توتال: تحول الطاقة لن يحدث دون الغاز.. والكهرباء ستهيمن بحلول 2050

إبراهيم جابر

رؤية

باريس – تحدّث الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية، باتريك بويانيه، عن تحوّل شركته النفطية إلى مجموعة متعددة الطاقة، ورغبتها في إطلاق 300 محطة شحن للسيارات الكهربائية، بالإضافة إلى سيطرة الكهرباء على محفظة أعمالها بحلول عام 2050.

وقال، إن هدف 100 ألف محطة شحن، بحلول العام المقبل، على طول الطرق الفرنسية الرئيسة هو أيضًا جزء من عمل “توتال”، فالمجموعة -التي سيتم تغيير اسمها قريبًا إلى “توتال إنرجي”- ستقوم بتطوير 300 محطة شحن في غضون 3 سنوات، بجزء من تحوّلها من مُنتِج للنفط إلى مُنتِج متعدد الطاقة، وفقا لـ”الطاقة”.

في تصريحات لقناة “بي إف إم” الفرنسية، قال بويانيه: “لقد ناضلت كثيرًا في سياق خطة التعافي لشرح أن السيارة تساوي حرّية التنقل، واليوم، الفرنسي لديه سيارة، وهو يعلم أنه سيجد محطة وقود، ولا يسأل نفسه السؤال، إلّا أن الأمر سيتكرر في حال شراء سيارة كهربائية، لذلك، من الضروري تمييز البلاد بمحطات الشحن السريع”.

محطات الشحن السريع هي الخيار الأفضل بالنسبة لباتريك بويانيه، حتى لو ظلت قيود السعر والاستخدام كبيرة، ومن ثم تتطلب عملًا مشتركًا مع السلطات العامّة.

وتابع: “لقد أجرينا الاختبارات، لا يستطيع الأشخاص تحمّل قضاء أكثر من 10-12 دقيقة في محطة شحن، من ثمّ يجب تثبيت الكثير منها، لكن محطة الشحن السريع باهظة الثمن، تكلّف نحو 500 ألف يورو، ولا يوجد عملاء”.

وأوضح أن السلطات الفرنسية وضعت نظامًا، وجرت مناقشته معهم، قائلًا: “نحن ملتزمون بخطة لنشر 300 محطة في غضون 2 إلى 3 سنوات، خاصةً على الطرق السريعة الرئيسة والطرق الوطنية”.

يتطلب تطوير محطات الشحن السريع والسيارات الكهربائية تغيير نموذج محطات الوقود التقليدية، لأن مستخدمي السيارات الكهربائية لا يشحنون سوى القليل جدًا في الأماكن العامّة.

يقول بويانيه: “نحن بصدد وضع محطات شحن في شبكات محطات الوقود الخاصة بنا، لكن ليس من الواضح أن هذه الشبكات ستكون مفيدة على المدى الطويل. ستكون هذه الشبكات ضرورية، لكن استخدامها سيكون أقلّ”.

لذلك من المتوقع حدوث تحوّل في نموذج أعمال توتال: توزيع الطاقات المختلفة -الهيدروجين للشاحنات على سبيل المثال-، والمتاجر -حيث إن 30% من عائدات محطات الوقود هي بالفعل شيء آخر غير النفط حاليًا.

اقترحت الشركة على مساهميها تغيير اسمها ليصبح “توتال إنرجي”، بما يتماشى أكثر مع طموحات المجموعة التي تسعى إلى إعادة تقديم نفسها. وأكد بويانيه أنه، بحلول عام 2050، ستكون توتال مجموعة نفطية بنسبة 20% فقط.

وقال بويانيه: “وجدنا اسم توتال إنرجي يوضح بالضبط ما نريد القيام به، أي عرض جميع الطاقات وإنتاجها وتوزيعها. توتال مصنّفة بصفة شركة نفط، بينما يمثّل الغاز ما يقرب من نصف محفظتنا”.

تابع رئيس الشركة الفرنسية: “قررنا أن نعود إلى الكهرباء، خاصة الطاقة المتجددة. بدءًا من عام 2030، نريد أن تكون هذه مهنة لمجموعة توتال، مع فكرة أن الكهرباء ستكون هي المهيمنة في محفظة الأعمال، عام 2050″، دون أن يحدد ما إذا كانت توتال تعتزم العودة إلى الطاقة النووية أم لا.

على الرغم من اعتماد المجموعة بشكل كبير على الكهرباء، إلّا أنها ستستمر في إنتاج وتوزيع الغاز والنفط.

ووفقًا لبويانيه، لا يمكن أن يتمّ انتقال الطاقة دون الغاز، وهو مكمل للكهرباء والذي يمثل تخزينه مشكلة، يجب قبل كل شيء أن يتمّ بكل الطاقات.

ردًا على سؤال بشأن الارتفاع الأخير في أسعار النفط، رأى بويانيه أن أسعارها الحالية “مرتفعة للغاية”.

وقال: “لا أراهن على سعر البرميل بأكثر من 70 دولارًا على مدار السنة، أعتقد أن السعر المناسب للنفط ما بين 50-60 دولارًا للبرميل”.

ربما يعجبك أيضا