أبرز الحلول أمام الدول العربية بعد حظر تصدير القمح الهندي

أحمد السيد

كانت بعض الدول ومنها مصر أضافت الهند، الشهر الماضي، إلى دول المنشأ التي تستورد منها القمح. وحظرت الهند صادرات القمح اليوم، وذلك بعد أيام قليلة فقط من قولها إنها تستهدف شحنات قياسية هذا العام، حيث أدت موجة الحر الشديد إلى تقليص الإنتاج لترتفع الأسعار المحلية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.


تعد الدول العربية من أكبر الدول التي تضررت من تعطل صادرات القمح الروسية والأوكرانية بسبب اشتعال الحرب هناك وتوجه الدولتان لوقف التصدير وسد الاحتياجات المحلية.

وأضاف قرار الهند، ثاني دولة منتجة للقمح في العالم، مزيدًا من الأعباء بحظر صادرات القمح، لمواجهة تراجع إنتاجها بسبب موجات الحر الشديد، في قرار سيفاقم أزمة، إمدادات الحبوب مع الحرب في أوكرانيا.

الهند تحظر تصدير القمح

قررت الهند حظر تصدير هذه السلعة إلا بإذن خاص من الحكومة لضمان الأمن الغذائي لسكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، لكن ستنفذ عقود التصدير التي أُبرمت قبل صدور المرسوم، لأن هذا الإجراء يتعلق بالصادرات المستقبلية، وفق أرقام اليوم السبت 14 مارس 2022، ولن يكون هناك صادرات مستقبلًا إلا بإذن خاص من نيودلهي التي ستقرر في كل حالة على حدة الموافقة على الطلبات الواردة من بلدان أخرى “لتلبية حاجاتها”.

1 76

وفق أرقام، انتقد وزراء الزراعة في مجموعة السبع خلال اجتماع في شتوتغارت بألمانيا، قرار الهند الذي يأتي في وقت تشهد أسواق القمح العالمية توترًا كبيرًا جراء النزاع في اوكرانيا، ودعت المجموعة إلى إبقاء الأسواق مفتوحة، وندعو الهند لتحمل مسؤولياتها كدولة عضو في مجموعة العشرين.

الهند تربط التدفقات التجارية العالمية

يُسلِّط قرار وقف صادرات القمح، الضوء على مخاوف الهند بشأن ارتفاع التضخم، ما يضيف مزيدًا إلى موجة من الحمائية الغذائية التي بدأت منذ اندلاع الحرب الروسية، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى ضمان الإمدادات الغذائية محليًا مع ارتفاع أسعار السلع الزراعية، وفق تقرير بلومبرح اليوم السبت 14 مايو 2022.

تابع التقرير: سيكون وقف الصادرات بمثابة ضربة لطموح الهند للاستفادة من ارتفاع القمح عالميًّا بعد أن أدت الحرب إلى إرباك التدفقات التجارية من منطقة سلة الخبز بالبحر الأسود.

الدول العربية تعتمد على 25% من القمح العالمي

ذكر التقرير أن قرار الهند أربك العالم، خاصة أن الدول المستوردة للقمح تطلعت إلى الهند للحصول على الإمدادات، حيث اعتمدت مصر، أكبر مشترٍ للقمح في العالم، على الهند كمصدر لواردات القمح.

حصاد القمح المحلى فى مصر

وبحسب أحدث البيانات، فإن الدول العربية بشكل عام تستحوذ على 25% من صادرات القمح العالمية، وتستورد 60% من إجمالي احتياجاتها من روسيا وأوكرانيا، نظرا لسعرها المنخفض في البلدين، وهي الميزة التي قضت عليها الحرب مع حظر البلدين صادراتهما من الحبوب، وتوجه الدول العربية لأسواق بديلة منها الهند، وفق سكاي نيوز في 21 إبريل 2022.

الصين تمثل بارقة أمل لحل فجوة القمح

وبحسب التقرير، فإن الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك في الدول العربية المستوردة للقمح، وصلت إلى نحو 50 مليون طن في الموسم الزراعي 2020 -2021، وكان أكبر المستوردين مصر والمغرب والجزائر والتي تشكل نحو 54% من واردات القمح العربية، وبعدهم السودان واليمن وتونس والأردن.

بحسب التقرير فإن الصين قد تكون قادرة على التدخل وسد الفجوة في إمدادات القمح لمصر والتي تسببت فيها الحرب بأوكرانيا، خاصة أن بكين جمعت ما يصل إلى نصف احتياطي القمح في العالم، وهو ما يكفي سكان الصين الذين يبلغ عددهم 1.4 مليارات نسمة لمدة 18 شهرًا، وهذا يجعل من السهل على بكين أن تتولى دور مزود القمح كملاذ أخير، وتجنيب مصر أي نقص في الإمدادات.

مصر تتوجه لباكستان والمكسيك

قال رئيس الحجر الزراعي في مصر، أحمد العطار، اليوم السبت 13 مايو 2022، إن البلاد تدرس حاليًّا استيراد القمح من باكستان والمكسيك، وأن مصر تجري محادثات مع مسؤولين هنود للحصول على إعفاء من قرار الهند حظر تصدير القمح، وفق الشرق.

ربما يعجبك أيضا