حرب كلامية تشتعل بين أوباما وترامب.. والسبب العنصرية

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

أثارت حوادث إطلاق النار الأخيرة في الولايات المتحدة، حربًا كلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السابق باراك أوباما، بسبب تصريحات ترامب العنصرية والتي ساهمت بشكل كبير في إزكاء العنف والكراهية، والتي أدت إلى مقتل 31 قتيلًا و53 جريحًا في ولايتي أوهايو وتكساس.

انتقادات أوباما لترامب، تزامنت مع زيارته لبلدتي إل باسو ودايتون، والتي قوبلت برفض واحتجاج شديدين من قبل المسؤوليين المحليين، والتي يراها البعض محاولة ترامباوية لتخفيف حدة الهجوم عليه قبيل انتخابات 2020، لاسيما بعد تلميحاته لهذا الأمر موجهًا اللوم على أوباما الذي شهدت فترة حكمه حوادث مماثلة.

كانت الأحداث متسارعة، فبعد إطلاق النار في متجر وول مارت في إل باسو بولاية تكساس، والتي أسفرت عن مقتل 22 شخصًا، وقع إطلاق نار خارج حانة في دايتون بولاية أوهايو وأسفرت عن مقتل 9 أشخاص، حادثتين أثارا الذعر، ولم يحدد دوافعها سوى اقتباسات لتصريحات سابقة لترامب وجدت بحوزة أحد منفذي الهجومين، فهل ساهمت خطابات العنصرية لترامب في شيطنة منفذي حوادث إطلاق النار بالولايات المتحدة؟.

أوباما: العنصرية السبب

انتقد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مقال له الرئيس الحالي دونالد ترامب بسبب دوره في إذكاء روح العنصرية في خطاباته، والتي كانت وراء حوادث إطلاق النار الأخير في الولايات المتحدة – من وجهة نظره.

وكتب أوباما: “نحن لسنا عاجزين، وإذا لم نقف جميعًا ونطالب بمحاسبة المسؤولين علنًا لتغيير قوانين حيازة السلاح في بلدنا، فإن مثل هذه الحوادث المؤلمة سوف تستمر في الحدوث”.

ودعا أوباما إلى رفض “القادة الذين يشيطنون أولئك الذين لا يشبهوننا، أو يقولون: إن الآخرين بمن فيهم المهاجرون يشكلون خطرًا على طريقة حياتنا، أو يشيرون إلى الآخرين على أنهم دون البشر”، وأضاف إن مثل هذه اللغة هي “السبب في الكثير من مآسي البشرية، ولا مكان لها في سياستنا وحياتنا العامة”.

وجاء في اتهامات أوباما لترامب أيضًا، أنه قام بتشجيع القوميين البيض من خلال تصريحاته العنصرية، حيث وجد المحققون على منشورات عنصرية معادية للمهاجرين كتبها منفذ إل باسو، تتضمن اقتباسات من كلام سابق لترامب.

كانت هناك انتقادات أخرى لترامب بسبب طريقة تعامله مع حادثي إطلاق النار في خطابه، حيث ركز حديثه على قضايا الصحة العقلية ملقيًا باللائمة على ألعاب الفيديو، ووسائل التواصل الاجتماعي في العنف، الذي يتم فيه استخدام الأسلحة، إلى الأمة، بدلًا من استخدام خطاب للدفع من أجل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة حول حيازة الأسلحة.

يشار إلى أن ترامب أمضى الشهر الماضي في تأجيج مشاعر الاستياء العنصري ، قائلاً إنه ينبغي على “أربع نساء من الكونجرس من الولايات المتحدة أن يعدن إلى بلادهن “، حيث نظم حشدًا هتفوا “أرسلها مرة أخرى” ، وسخر من حي الأمريكيين من أصل أفريقي في بالتيمور بأنها “فوضى مثيرة للاشمئزاز ، مليئة بالفئران والقوارض”.

