بعد اتفاق الأمم المتحدة مع الحوثيين.. كيف مُزقت براءة أطفال اليمن؟

ضياء غنيم
تجنيد الأطفال

تأمل الأمم المتحدة في وقف تجنيد الأطفال في اليمن عبر خطة عمل جديدة ولدت من رحم الهدنة الجارية منذ مطلع إبريل 2022، فهل تتوقف معاناة أطفال اليمن.


تعددت أوجه معاناة أطفال اليمن في خضم الحرب الدائرة منذ 8 سنوات، شملت نقص الإمدادات الغذائية والطبية، فضلًا عن تشوه أجسادهم من أعمال القصف، إلا أن الأسوأ كان تجنيد الأطفال للمشاركة في الحرب.

عمقت جريمة تجنيد ميليشيا الحوثي لأطفال اليمن في ساحات القتال من تلك المعاناة لتضيف الآلاف من القتلى والجرحى دون مراعاة للقيم والمبادئ الإنسانية، ما دفع الأمم المتحدة لحل تلك المعضلة في ضوء الهدنة المعلنة منذ مطلع شهر رمضان المبارك.

خطة أممية لإنهاء تجنيد الأطفال

أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة في نيويورك ستيفان دوجاريك، يوم الاثنين 18 إبريل 2022، خطة عمل أممية مع ميليشيا “الحوثي” لـ”حماية الأطفال ومنع الانتهاكات الجسيمة بحقهم في سياق النزاع المسلح”.

وينص الاتفاق على إنهاء تجنيد الأطفال في النزاع المسلح بما فيها أدوار الدعم، مع إعطاء الحوثيين مهلة 6 أشهر لحصر العناصر دون 18 عامًا وتسريحهم تمهيدًا لإعادة دمجهم بالمجتمع، بحسب صحيفة الشرق الأوسط. ووقعت الحكومة اليمنية قبل الحرب، في 14 مايو 2014، خطة مماثلة مع الأمم المتحدة تعهدت خلالها بوقف أي تجنيد دون السن القانونية ومنع إعادة تجنيدهم مرة أخرى.

 إحصاءات ضحايا التجنيد

تتضارب أعداد ضحايا التجنيد من الأطفال بين التقارير الأممية والحقوقية المستقلة، فأحصى تقرير أممي مقتل نحو ألفي طفل من سن 13 إلى 17 عامًا في ساحة المعارك بعمران وذمار وحجة والحديدة وإب وصعدة وصنعاء في الفترة من يناير 2020 إلى مايو 2021، بحسب صحيفة الاتحاد الإماراتية.

وتحقق ممثل اليونيسيف في اليمن فيليب دواميل من مقتل وإصابة 10 آلاف و200 طفل منذ بدء النزاع في 2014، مرجحًا أن العدد الفعلي أكبر بكثير.

مسارات تجنيد الأطفال

يشترك الأطفال في المعارك والأدوار المساعدة والتي تشمل حراسة المواقع العسكرية ونقاط التفتيش وزراعة الألغام، بحسب وزير حقوق الإنسان اليمني أحمد عرمان. وينظم الحوثيون دورات صيفية “5000 مركز صيفي خلال 2021” لتلقين الأطفال عقائديًا وسياسيًا وتدريبات عسكرية قبل زجهم في ساحات القتال، وتستخدم المدارس والمساجد في عمليات التعبئة.

وعرضت الحكومة اليمنية في فبراير 2022، وثيقة حوثية موجهة لمشرفي الأحياء السكنية بتجنيد الأطفال بواقع 5 من كل حي للمشاركة في دورات عسكرية وأمنية خاصة.

عمليات تجنيد واسعة

وثقت الأمم المتحدة تجنيد نحو 3 آلاف و500 طفل، وأشار تقرير لمنظمة ميون لحقوق الإنسان والتنمية، إلى تجنيد نحو 30 ألف طفل منذ بداية الحرب وحتى سبتمبر 2019، ووثقت المنظمة مقتل 640 طفلًا خلال النصف الأول من 2021 بالأسماء والصور طبقًا لوسائل إعلام حوثية.

وبلغ عدد المصابين والجرحى 3400 استنادًا إلى بيانات المستشفيات في صنعاء والمحويت وذمار والحديدة وحجة وإب وتعز، وكشوف مؤسسة رعاية الجرحى التابعة للميليشيا.

التوزيع الجغرافي لضحايا النصف الأول من 2021

المحافظة

العدد النسبة

صنعاء

142

%22,2

ذمار

106

%16,5

حجة

85

%13,3

أمانة العاصمة

66

%10,3

إب

48

%7,5

عمران

42

%6,6

الحديدة

39

%6,1

محافظات أخرى 112

%17,5

تجنيد الأطفال يشرف عليه نحو 7 مؤسسات حكومية “وزارات” و15 مؤسسة تابعة للحوثيين، وتعمد الميليشيات لتوزيع المواد المخدرة على الطلاب المجندين يوميًا عبر خلطها في الشمة الصعدية، وتستخدم توزيع المساعدات الأممية والدولية سلاحًا لإجبار المواطنين على التضحية بأبنائهم في ساحات المعارك.

ربما يعجبك أيضا