كيف تخطط مجموعة السبع لمواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية؟

آية سيد
مجموعة السبع

فريق البيت الأبيض يرى أن دول العالم بدأت تنتبه إلى حقيقة أن مبادرة الحزام والطريق لا تحقق نتائجها المرجوة


تعهد قادة مجموعة السبع، أمس الأحد 26 يونيو 2022، بجمع 600 مليار دولار على مدار 5 سنوات لتمويل البنية التحتية في الدول النامية.

وحسب ما أوردت رويترز، يهدف هذا الجهد إلى مواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تتجاوز تكلفتها تريليونات الدولارات، وأطلق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقادة مجموعة السبع مبادرة “الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية” خلال اجتماعهم السنوي بقصر إلماو جنوبي ألمانيا.

كيف ستساهم أمريكا؟

أعلن بايدن أن الولايات المتحدة ستساهم بـ200 مليار دولار في صورة منح وأموال فيدرالية واستثمارات خاصة على مدار الـ5 سنوات المقبلة، لدعم المشروعات في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وستركز المبادرة على 4 أولويات، هي أمن المناخ والطاقة، وتحسين الصحة العالمية، والمساواة بين الجنسين، وتطوير البنية التحتية الرقمية.

وقال في كلمته بمناسبة إطلاق الشراكة: “أريد أن أكون واضحًا. هذه ليست مساعدة أو تبرع. إنه استثمار سيحقق العوائد للجميع،” مضيفًا أنه سيتيح للدول “رؤية الفوائد الملموسة للشراكة مع الديمقراطيات”. ولفت إلى مشاركة القطاع الخاص وبنوك التنمية متعددة الأطراف من جميع أنحاء العالم في هذه المبادرة.

المشروعات الأمريكية

أشار الرئيس الأمريكي إلى عدد من المشروعات التي تشارك فيها الولايات المتحدة. وعلى سبيل المثال، سهلت واشنطن شراكة جديدة بين شركتين أمريكيتين وحكومة أنجولا لاستثمار ملياري دولار في بناء مشروعات جديدة للطاقة الشمسية. وكذلك، تستثمر الولايات المتحدة إلى جانب شركاء مجموعة السبع والبنك الدولي، في بناء منشأة لتصنيع اللقاحات في السنغال.

ودعمت الحكومة الأمريكية العرض الناجح الذي قدمته شركة “ساب كوم” للحصول على عقد بقيمة 600 مليون دولار لبناء كابل اتصالات عالمي تحت البحر يمتد من جنوب شرق آسيا، ويمر بالشرق الأوسط ومنطقة القرن الإفريقي، ويصل إلى أوروبا.

المشاركة الأوروبية

أفادت رويترز بأن أوروبا ستحشد 300 مليار يورو، أي ما يعادل 316.67 مليار دولار من أجل المبادرة على مدار 5 سنوات لبناء بديل مستدام لمبادرة الحزام والطريق الصينية التي أعلنها الرئيس شي جين بينج عام 2013، بحسب تصريحات لرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين.

وأعلن قادة إيطاليا، وكندا، واليابان خططهم للمبادرة التي أعلن بعضها بصورة منفصلة. وعلى الرغم من عدم حضور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون, ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، فإن البلدان ستشاركان أيضًا في هذه الخطة.

مجموعة السبع

قادة مجموعة السبع

مواجهة النفوذ الصيني

بحسب رويترز، تشمل مبادرة الحزام والطريق الصينية مشروعات وبرامج تنمية في أكثر من 100 دولة، بهدف خلق نسخة حديثة من طريق الحرير القديم الذي كان يمر من آٍسيا إلى أوروبا. ولكن فريق بايدن يرى أن دول العالم بدأت تنتبه إلى حقيقة أن مبادرة الحزام والطريق لا تحقق نتائجها المرجوة، وأصبحت متقبلة لبديل تقوده الولايات المتحدة، وفق تقرير لصحيفة بلومبرج.

وخلال الجائحة، سعت الصين إلى إعادة تشكيل مبادرتها بسبب انقطاع سلاسل الإمداد العالمية وإغلاق الحدود الدولية، ما أدى إلى ابتعادها عن المشروعات الكبرى، والتحول إلى المشروعات المصممة لجعل بكين أكثر تنافسية في القطاعات المهمة الأخرى، مثل مشروع طريق الحرير الرقمي.

ووفق بيانات شركة ريفينيتيف المعنية ببيانات الأسواق المالية، أعلنت الصين العام الماضي مشروعات بقيمة 13.66 مليار دولار في مبادرة الحزام والطريق، منخفضة من 80 مليار دولار في 2020. وقال مسؤول أمريكي لبلومبرج إن الولايات المتحدة ستركز على المشروعات التي تساعد في تعزيز أمن سلاسل الإمداد وجعل واشنطن  وحلفاءها أقل اعتمادًا على بكين.

أجندة مناهضة للصين

رأت صحيفة جلوبال تايمز الصينية أن السبب وراء ترويج الولايات المتحدة لأجندتها المناهضة للصين هو المشكلات المتعددة التي تواجهها، مثل ارتفاع التضخم وأزمة الغذاء الوشيكة ونقص الطاقة. وقالت إن قمة مجموعة السبع وقمة مدريد المقبلة ستكون على الأرجح رقصة بايدن الأخيرة في أوروبا، لأنه من المحتمل أن يخسر الديمقراطيون انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر.

وقال مدير معهد الشؤون الدولية في جامعة رنمين الصينية، وانج يوي، إن بايدن يجري محاولة أخيرة لإقناع القادة الأوروبيين وحشدهم ضد الصين. وذكر أن الولايات المتحدة ستستغل القضايا المتعلقة بروسيا للضغط من أجل الوصول إلى هدفها النهائي المتمثل في احتواء الصين، والتنافس معها من أجل الحفاظ على مكانتها المهيمنة في العالم.

اختطاف أوروبا

أشارت الصحيفة إلى تقرير لشبكة “سي إن إن” يفيد بأن بايدن سيحاول إقناع قادة مجموعة السبع باتخاذ موقف أكثر تشددًا تجاه الصين، وجعل “الممارسات الاقتصادية القسرية” الصينية موضوع نقاش أكبر مما كان عليه في أثناء قمة العام الماضي.

وتعليقًا على هذا، قال وانج إن الولايات المتحدة “تستخدم الروايات السياسية والأيديولوجية لاختطاف أوروبا، لأنها أدركت أن قوتها تتراجع على نحو كبير، ومن المستحيل أن تهزم الصين بمفردها في منافسة شريفة”.

ربما يعجبك أيضا