كيف تسببت «مجاهدي خلق» في قطع ألبانيا لعلاقتها بإيران؟

يوسف بنده

استهدفت هجمات سيبرانية تقف إيران خلفها، مؤسسات حكومية في ألبانيا، وذلك بعد سلسلة من التهديدات الإيرانية الرسمية والتحذيرات من استضافة ألبانيا لعناصر جماعة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة.


أعلن رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، أمس الأربعاء 7 سبتمبر 2022، قطع علاقات بلاده مع إيران، وأمر دبلوماسيي إيران وموظفي سفارتها بمغادرة ألبانيا خلال 24 ساعة.

يأتي هذا القرار في أعقاب هجوم إلكتروني واسع على البنية التحتية، يوليو الماضي، والاشتباه بتورط طهران فيه. وأضاف راما أن “هذا الرد الشديد يناسب خطورة الهجوم الذي يهدد بفوضى عامة، وشل الخدمات العامة، واختراق السجلات وسرقة الاتصالات الحكومية الداخلية”.

مجموعة قرصنة

حسب موقع قناة “الشرق“، رجحت شركة “مانديانت” الأمريكية الرائدة في مجال الأمن السيبراني، في أغسطس الماضي، أن هذا الهجوم الإلكتروني نفذه قراصنة مؤيدون لإيران كانوا يسعون لتعطيل الاجتماع السنوي لمنظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة في ألبانيا، حيث يلجأ 3 آلاف عضو من المعارضين الإيرانيين المنفيين بطلب واشنطن والأمم المتحدة منذ عام 2013.

وأعلنت مجموعة قراصنة تدعى “عدالة سرزمين” عبر تطبيق “تيلجرام”، مسؤوليتها عن الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية في ألبانيا باستخدام البرامج الضارة، ومع ذلك حذرت شركة “منديانت” للأمن السيبراني من أن مثل هذه الأنشطة السيبرانية تشكل تهديدًا نشطًا ضد المنظمات العامة والخاصة في البلدان الأخرى الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

غضب أمريكي

أعلنت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريين واتسون، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة تدين بشدة الهجوم الإلكتروني الإيراني ضد ألبانيا الحليفة لحلف “الناتو”، مشددة على أن “واشنطن ستتّخذ تدابير إضافية لمحاسبة إيران”. واعتبرت أن الهجوم “سابقة مقلقة”، مضيفةً أن “سلوك إيران ينتهك القواعد التي تحكم سلوك دولة مسؤولة في الفضاء الإلكتروني في زمن السلم”.

ولاحقًا قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيار، إن “الحلفاء في إطار الناتو سيتخذون قراراتهم السيادية بشأن كيفية الرد على هذه الهجمات الإلكترونية، بما في ذلك احتمال تفعيل البند الخامس من معاهدة الحلف”. وأضافت: “توجد إجراءات متعددة قبل اللجوء إلى هذا البند الذي يفرض على دول الناتو مجتمعة الرد على أي هجوم يستهدف إحداها”، حسب تقرير لموقع “ميدل إيست أونلاين“.

يييي 1

رد إيراني

استنكرت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، قرار ألبانيا بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وقالت إن الأسباب مرفوضة وادعاءات لا أساس لها، وقالت إن “قرار ألبانيا جاء بضغط من طرف ثالث”، متهمة حكومة ألبانيا بـ”استضافة منظمة إرهابية”، تقصد جماعة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة.  ونوهت صحيفة “الشرق الأوسط” بأن دبلوماسيين إيرانيين أحرقوا وثائق في وقت مبكر من صباح اليوم، قبل مغادرة ألبانيا.

والعلاقات بين ألبانيا وإيران متوترة منذ عام 2014، عندما استقبلت ألبانيا نحو 3 آلاف عضو من منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة في المنفى، الذين استقر بهم المقام في مخيم بالقرب من دوريس، الميناء الرئيس في البلاد. وبعد أيام من الهجوم الإلكتروني، أفادت وسائل إعلام في العاصمة الألبانية تيرانا بأن قراصنة نشروا بيانات شخصية لأعضاء المعارضة، كانت محفوظة في أجهزة كمبيوتر حكومية.

جماعة مجاهدي خلق

تأسست “مجاهدي خلق” عام 1965 على أيدي إيرانيين مناهضين لنظام الشاه، بهدف استبدال نظام شعبي ديمقراطي مكانه، وتعتبر الجماعة من أكثر أشكال المعارضة الإيرانية تنظيمًا. ودخلت هذه الجماعة في صدام مع النظام الجديد بعد ثورة 1979، ورحلت إلى العراق. وبعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، أصرت إيران على رحيل هذه الجماعة. وقررت أوروبا استضافتهم في معسكر بألبانيا.

وقد ألغي مؤتمر “القمة العالمية لإيران الحرة”، الذي كان من المقرر أن تعقده جماعة “مجاهدي خلق” المنشقة في يوليو الماضي، بعد تحذيرات من جانب السلطات الألبانية من تهديد إرهابي محتمل. ويقيم أعضاء “مجاهدي خلق” في مخيم “أشرف 3” الواقع بمنطقة مانيز على بعد 30 كيلومترًا إلى الغرب من العاصمة الألبانية تيرانا، حسب موقع قناة “العربية“.

ربما يعجبك أيضا