حسام السبكي
تشهد الأسابيع والأيام القليلة الماضية، تصاعدًا مضطردًا في أعداد الإصابات والوفيات على حدٍ سواء، بالفيروس التاجي في الولايات المتحدة، ما ينذر بوضع كارثي غير مسبوق، على مستوى الدولة رقم 1 عالميًا، في معدلات الإصابة والوفاة بـ«كوفيد- 19»، حيث كشفت آخر الإحصاءات، عن تسجيل إجمالي نحو 11.9 مليون إصابة، وقرابة الـ 256.3 ألف حالة وفاة بالفيروس، فيما تسارع أمريكا الخطى، نحو تداول اللقاح على نطاق واسع، من أجل كبح جماح الجائحة محليًا أولًا، ثم التوسع في ذلك على النطاق الدولي.
الإصابات تتفاقم
أعلنت منظمة الصحة العالمية، رصد أكثر من مليون حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي .
وقال مساعد مدير فرع منظمة الصحة العالمية في البلدان الأمريكية، يارباس باربروسا – في تصريحات أوردتها قناة «روسيا اليوم» الإخبارية، الأربعاء – إن مؤشر الحالات الجديدة ارتفع بشكل متسارع فى الولايات المتحدة، حيث سبق أن سجلت أكثر من مليون مصاب بعدوى فيروس كورونا المستجد “COVID-19” خلال الأسبوع الماضى فقط.
وأضاف أن منطقة الأمريكتين رصدت بشكل عام الأسبوع الماضى نحو 1.5 مليون إصابة و19 ألف حالة وفاة جديدة جراء الجائحة.
وفيات قياسية
على صعيد الوفيات، ذكرت بيانات جامعة “جونز هوبكينز” الأمريكية أن عدد الوفيات اليومية بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة بلغ أعلى مستوى منذ نحو نصف عام حيث تم رصد أكثر من 1700 حالة جديدة.
وأفادت الجامعة المعنية بمتابعة تطورات الجائحة في الولايات المتحدة بتسجيل 1707 وفيات جديدة، أول أمس الثلاثاء، لتصل الحصيلة العامة لضحايا الفيروس في البلاد إلى 250029 حالة، بينما بلغ عدد الإصابات 11485176.
وتمثل هذه الحصيلة اليومية أعلى معدل للوفيات الناجمة عن عدوى فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” في الولايات المتحدة منذ 14 مايو، بينما تم رصد رقم قياسي أواسط أبريل بأكثر من 2600 وفاة.
وحذر البروفيسور في المدرسة الطبية لجامعة “جونز هوبكينز”، جوناثان راينير، بحسب شبكة «CNN»، إن “الأوضاع ستواصل التدهور”، وأوضح: “الأعداد المرعبة للوفيات التي رأيناها أمس في الولايات المتحدة… تعكس حصيلة الأشخاص الذين تمت إصابتهم منذ أسبوعين أو 3 أسابيع”.
وتابع: “منذ أسبوعين أو 3 أسابيع رصدنا من 70000 إلى 80000 حالة جديدة يوميا، أمس بلغ هذا الرقم 155000 إصابة. وبالتالي إذا كنتم تشعرون بقلق من وفاة 1700 شخص فإننا سنرى بعد أسبوعين أو 3 أسابيع من هذه اللحظة 3000 وفاة في اليوم“.
وتعتبر الولايات المتحدة الدولة الأولى عالميا من حيث عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، إلا أن الرئيس الحالي، دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي في الانتخابات الماضية، جو بايدن، تعهدا بعدم فرض إغلاق جديد في البلاد.
إجراءات طارئة
وحول اللقاح، الذي يمثل الأمل المنتظر حاليًا من أجل مواجهة الجائحة البشعة، أعربت شركة “مودرنا” الأمريكية للصناعات الدوائية، عن ثقتها في أنها قد تحصل على موافقة طارئة من السلطات الأمريكية على لقاحها الجديد المضاد لفيروس كورونا في ديسمبر المقبل.
