طبول الحرب تقرع.. واشنطن تحرك سفنها الحربية إلى البحر الأسود

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

يشهد الملف الأوكراني تطورات متسارعة، حيث نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها، إنها حركت أكثر من عشر سفن تابعة للبحرية من بينها سفن إنزال، من بحر قزوين إلى البحر الأسود، للمشاركة في تدريبات.

وعبرت دول غربية وأوكرانيا عن القلق من تعزيزات عسكرية روسية قرب أوكرانيا، في حين قالت موسكو إن قواتها ستظل بالمنطقة ما دامت ترى ضرورة لذلك، وإنها لا تشكل أي تهديد.

سفن أمريكية تتحرك

تدرس الولايات المتحدة إرسال سفن حربية إلى البحر الأسود خلال الأسابيع القليلة القادمة في خطوة لإظهار الدعم لأوكرانيا بعد التزايد العسكري الروسي على حدودها، وفقا لما نقلت شبكة سي أن أن الأميركية عن مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية، الخميس.

وقال المسؤول: إن البحرية الأميركية تعمل بشكل روتيني في البحر الأسود، لكن نشر سفن حربية سيوجه رسالة إلى موسكو بأن واشنطن تراقب الوضع عن قرب.

وأشارت الشبكة إلى أن واشنطن يتوجب عليها تقديم إشعار لمدة 14 يوم باعتزامها نشر سفنها الحربية في البحر الأسود بموجب معاهدة 1936 التي تمنح لتركيا السيطرة على المضائق لدخول البحر.

وقالت الشبكة إنه من غير الواضح حتى الآن إن كانت واشنطن أرسلت الإشعار اللازم لذلك.

وقال مسؤول الدفاع للشبكة إن طائرات الاستطلاع التابعة للبحرية الأميركية تواصل التحليق في المجال الجوي الدولي فوق البحر الأسود لمراقبة النشاط البحري الروسي وأي تحركات للقوات في شبه جزيرة القرم.

وقامت قاذفتان أميركيتان من طراز “بي-1″، الأربعاء، بمهمتين فوق بحر إيجه.

وأضافت الشبكة أنه رغم أن واشنطن لا ترى في حشد روسيا لقواتها بمثابة موقف لعمل هجومي، إلا أن المسؤول أكد “إذا تغير شيء ما سنكون مستعدين للرد”.

والتقييم الأميركي الحالي، وفق المسؤول، هو أن الروس يجرون تدريبات ومناورات وأن المخابرات لم تشر إلى أوامر عسكرية باتخاذ مزيد من الإجراءات، إلا أن المسؤول أشار إلى أنهم يدركون جيدا أن ذلك يمكن أن يتغير في أي وقت.

تحذيرات روسية

في المقابل، قال قسطنطين كوساتشوف -نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالهيئة التشريعية للبلاد)- إن أي دعم عسكري أميركي لأوكرانيا سيشجعها على استخدام القوة في إقليم دونباس، وهي الجبهة التي اشتعلت في الآونة الأخيرة مجددا بين الانفصاليين المدعومين من روسيا وبين القوات الأوكرانية.

وتعقيبا على نبأ احتمال إرسال سفن أميركية إلى البحر الأسود، قال كوساتشوف: إن تشجيع كييف على شن حرب على مناطق جنوب شرق البلاد ستترتب عليه “عواقب مؤسفة” على وحدة أراضي أوكرانيا.

أما أندري كراسوف نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع بمجلس الاتحاد الروسي فقال إن أسطول البحر الأسود الروسي والقوات المتمركزة في شبه جزيرة القرم قادريان على صد “أي عدوان” من قبل الولايات المتحدة أو أوكرانيا.

وكانت أوكرانيا عبرت عن قلقها من زيادة التعزيزات العسكرية الروسية قرب حدودها الشرقية مع تصاعد العنف على امتداد الخط الفاصل بين قواتها والانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس.

وقالت روسيا: إن قواتها لا تشكل أي تهديد وتقوم بدور دفاعي، وإنها ستبقى ما دامت ترى ضرورة لذلك.

وقال مسؤول كبير في الكرملين الخميس: إن موسكو قد تضطر في ظروف محددة إلى الدفاع عن مواطنيها في دونباس، وإن أي أعمال عدائية كبيرة قد تؤذن ببداية النهاية لأوكرانيا بصفتها دولة.

مباحثات بين ميركل وبوتين

وفي الأثناء طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي جرى الخميس بسحب التعزيزات العسكرية الروسية شرق أوكرانيا لوقف تصعيد الموقف، وفق ما جاء في بيان للحكومة الألمانية.

من جهته، قال الكرملين: إن بوتين أشار في الاتصال الهاتفي إلى “أعمال استفزازية من قبل كييف”، وقال إنها “تؤجج الموقف عن عمد”.

وقد زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منطقة دونباس شرقي البلاد الخميس حيث تفقّد قوات الجيش، وذلك بعد يومين من دعوته حلف شمال الأطلسي إلى وضع خطة لأوكرانيا للانضمام إلى الحلف، وهو إجراء تعارضه موسكو بقوة.

من جانبه قال الكرملين اليوم الجمعة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم أوكرانيا بالقيام “بأنشطة استفزازية خطيرة” في منطقة دونباس بشرق البلاد، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وناقش الزعيمان أيضا إمكانية إنتاج مشترك للقاح (سبوتنيك في) الروسي المضاد لكوفيد-19.

ربما يعجبك أيضا