أسترازينيكا.. لقاح في دائرة الشك والصحة العالمية تدعو للتريث!

حسام السبكي

حسام السبكي

بينما ينهمك العالم، من أجل الإسراع في وتيرة التطعيمات، وإنتاج اللقاحات، بكميات مضاعفة، من أجل محاصرة الجائحة البشعة، التي حصدت حتى اليوم أرواح ما يزيد عن 2 مليون شخص، وإصابة أكثر من 107 ملايين حول العالم، خرجت بعض الأصوات والتقارير، التي تكشف عن عدم فعالية لقاح أكسفورد – أسترازينيكا البريطاني، ما دعا منظمة الصحة العالمية للتدخل، مطالبة بالتريث وعدم التخلي عن اللقاح، حتى التأكد من حقيقة الادعاءات الأخيرة.

شكوك حول اللقاح!

file 20200701 159820 hidget.jpg?ixlib=rb 1.1

في أحدث التفاصيل حول أزمة لقاح أسترازينيكا البريطاني، حيث علقت جنوب أفريقيا مؤقتا حملة التلقيح ضد فيروس كورونا باستخدام لقاح أسترازينيكا بعد أن أظهرت دراسة أجرتها جامعة فيتفاترسراند في جوهانسبرج أن هذا اللقاح البريطاني يوفر “حماية محدودة من العوارض الخفيفة والمتوسطة” للإصابة بسلالة فيروس كورونا المتحورة المنتشرة في جنوب أفريقيا.

وكان من المفترض أن تبدأ جنوب أفريقيا في الأيام القليلة المقبلة حملة تلقيح ضد فيروس كورونا بمليون جرعة من لقاح أسترازينيكا/ أكسفورد.

web photo mkhize 110420

وقال وزير الصحة زويلي مكيزي -في تصريح للصحفيين خلال مؤتمر عبر الفيديو- “إن التريث في التلقيح بواسطة لقاح أسترازينيكا هو مؤقت بانتظار تبيان هذه المسائل”.

والأحد، جاء في بيان حول دراسة أجرتها جامعة فيتفاترسراند في جوهانسبرج أن لقاح أسترازينيكا يوفر “حماية محدودة من العوارض الخفيفة والمتوسطة” للإصابة بالمتحور الجنوب أفريقي من فيروس كورونا.

NEW AstraZeneca shutterstock 1820522576

لكن في وثيقة ستُنشر قريبًا، أكدت أسترازينيكا أنه لم تظهر عوارض خطرة على أي من المشاركين في الدراسة البالغ عددهم ألفي شخص.

وقد يعني هذا الأمر أن اللقاح فاعل في حالات المرض الشديد، علما أن البيانات المتوفرة حاليا لا تسمح بحسم هذه المسألة.

من جانبه، سارع إدوارد أرجار وزير الدولة البريطاني لشؤون الصحة، الإثنين، إلى التصريح بأنه لا أدلة  تؤكد أن لقاح أسترازينيكا لا يمنع الوفاة بفيروس كورونا أو الأعراض الشديدة منه.

file 20201123 21 1jbitgd.jpg?ixlib=rb 1.1

ومن بريطانيا أيضًا، حيث ناقشت تقارير صحفية، حول “مدى فعالية لقاح أكسفورد مع من هم فوق 65 عامًا؟”.

وتقول التقارير، إنه بينما وافقت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا والوكالة الأوروبية للأدوية على لقاح أكسفورد-أسترازينيكا لجميع البالغين، أوصت ألمانيا وفرنسا وست دول أوروبية أخرى به فقط لمن هم دون سن 65 عامًا، وأوصت بلجيكا وإيطاليا باستخدامه مع الأشخاص تحت سن 55، ولم تسمح به سويسرا على الإطلاق.

وتوضح التقارير، أن إن المشكلة تكمن في أن التجارب شارك فقط 660 شخصًا تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، أي 6٪ من المشاركين.

