28 يومًا فاصلة.. هل ينجح نتنياهو في استمالة الخصوم وكسر الجمود السياسي؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

عقب فشل المناقشات الماراثونية التي أجراها رئيس الاحتلال الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مع ممثلي الأحزاب الإسرائيلية وتعثره في الخروج من المأزق السياسي، قرر إعطاء رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو فرصة جديدة لاستئناف حياته السياسية وكلفه بمحاولة تشكيل الحكومة المقبلة بعد انتخابات غير حاسمة.

عودة إلى مربع الصفر

رؤوفين ريفلين، حاول تبرير القرار، الذي جاء بالرغم من أن نتنياهو لا يملك لا هو ولا أي من منافسيه القدرة على تشكيل حكومة مستقرة، في مؤتمر صحفي عقده في القدس المحتلة، بالقول إن القانون يلزمه بتكليف عضو الكنيست الذي يملك أكبر فرصة لتشكيل الحكومة، رغم المسائل الأخلاقية المرتبطة بكون نتنياهو يواجه لائحة اتهام رسمية وتجري محاكمته بتهم مختلفة.

ويأتي تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة في وقت يخضع لمحاكمة بتهم التزوير والرشوة وخيانة الأمانة. وكان قد رفض التهم الموجهة إليه مدعيا أنها ذات دوافع سياسية.

ترشيح نتنياهو

ووفقا لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أوصت أحزاب الليكود (30 مقعدا) و«شاس» (9 مقاعد) و«يهدوت هتوراة» (7 مقاعد) الدينيين، و«الصهيونية الدينية» المتطرف (6 مقاعد)، بإجمالي 52 مرشحًا في الكنيست البالغ عدد مقاعده 120 نائبا، باختيار نتنياهو.

في المقابل أوصى لابيد بحزبه (17 مقعدا)، بالإضافة إلى حزب «أزرق أبيض» (8 مقاعد) و«العمل» (7 مقاعد) و«إسرائيل بيتنا» (7 مقاعد) و«ميرتس» (6 مقاعد)، بواقع خمسة وأربعين رشحوا السياسي الوسطي يائير لبيد وزير المالية السابق ورئيس حزب «هناك مستقبل».

وطالب 7 بتكليف رئيس حزب «يمينا» اليميني المتطرف «نفتالي بينيت»، بينما رفضت ثلاثة أحزاب حصلت إجمالا على 16 معقدا تسمية أي مرشح في اجتماعاتها مع ريفلين، من بينها حزب «أمل جديد» (7 مقاعد)، بزعامة اليميني جدعون ساعر، والقائمة العربية المشتركة (6 مقاعد)، برئاسة أيمن عودة، والقائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس.

عقبات أمام نتنياهو

ومع أن الرئيس رؤوفين ريفلين، كلف نتنياهو رسميا بتشكيل الحكومة إلا أن الدلائل تشير إلى صعوبة تمكنه من تشكيل حكومة حتى في حال انتقال بينيت ومقاعده السبعة لتأييد تشكيل بقيادة نتنياهو، إذ سيكون مجمل ما يحصل عليه الأخير من تأييد هو 59 عضوا فقط دون الوصول إلى نسبة الحسم (60 + 1).

ويحتاج نتنياهو إلى دعم حزب «يمينا» اليميني القومي الذي يقوده منافس سياسي، وكذلك دعم «القائمة العربية الموحدة» من أجل الحصول على أغلبية برلمانية كافية لتشكيل حكومة. ولم يُعلن أي من الطرفين استعداده لدعم نتنياهو.

وفي الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، لم يحصل نتنياهو أو أحزاب المعارضة على العدد الكافي من الأصوات من أجل الاضطلاع بتشكيل حكومة.

28 يومًا فاصلة

وبحسب القوانين الإسرائيلية، سيكون أمام نتنياهو 28 يوما لمحاولة تشكيل ائتلاف، ويمكنه أن يطلب من الرئيس تمديد المهلة أسبوعين، وفي حالة فشله، سيضطر نتنياهو إلى إعادة التكليف إلى الرئيس ريفلين لتكليف عضو آخر أو إعادته إلى الكنيست، الذي قد يضطر عندها إلى حل نفسه وتحديد انتخابات جديدة ستكون الخامسة في غضون عامين.

ونتنياهو هو الأطول توليا لرئاسة الوزراء في إسرائيل، إذ قاد خمس حكومات منذ عام 1996. وانهارت آخر هذه الحكومات في ديسمبر/ كانون الأول، وهو ما أدى إلى إجراء انتخابات جديدة.

ربما يعجبك أيضا