تحت شعار «أختونا».. مظاهرات عنيفة تجتاح السودان

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

شهد السودان احتجاجات عنيفة، أمس الأربعاء، تلبيةً للدعوات التي كانت تنادي بالخروج في مليونية 30 يونيو؛ لإسقاط الحكومة الانتقالية احتجاجًا على الأوضاع وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية.

ومن أبرز الجهات التي دعت للتظاهر الحملة السودانية لوقف الانهيار “أختونا”، أي “ارحلوا عنا”، والتي سعت خلال الفترة الماضية لجمع توقيعات من السودانيين للمطالبة بسحب الثقة من الحكومة الانتقالية، والمطالبة بتولي الجيش إدارة البلاد، كما دعا تجمع المهنيين السودانيين والحزب الشيوعى وأحزاب ذات توجهات إسلامية محسوبة على الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، لما سُميت بمليونية 30 يونيو.

احتجاجات عنيفة

خرج مئات الأشخاص الى الشوارع في عدد من المدن  السودانية، الأربعاء (30 يونيو 2021)، مطالبين بتنحي الحكومة على خلفية إصلاحات مدعومة من صندوق النقد الدولي يعتبرونها قاسية جدا، بحسب وكالة فرانس برس.

وعلت هتافات “لا لسياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي” و”الشعب يريد إسقاط النظام”، وسط المحتجين الذين تجمعوا قرب القصر الجمهوري في الخرطوم.

واندلعت الاحتجاجات غداة إعلان صندوق النقد منح السودان قرضا قيمته 2,5 مليار دولار والنظر في تخفيف ديونه الخارجية بحوالي 50 مليار دولار. وتزايد السخط الشعبي على قرارات الحكومة الأخيرة برفع الدعم عن البنزين والديزل مما تسبب في زيادة أسعاره بأكثر من الضعف.

وتجمع عشرات المتظاهرين في الخرطوم رافعين لافتات كتب عليها “لا لإفقار الشعب السوداني”  قبل أن تفرقهم الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع، بحسب مراسل فرانس برس. كما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع في أم درمان المدينة التوأم للخرطوم والواقعة في الضفة الغربية لنهر النيل عندما حاول المتظاهرون عبور جسر للالتحاق بالتظاهرات في وسط الخرطوم.

اعتقال العشرات

وقبل التظاهرة أعلنت السلطات أنها اعتقلت العشرات من أعضاء الحزب الحاكم السابق، واتهمتهم بالتآمر للقيام بعمليات تخريب، وذلك في الوقت الذي خرج فيه شبان إلى شوارع العاصمة في احتجاجات منفصلة مؤيدة للديمقراطية.

وقال مسؤولون إن الشرطة اعتقلت ما لا يقل عن 200 عضو بحزب المؤتمر الوطني في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، الذي يوافق الذكرى 32 للانقلاب الذي أتى بزعيم الحزب السابق، الرئيس السابق عمر البشير، إلى السلطة.

وقال صلاح مناع عضو اللجنة الرسمية المسؤولة عن تفكيك بقايا شبكات البشير السياسية والاقتصادية إن تلك كانت مجموعات من حزب المؤتمر الوطني تجهز لتنفيذ عمليات تخريب. وكان رئيس الوزراء حمدوك قد حذر هذا الشهر من فوضى محتملة وحرب أهلية يذكيها النظام السابق.

عمليات تخريب واعتقالات

وفي سياق موازٍ، قالت السلطات السودانية، وفق وكالة “رويترز”، إنها اعتقلت نحو مئتي شخص من أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم السابق، واتهمتهم بالتآمر للقيام بعمليات تخريب.

وتزامنت تلك التحركات مع الذكرى 32 للانقلاب الذي أتى بزعيم الحزب، الرئيس السابق عمر البشير، إلى السلطة. وكان حمدوك حذّر هذا الشهر من فوضى محتملة وحرب أهلية يذكّيها النظام السابق.

وقال صلاح مناع، عضو لجنة إزالة التمكين، اللجنة الرسمية المسؤولة عن تفكيك بقايا شبكات البشير السياسية والاقتصادية، إن تلك كانت مجموعات من حزب المؤتمر الوطني تجهز لتنفيذ عمليات تخريب، وأفادت اللجنة بأن السلطات رصدت تحركات مالية كبيرة مرتبطة بالمؤامرة المزعومة، واعتقلت في الآونة الأخيرة عشرات من تجار العملة غير القانونيين، للاشتباه في عملهم على تخريب الاقتصاد.

ولم يصدر تعليق فوري من أي من المعتقلين أو من محاميهم. وحظرت السلطات حزب المؤتمر الوطني في 2019.

وأُطيح بالبشير عام 2019 وحلّت محله حكومة انتقالية تضم عسكريين ومدنيين، وعدت بإجراء انتخابات، واتهمت أنصار حزب المؤتمر الوطني مراراً بالسعي لتقويض عملها وتخريب البلاد.

وتحاول الحكومة إصلاح اقتصاد عانى لعقود من سوء الإدارة والنزاعات الداخلية وعقوبات دولية تحت حكم البشير.

وسعت الحكومة الانتقالية الجديدة إلى الحفاظ على وحدة البلاد وإعادة بناء العلاقات مع الغرب منذ رحيل البشير.

غير أن كثيراً من المشكلات الاقتصادية التي أجّجت الغضب الشعبي من حكم البشير لا تزال قائمة.

ربما يعجبك أيضا