وترى أنه لا مفر من أن يقل تمثيل فئة ما في الدراسات؛ فقد شملت تجارب لقاح فايزر 4٪ فقط من أصل آسيوي؛ لم يشارك أحد فوق 89 عامًا، لكن وجود عدد قليل جدًا من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بكوفيد-19 أمر مؤسف.

وبحسب التقارير البريطانية، فإنه في هذه الدراسة أصيب شخصان فقط في هذه الفئة العمرية بكوفيد 19: أحدهما من بين الأشخاص الذين تم تطعيمهم، والآخر في المجموعة التي حصلت على اللقاح الوهمي.

وعليه، فلا يمكن تقدير الفعالية من هذه البيانات وحدها، وخلصت العديد من الهيئات التنظيمية إلى عدم وجود أدلة كافية على فعاليته مع كبار السن.

وعلى النقيض من القول بأنه لا يوجد دليل على الحماية، حيث صرحت وزارة الصحة البريطانية أنه: “لا يوجد ما يشير إلى نقص الحماية“.

وبالتالي فبدلاً من تكرار التجارب الكاملة على مجموعات لم تشارك في التجارب السريرية، على سبيل المثال من الأعراق المختلفة، يستخدم الباحثون دراسات تقارن الاستجابات البيولوجية. وبالنسبة للقاح أسترازينيكا، وُجدت مستويات مماثلة من الأجسام المضادة في الفئات العمرية المختلفة.

الصحة العالمية

70wha tedros

من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية، على لسان مديرها العام الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أنه في الأيام القليلة المقبلة، تتوقع المنظمة اتخاذ قرار بشأن إدراج لقاح أكسفورد-أسترازينيكا واستخدامه كلقاح ضد كوفيد-19 في حالات الطوارئ.

وقال غيبريسوس: “بالأمس، أعلنت جنوب إفريقيا أنها ستعلق مؤقتًا لقاح أكسفورد-أسترازينيكا بعد أن أظهرت دراسة أنه كان فعالًا إلى الحد الأدنى في الوقاية من أعراض مرض كوفيد-19 الخفيفة إلى المتوسطة الناجمة عن متغير الفيروس الذي تم تحديده لأول مرة في جنوب إفريقيا.

وعلّق على ذلك، قائلا: من الواضح أن هذه أخبار مثيرة للاهتمام، ومع ذلك هناك بعض المحاذير بشأن نتائج هذه الدراسة، تتعلق بحجم العينة المحدود للتجربة، والملف الشخصي للمشاركين، موضحا أنه من المهم تحديد ما إذا كان اللقاح يظل فعالًا أم لا في منع أعراض المرض الأكثر خطورة.

وتابع غيبريسوس، لكن تظل هذه النتائج تذكير لنا بأننا بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لتقليل انتشار الفيروس والحدّ من تحوره، من خلال الاستمرار باتباع تدابير الصحة العامة الوقائية المثبتة فعاليتها.

ومن المدير للمنظمة، إلى أحد أكبر علمائها، حيث دعت سوميا سواميناثان لعدم التخلي عن لقاح “أسترازينيكا” المضاد لفيروس كورونا على خلفية تقارير ترجح أنه قد لا يكون فعالا ضد التحور الجنوب إفريقي من الفيروس.

وقالت سواميناثان: “لا ينبغي علينا أن نستنتج بأن اللقاح غير فعال على الإطلاق. فقد كانت هناك دراسة صغيرة، وهي تقول إن هناك حاجة للمزيد من المعطيات“.

وأشارت إلى أن اللقاح يقلص عدد الحالات الخطيرة وعدد المصابين الذين يحتاجون للنقل إلى المستشفى، مضيفة أن “مهمتنا الرئيسية تتمثل في خفض مؤشرات الوفيات وتقليص انتشار المرض”.

28091193879 58e30427b2 k

بدوره قال ريتشارد هاتشيت، المدير التنفيذي لتحالف ابتكارات التأهب الوبائي (CEPI)، إنه “من السابق لأوانه التخلي عن لقاح “أسترازينيكا”.

ربما يعجبك أيضا