رئيسة «النواب الأمريكي» تبدأ جولة آسيوية مستبعدة تايوان.. هل ألغت الزيارة؟

رنا أسامة

تنظر الصين إلى زيارات المسؤولين الأمريكيين لتايوان على أنها إشارة مشجعة للمعسكر المؤيد للاستقلال في الجزيرة


بدأت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، جولة آسيوية، اليوم الأحد 31 يوليو 2022، تشمل 4 دول دون الإشارة إلى تايوان.

وبحسب بيان صادر عن مكتبها، تقود بيلوسي إلى الهندوباسيفيك وفدًا من الكونجرس، بينهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، جريجوري ميكس، وسط تكهنات بأنها قد تزور الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي التي تدَّعي الصين أنها جزء لا يتجزأ منها.

إشارة مشجعة

أفاد البيان أن الجولة الآسيوية لرئيسة مجلس النواب الأمريكي سوف تشمل سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان، ولكنه لم يحدد ما إذا كانت بيلوسي التي تحل ثالثًا في سلم القيادة الأمريكية، ستتوقف في محطات أخرى. وأضاف البيان أن “الجولة ستركز على الأمن المتبادل والشراكة الاقتصادية والحكم الديمقراطي في منطقة الهندوباسيفيك”.

وتنظر الصين إلى زيارات المسؤولين الأمريكيين لتايوان على أنها إشارة مشجعة للمعسكر المؤيد للاستقلال في الجزيرة، في وقت لا تقيم فيه واشنطن علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، ولكنها ملزمة، بموجب القانون، بتزويدها بوسائل الدفاع عن نفسها، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز، بتاريخ اليوم 31 يوليو.

أخطر اللحظات

كان مُفترضًا أن تزور بيلوسي تايوان في إبريل الماضي، ولكن أرجأتها لإصابتها بكوفيد 19. وأفادت تقارير أن الزيارة ستُجرى في أغسطس، ما أثار غضب بكين التي هددت بدورها باتخاذ إجراءات عسكرية مضادة، في وقت يقول فيه محللون إن العلاقات، عبر مضيق تايوان، تشهد أخطر اللحظات في تاريخها.

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، لم تعلق حكومة تايوان على زيارة بيلوسي، لأنها توازن بين رغبتها في الحفاظ على سلامة الوضع الراهن مع تنمية علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية. وفي حين يعيش سكان تايوان تحت تهديد صيني لعقود من الزمن، لم تظهر أي مؤشرات تُذكر على مخاوف كُبرى بشأن زيارة بيلوس المحتملة على وجه التحديد.

زيارة واجبة

يرى محللون ومسؤولون تايوانيون أن بيلوسي يجب أن تزور تايوان الآن كي لا تبدو كأنها خائفة من تهديدات بكين. وقد استبعدت كبيرة المحللين الصينيين في مجموعة الأزمات الدولية، أماندا هسياو، وهي مؤسسة بحثية غير ربحية مقرها في بروكسل، أن تستهدف الصين أصولًا عسكرية أمريكية مباشرة أو بمواجهة عسكرية.

ومع ذلك، أشارت إلى أن الصين نمَّت النشاط العسكري كثيرًا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك إرسال أسراب من الطائرات الحربية على نحو متكرر إلى منطقة تحديد الدفاع الجوي في تايوان. وأضافت هسياو: “سيتعين على بكين أن تختار ردًّا تصعيديًّا واضحًا”. وأجرت الصين أمس السبت، مناورات غير مُعلنة بالذخيرة الحية في مضيق تايوان، في أضيق نقطة بين الصين وجزيرة تايوان الرئيسة.

العلاقات الصينية الأمريكية

تحذير من اللعب بالنار

حذر الرئيس الصيني، شي جين بينج، نظيره الأمريكي جو بايدن، في مكالمة هاتفية يوم 28 يوليو الحالي، من اللعب بالنار بشأن جزيرة تايوان، قائلًا إن من يلعبون بالنار سيحرقون أنفسهم. وأبلغ بايدن الرئيس الصيني بأن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تايوان لم تتغير.

وأضاف بايدن أن واشنطن تعارض بشدة الجهود أحادية الجانب، لتغيير الوضع الراهن أو تقويض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان. ونقل إعلام حكومي، عن المتحدث باسم القوات الجوية الصينية، شين جينكي، قوله إن “بكين ستحمي بحزم السيادة الوطنية وسلامة أراضيها”، في إشارة إلى تايوان.

استعدوا للحرب

قال شين، في مؤتمر صحفي في أثناء استعراض جوي عسكري، اليوم، إن سلاح الجو الصيني يملك أنواعًا عديدة من الطائرات المقاتلة القادرة على التحليق فوق تايوان، والتي يصفونها بـ”الجزيرة الثمينة في وطننا الأم”، مضيفًا أن الصين لديها الإرادة والثقة والقدرة على حماية سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها.

وبينما لم يذكر متحدث سلاح الجو الصيني ما إذا كانت مقاتلات بكين قد حلقت حول تايوان مؤخرًا، كتب جيش الثمانين التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني على موقع التواصل الاجتماعي ويبو، الشبيه بموقع تويتر: “استعدوا للحرب”، في إشارة إلى حالة التأهب التي عليها دولة الصين إزاء الوضع في تايوان، خاصة في ظل تلويح أمريكا بزيارتها.

انتقام عسكري.. أو إسقاط طائرة بيلوسي

قال المعلق الصيني البارز، رئيس التحرير السابق لصحيفة التابلويد الحكومية “جلوبال تايمز”، هو شيجين، أمس 30 يوليو، في مدونة ويبو الصغيرة الصينية: “لقد نقلت الرسالة: إذا أرسل الجيش الأمريكي مقاتلات لمرافقة بيلوسي إلى تايوان، فإن هذه الخطوة ستأخذ مثل هذه الزيارة إلى منحى آخر، وستمثل عدوانًا”، بحسب رويترز.

وأضاف المعلق الصيني، الذي يتابعه عدد كبير على تويتر: “يجب أن تنشر طائراتنا المقاتلة كل أساليب العرقلة. وإذا لم تُجد هذه التكتيكات، أعتقد أنه من المقبول أيضًا إسقاط طائرة بيلوسي”. وقال شيجين إنه اضطر إلى حذف التغريدة في محاولة لإعادة حسابه، بعد أن حظره تويتر، لأن التغريدة تمثل، وفقًا لمعايير المنصة، انتهاكًا لقواعدها، ويتعين على صاحب الحساب حذفها.

ربما يعجبك أيضا