الأمم القبلية، علاوة على الاستخدامات الأخرى.. اليوم، نبدأ في إعادة تعيين كيف وما نعتبره أعلى وأفضل استخدام لموارد الأمريكيين لصالح جميع الأجيال الحالية والمستقبلية”.

وتعد خطط الوزارة أحدث مثال على الحلول السياسية الصعبة التي يحاول بايدن اللجوء إليها، فمنذ أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى ارتفاع أسعار النفط، واجه بايدن مطالبات بتخفيف الضغط الذي يشعر به الأمريكيون بسبب أسعار الوقود، وحث شركات النفط الأمريكية على زيادة الإنتاج وأطلق ملايين البراميل من النفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي لتعويض خسارة النفط الروسي من الأسواق العالمية.

البنزين ذو الإيثانول الأعلى

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت وكالة حماية البيئة عن خطط للسماح ببيع البنزين الممزوج بمستويات أعلى من الإيثانول خلال الصيف، ورفع الحظر الذي فُرض لأول مرة جراء مخاوف من أن حرق هذا الوقود سيؤدي إلى تفاقم الضباب الدخاني في حرارة الصيف.

وتخشى الإدارة، مع ذلك، من تنفير الديمقراطيين التقدميين ونشطاء المناخ، وحاولت صب حماسها لإنتاج النفط والغاز كاستجابة ضرورية، ومؤقتة، لنقص الإمدادات بينما تعمل على توسيع مصادر أنظف للطاقة.

وتعهد بايدن كمرشح بحظر التنقيب عن النفط والغاز في الأراضي الفيدرالية، لكن في يونيو 2021، ألغى قاضي المقاطعة الأمريكية، تيري داوتي، في لويزيانا الأمر التنفيذي بتعليق الحفر مؤقتًا، ما وجه ضربة كبيرة لخطط الرئيس لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الوقود الأحفوري. وكتب داوتي إن سلطة تعليق تأجير النفط والغاز من اختصاص الكونجرس فقط.

ربما يعجبك أيضا