التيار الصدري بالعراق ينقل المعركة السياسية إلى القضاء.. ماذا بعد؟

ضياء غنيم
التيار الصدرى يواجه مجلس القضاء الأعلى

استغل مقتدى الصدر رفض الإطار التنسيقي للحوار العلني والمباشر في تعبئة الشارع العراقي خلفه وإثبات فساد المنظومة السياسية العراقية.


انتقلت معركة “إصلاح النظام السياسي” في العراق، التي يتبناها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وتياره، إلى ساحة السلطة القضائية.

فبعد ساعات من اعتصام أنصار الصدر أمام مقر مجلس القضاء الأعلى، اتخذ المجلس إجراءات تصعيدية تجاه قياديين بالتيار، رغم انسحابهم بأمر من الصدر نفسه، مع ترك الخيام في مواقعها، ليشتعل سجال حول استقلالية القضاء العراقي.. فإلى أين تتجه الأزمة بين الجانبين؟

القضاء يصدر مذكرات اعتقال لقادة التيار الصدرى

في إطار الرد على اعتصام التيار الصدري أمام مجلس القضاء الأعلى، واتهام القضاء بالتسييس والفساد، أصدر المجلس أمس الثلاثاء 23 أغسطس 2022 مذكرات اعتقال بحق 3 قياديين بالتيار، هم النائبان السابقان صباح الساعدي وغايب العميري، ومعهما الشيخ محمد الساعدي، بتهمة تهديد القضاء، وذلك عقب انتقادهم على “تويتر” تصريحات رئيس المجلس، فائق زيدان.

وعلاوة على الأزمة المستحكمة مع التيار الصدري، اعتبرت عشيرة السواعد إصدار مذكرتي اعتقال بحق اثنين من أبنائها “استهدافًا” لها ودعت للحشد العام ضد فائق زيدان، حسب صحيفة “الشرق الأوسط“.

تصعيد المواجهة مع القضاء

المسؤول الأول بالتيار، صالح محمد العراقي، المعروفبـ”وزير الصدر، اتهم في تغريدة، اليوم الأربعاء 24 أغسطس 2022، رئيس مجلس القضاء بأنه الداعم الأكبر للإطار التنسيقي و”الفاسدين” الذي خشوا -حسب تعبيره- اقتحام أنصار التيار لمقر مجلس القضاء وكشف ملفات فسادهم.

وبعد يوم من بدأ الاعتصام أمام المجلس، انسحب أنصار التيار مخلفين خيامهم ولافتاتهم الاحتجاجية التي تضمنت مطالب التيار بقضاء مستقل ونزيه، وفصل الادعاء العام عن سلطة مجلس القضاء الأعلى، واسترجاع الأموال المنهوبة، والمطالبة بحقوق المواطنين العراقيين تحت عناوين “أهالي الموصل” و”اعتصام شهداء سبايكر”.

بين الإدانة والدعوة للحوار

هجوم التيار الصدرى على القضاء لاقى ردود فعل منددة بمهاجمة السلطة القضائية، خاصة من الإطار التنسيقي الذي ندد أمس بهذا “التجاوز الخطير”، ودعا في بيان القوى كافة لإدانة تصرفات التيار خاصة “التهديد بالتصفية الجسدية لرئيس المحكمة الدستورية”، حسب موقع “بغداد اليوم” العراقي المحلي.

وبحدة أقل، رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال، مصطفى الكاظمي، مهاجمة القضاء، ودعا في لقائه رئيس تحالف “الفتح” لاعتماد الحوار كسبيل وحيد للخروج من الأزمة السياسية الحالية، التي دفعته صباح أمس الثلاثاء لقطع زيارته لمدينة العلمين بجمهورية مصر العربية، حسب موقع قناة “السومرية” العراقية.

التيار الصدرى تجاوز دعوات الحوار

وبينما تدعو قوى سياسية لانتهاج مسار الحوار في إطار الحوار المنتظر بين مقتدى الصدر ورئيس تحالف “الفتح” هادي العامري، ومبادرة رئيس “الحزب الديمقراطي الكردستاني” مسعود برزاني، التي كشف عنها موقع “بغداد اليوم” بتوجه لجنة ممثلة للقوى السياسية العراقية إلى الحنانة بالنجف، للقاء الصدر والاستماع لمطالبه.

ولكن الصدر استند إلى تصريحات رئيس مجلس القضاء الأعلى، واستبق موعد جلسة المحكمة الدستورية في 30 أغسطس الحالي في قطع الطريق أمام أي تسوية سياسية جزئية.

واستغل الصدر رفض الإطار التنسيقي للحوار العلني والمباشر في تعبئة الشارع العراقي خلفه وإثبات فساد المنظومة السياسية، مع تلويح “وزيره” بحل اللجنة المشرفة على الاحتجاجات وإطلاق يد المتظاهرين، ما يعني صعوبة التراجع عن التغيير الجذري للنظام السياسي، حسب صحيفة “الشرق الأوسط“.

ربما يعجبك أيضا