وبحسب “الألمانية” سوف تعتمد الموافقة على حصول الشركة على نتائج إيجابية من التجارب السريرية الكبيرة القائمة حاليا، وذلك في شهر نوفمبر الجاري.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، ستيفان بانسيل، أن الموافقة الطارئة ستمكّن أفراد الأطقم الطبية العاملة في الخطوط الأمامية، وغيرهم من الأشخاص المعرضين للخطر، من الحصول على اللقاح الجديد، حتى قبل أن تحصل الشركة التي تتخذ من ماساتشوستس مقرا لها، على موافقة رسمية كاملة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
وتأتي تصريحات بانسيل بعد أيام من إعلان شركة الأدوية الأمريكية “فايزر”، التي تتعاون مع شركة “بيونتك” الألمانية، أنها تأمل في التقدم بطلب للحصول على موافقة طارئة من السلطات الأمريكية، للقاحها بحلول أواخر نوفمبر الحالي.
في سياقٍ متصل، أشاد كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي بنتائج التجارب المبكرة من لقاح فيروس كورونا من مودرنا ووصفها بأنها “مذهلة”، مؤكدا إن النتائج كانت تأكيدًا على صحة تقنية mRNA التجريبية المستخدمة في اللقاح، والتي شكك البعض بها.
وأضاف، أن “فكرة أن لدينا لقاحًا فعالاً بنسبة 94.5% فانه أمر مذهل، وتعتبر نتيجة مذهلة، لا أعتقد أن أي شخص كان يتوقعها بهذه الجودة”.وأشار فوتشي، إلى أن البعض قد تساءل عما إذا كان اللقاح سيمنع الأشكال الحادة من فيروس كورونا، وليس فقط الحالات الخفيفة أو المتوسطة – وقد تم الرد على هذا أيضًا.
وأكد فاوتشي، إلا أن اللقاح الجديد، يمكن أن يتلقى موافقة طارئة في الولايات المتحدة في غضون أسابيع.
وقال فوتشي، إنه قلق بشأن المشاعر المناهضة للقاحات في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا من الوباء، مضيفا، “عليك التغلب على ذلك وإقناع الناس بالتطعيم لأن اللقاح الذي يتمتع بدرجة عالية من الفعالية لا فائدة منه إذا لم يتم تطعيم أحد”.
أسلوب جديد للمواجهة
ابتكرت مدينة إل باسو الأمريكية، وسيلة جديدة لمواجهة جائحة كورونا في المدينة، وذلك بالاتفاق مع سلسلة متاجر وولمارت لنقل مجموعات اختبار فيروس كوفيد-19 للسكان عبر طائرات مسيرة “الدرونز”.
يأتي القرار وسط ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في أمريكا، وهو ما يعتبر الدافع الأساسي في استخدام الدرونز لهذه المهمة.
وذكرت «وسائل إعلام أمريكية»، أن عمدة المدينة قام بإطلاق البرنامج التجريبي، بالتعاون مع سلسة متاجر التجزئة الضخمة وشركة درون آب لجعل المدينة واحدة من بين عدد محدود من المدن لا تزيد على أصابع اليد الواحدة التي تستخدم الطائرات المسيرة في معركتها لاحتواء الزيادة الكبيرة في فيروس كورونا.
وتدعو الخطة الأولية إلى تسليم مجموعات الاختبار إلى المنازل التي تبعد كيلومتر ونصف من وول مارت، مع إرسال السكان الاختبارات بالبريد إلى مختبر تشخيص قريب.
ويمكن للعملاء التقدم بطلب للحصول على إحدى الطائرات دون طيار، ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تواجه فيه المدينة ارتفاعا هائلا في أعداد المصابين والوفيات بفيروس كورونا، مما جعل سلطات المدينة إلى استخدام نزلاء سجن المقاطعة لتحميل الجثث في صف من الشاحنات المبردة في ساحة انتظار مكتب الطبيب الشرعىي.
ويوجد بالمدينة حوالي 34000 حالة إصابة بالوباء وأكثر من 1100 مريض يرقدون فى المستشفيات المحلية منهم حوالي 300 في وحدات العناية المركزة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=566307