ترامب يرد

بينما جاء رد ترامب في برنامج “فوكس آند فريندز” الإخباري التلفزيوني على بيان أوباما، قائلاً: “هل أدان جورج بوش الرئيس أوباما بعد أن قام الأمريكي ساندي هوك بتنفيذ 32 عملية إطلاق نار جماعية خلال فترة حكمه. حيث لم يقل كثيرون إن أوباما خرج عن السيطرة . وكانت عمليات إطلاق النار الجماعية تحدث قبل أن يفكر الرئيس في الترشح للرئاسة حتى “.

وأضاف ترامب: “أنه موسم سياسي والانتخابات تقترب. إنهم يريدون مواصلة دفع السرد العنصري وأنا الشخص الأقل عنصرية. فمعدلات البطالة بين السود واللاتينيين والآسيويين هي الأقل في تاريخ لولايات المتحدة”.

يأتي ذلك تزامنًا مع الزيارة المقررة لترامب، اليوم لبلدتي إل باسو ودايتون، والتي يراها كثيرون أنها محاولة من ترامب لاستغلال مأساة الضحايا لأجل حملته الانتخابية، في وقت تزايدت فيه الانتقادات من قبل السياسيين لعدم وجود قوانين تحد من حيازة السلاح، ما يساهم لحد كبير في انتشار أعمال القتل.

لا مكان لـ “ترامب”

من المقرر أن يتوجه ترامب، اليوم، إلى المدينتين اللتين شهدتا حادثي إطلاق نار جماعي،واللتان أسفرا عن مقتل 31 شخصًا مطلع الأسبوع الحالي، وهو ما جاء في تغريده ترامب على “تويتر” بقوله، إنه سيتوجه إلى مدينة دايتون بولاية أوهايو وإل باسو بولاية تكساس “للقاء المستجيبين الأوائل من فرق الطوارئ ومسؤولي إنفاذ القانون وبعض ضحايا الحادثين المروعين”.

إعلان ترامب عزمه زيارة المدينتين، قوبل برفض واعتراض شديدين من قبل شخصيات أهمها مرشح الرئاسة وعضو الكونجرس السابق عن مدينة إل باسو، بيتو أوروريك الذي شبه سياسات ترامب إزاء الهجرة بـ”ألمانيا النازية”.

وقالت عمدة مدينة “دايتون”، نان والي، وهي ديمقراطية، إنها سترحب بترامب بصفتها الرسمية كعمدة للمدينة، لكنها أضافت أنها تعتزم إبلاغه “بأنه لم يكن متعاوناً” في معالجة العنف المتعلق بحيازة الأسلحة.

ومن جهته، قال عمدة مدينة “إل باسو” دي مارغو، إنه سيلتقي بترامب بـ”صفة رسمية” كجزء من واجبه الرسمي، لكنه قال إنه سيتحدى أي “تصريحات مضرة وغير دقيقة صادرة بشأن إل باسو”.

ومن المرجح أن يتلقى ترامب استقبالًا رائعًا في أحسن الأحوال، عندما يهبط في إل باسو بولاية تكساس، وقد يواجه أيضًا احتجاجات في دايتون بولاية أوهايو.

يذكر أن ترامب استخدم زيارات سابقة إلى إل باسو لتعزيز أجندته المناهضة للهجرة، وسط تحذيرات للمسؤولين المحللين بعدم السماح لترامب بأي تصريحات عنصرية وغير دقيقة عن إل باسو، أما بلدية دايتون فهناك تشجيع على الاحتجاج ضد الزيارة لإخبار ترامب بأنه لم يكن ينجح في السيطرة على قضية السلاح.

وبحسب الخبراء، فإن التصريحات العنصرية لترامب لاسيما تجاه المهاجرين، أدت إلى زيادة الحوادث الدموية في الولايات المتحدة، ولاسيما تلك المرتبطة بجرائم الكراهية التي يرتكبها البيض ضدّ أقليات مختلفة، والتي حصدت ضحايا عديدين خصوصًا مع استمرار الجمهوريين في دعم انتشار السلاح في أيدي المدنيين.

ربما يعجبك أيضا