المنفي للرئاسة ودبيبة للحكومة.. تعرف على السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في جنيف وبرعاية الأمم المتحدة أسدل الستار على اختيار أعضاء السطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، حيث اختار ملتقى الحوار السياسي الليبي حكومة مؤقتة عن طريق التصويت يكون فيها محمد المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي وعبدالحميد دبيبة رئيسا للوزراء، حيث فازت قائمتهما ب ـ39 صوتا من أصل 73، مقابل 34 صوتا لمنافسيهما رئيس برلمان الشرق عقيلة صالح، ووزير الداخلية فتحي باشاغا لمنصب رئيس الوزراء.

وتضم القائمة الثالثة الفائزة إلى جانب المنفي، موسى الكوني، عبدالله حسين اللافي، عضوين في المجلس الرئاسي إلى جانب رئيس الحكومة الجديدة عبد الحميد محمد دبيبه، في خطوة عدّها البعض مؤامرة ضد الشعب الليبي .

لحظة تاريخية ولكن!

بعد سنوات من الجمود والعنف المميت، تم إحراز تقدم سياسي ملموس خلال الأشهر الأخيرة في البلد الغني بالنفط والثروات الطبيعية، في خطوة يعلق عليها الليبيون أملا لإنهاء الانقسام الذي تعيشه البلاد منذ الإطاحة بالقذافي.

من جهتها، وصفت المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز تلك اللحظة بـ «التاريخية». غير أن الأمر يحتاج إلى مصادقة مجلس النواب عليها وتقديم برنامجها في فترة زمنية محدودة.

الأمم المتحدة أكدت أن المرشحين وقعوا تعهدا بالالتزام بخارطة الطريق وموعد الانتخابات إن لم تطرأ أية مفاجآت لتكون بعدها ليبيا على موعد مع انتخاباتها البرلمانية والرئاسية أواخر ديسمبر المقبل.

المنفي.. حليف الإخوان

الفائز بمنصب رئيس المجلس الرئاسي الجديد، محمد يونس بشير المنفي، ورغم أنه من أبناء شرق ليبيا، إلا أنه يعد واحدا من حلفاء الإخوان المسلمين وذلك بعد أن شغل منصب سفير حكومة الوفاق لدى اليونان، قبل طرده منها بعد توقيع اتفاق الحدود البحرية بين الوفاق وتركيا.

وقبل طرده من أثينا في 2019، كان المنفي عضوا في مجلس الدولة، وعضوا ورئيس لجنة الإسكان والمرافق في المؤتمر الوطني العام السابق، البرلمان الليبي الذي تشكل بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011، والذي هيمن عليه الإخوان عبر حزب العدالة والبناء، الواجهة السياسية الرسمية للتنظيم الإخواني.

ويُعتبر المنفي من الوجوه المعروفة قبل سقوط نظام القذافي، إذ كان من القيادات البارزة في رابطة الطلاب الليبيين الدراسين في فرنسا تحت لواء اتحاد طلبة الجماهيرية، التنظيم الرسمي للطلبة الليبيين الموالين لنظام العقيد الراحل، والمؤمنين بـ«مبادئ ثورة الفاتح» ولكنهم لم يجدوا بعد سقوط النظام حرجاً في التحالف مع الإخوان للوصول إلى البرلمان، بعد انتخابات فبراير (شباط) 2012.

دبيبة.. رجل أعمال على رأس الحكومة

الفائز بمنصب رئيس الحكومة الليبية، عبدالحميد دبيبة، البالغ من العمر 26 عاماً يعد واحدا من أبرز رجال الأعمال الليبيين، والمعروف بعلاقاته الوطيدة مع تركيا.

وحسب موقع «بوابة أفريقيا الإخبارية» «في يناير (كانون الثاني) الماضي تحدثت تقارير غربية عن توسيع الرئيس التركي رجب أردوغان، مخططاته للفساد في ليبيا باللعب على الانقسامات في البلاد لمصلحته بالتعاون مع ليبيين مثل رجل الأعمال الليبي، عبدالحميد دبيبة، ليتمكن من الاستمرار في التلاعب بمستقبل ليبيا».

واتهم دبيبة بشراء ذمم أعضاء ملتقى الحوار ودفع مبالغ ضخمة لشراء الأصوات، وفي يونيو (حزيران) 2017 أدرجه مجلس النواب الليبي في لائحة تضم العناصر والكيانات المتهمة بالإرهاب، باعتباره ممولا للكتائب المسلحة التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، وفقاً لتقارير ليبية عدة.

الدبيبة

درس دبيبه في مصراتة وطرابلس، قبل أن ينتقل إلى كندا للحصول على الماجستير في الهندسة المدنية، والعمل في عدد من المؤسسات، إلى حين تعيينه رئيساً لمجلس إدارة الشركة الليبية للتنمية والاستثمار القابضة «لدكو». وأسّس في عام 2017 تيار «ليبيا المستقبل» الذي يرأسه حتى اليوم، ودعا في عدة مناسبات ميلشيات مصراتة إلى التخلي عن السلاح.

وتعهّد دبيبه خلال ملتقى جنيف للحوار السياسي وحال فوزه، بالعمل على تأمين الانتخابات، ودعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، والقيام بدور في التوعية الانتخابية للمواطن، واللجوء إلى المنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة لدعم الانتخابات لوجستياً ومراقبتها.

ترحيب عربي

فور الإعلان الأممي عن اختيار أعضاء السطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، أعربت عواصم عربية ودولية عن دعمها لهذه الخطوة التي من شأنها أن تسهم في استقرار البلاد. حيث رحبت دولة الإمارات بتشكيل السلطة التنفيذية الليبية الجديدة، معربة عن أملها في أن تحقق هذه الخطوة الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا.

كما رحبت كل من القاهرة وعمان والمنامة والكويت، بالخطوة، آملين نجاح السلطة الجديدة في إدارة المرحلة الانتقالية لحين إجراء الانتخابات.

وعبرت الخارجية السعودية عن أملها في أن يحافظ هذا الإنجاز على وحدة وسيادة ليبيا بما يفضي إلى خروج كافة المقاتلين الأجانب والمرتزقة.

ربما يعجبك أيضا