أمير قطر في طهران.. ملفات على الطاولة وأخرى خلفها

يوسف بنده

زيارة أمير قطر إلى طهران تأتي بعد ترقب من السياسيين في المنطقة لأهمية هذه الزيارة، التي ترتبط بالملف النووي وبالحوار الإقليمي وبتأمين سوق الطاقة لأوروبا.


وصل أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى العاصمة الإيرانية، طهران، ظهر اليوم الخميس، 12 مايو 2022، على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى.

وكان في استقبال الأمير بمطار “مهر آباد” في طهران، النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد مخبر، وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الذي زار الدوحة في مارس الماضي، وشهد توقيع 14 وثيقة تعاون، حسب موقع شهرآرا.

دفع الملف النووي

تتزامن زيارة أمير قطر مع تواجد المفاوض الأوروبي، انريكي مورا، في طهران. ما يشير إلى أنها قد تهدف إلى دفع المحادثات بين إيران ومجموعة 5+1 بشأن العودة للاتفاق النووي، عبر وساطة يقودها الشيخ تميم بين واشنطن وطهران لحل القضايا العالقة بين البلدين.

وذكرت وكالة رويترز يوم الأحد 8 مايو، أن أمير قطر سيزور إيران وألمانيا وبريطانيا ودولا أوروبية أخرى، ومن المتوقع أن يناقش فيها جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وأمن الطاقة في أوروبا. وكانت آخر زيارة لأمير قطر إلى إيران في يناير 2020، لتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن عقب مقتل القائد في الحرس الثوري، قاسم سليماني، في غارة أمريكية بالعراق.

ملف الطاقة

في ظل الأزمة الأوكرانية، ومخاوف أوروبا من توقف إمدادات الطاقة القادمة من روسيا، تأتي أهمية التعاون بين الدوحة وطهران في ملف الطاقة، خصوصًا أن البلدين يمتلكان أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي، ولدى قطر خطط للاستفادة من عبور الغاز عبر الأراضي الإيرانية نحو تركيا، ومن ثم الوصول إلى أوروبا.

ويعد حقل غاز الشمال أو فارس الجنوبي، الذي تتقاسمه إيران وقطر، هو أكبر حقل للغاز في العالم، وكذلك تخطط إيران إلى الوصول لأسواق الطاقة من خلال قطر، والاستفادة من سياسة المقايضة مع قطر، في نقل الغاز القطري إلى أوروبا، مثلما تفعل مع تركمانستان وآذربيجان.

استقبال الأموال المجمدة

قبل زيارة أمير قطر إلى إيران، اتفق البلدان على تطوير العلاقات المصرفية الثنائية. خلال اجتماع ضم محافظ البنك المركزي الإيراني، علي صالح أبادي، والسفير القطري لدى طهران، محمد بن حمد الهاجري، في 8 مايو الجاري. ما قد يشير إلى تمهيدات لاستعداد البنوك القطرية لاستقبال أموال إيران المجمدة التي من المرجح عودتها في إطار التفاوض مع الغرب، حسب ما ذكرت وكالة ارنا.

وسبق أن أشارت وزارة الخارجية الإيرانية، والبنك المركزي الإيراني، إلى جهود مبذولة للإفراج عن جزء كبير من موارد طهران المحجوبة في الخارج. وكذلك زار محافظ البنك المركزي الإيراني في نوفمبر 2021 سلطنة عمان، وأجرى مباحثات مع مسؤولين سياسيين ومصرفيين هناك، وبعدها أعلنت طهران استلام قرابة 390 مليون جنيه إسترليني كانت محتجزة لدى بريطانيا.

4148766

كأس العالم ودعم السياحة

تستعد الجزر والمدن الجنوبية الإيرانية للمشاركة في استقبال مشجعي مونديال كأس العام  2022 المزمع إقامة فعالياته في قطر، وتعتبر طهران أن هذا الحدث العالمي فرصة لتغيير صورتها أمام العالم، وجذب الأنظار والسياحة لديها، واستعدت لذلك بتشجيع الاستثمارات في جزرها الجنوبية المطلة على الخليج. وأعلنت مجانية التأشيرات بين قطر وإيران طوال فترة المونديال، حسب وكالة برنا.

وتأكيدًا على جدية التعاون بين البلدين في هذه الاستضافة، زار وزير النقل القطري، جاسم بن سيف السليطي، جزيرة كيش الإيرانية في إبريل الماضي، لتوقيع اتفاقات تعاون بين الجانبين. وكذلك تستثمر قطر في قطاع الماشية والزراعة في إيران لضمان تأمين المواد الغذائية للمشجعين المتواجدين على أراضيها طوال فترة المونديال.

تحسين العلاقات مع الخليج

زيارة أمير قطر تأتي أيضًا بعد جولات من المحادثات السرية والمعلنة بين إيران والسعودية في إطار التهدئة وإستعادة العلاقات بين البلدين، ويزيد من فرص ارتباط الزيار بجهود المصالحة الإيرانية الخليجية ما أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الاثنين الماضي، بأنه الرئيس إبراهيم رئيسي سيتوجه إلى دولة خليجية، بعد انتهاء رحلة الأمير القطري.

وفتحت هذه التصريحات الاحتمالات بشأن البلد الخليجي الذي سيزوره رئيسي، وتركز أغلبها بين سلطنة عمان والكويت والإمارات. وبحسب تقرير لصحيفة الجريدة الكويتية نشر يوم الثلاثاء الماضي، فإن إيران عرضت على السعودية عقد لقاء قمة يجمع رئيسي والعاهل السعودي، الملك سلمان، أو ولي عهده، الأمير محمد، في طهران أو الرياض أو في عُمان.

ربما يعجبك أيضا