عشرات العائلات الأردنية تخلي منازلها بسبب جلوة عشائرية إثر جريمة قتل

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

عمّان – أجبرت حوالي 50 عائلة من إحدى عشائر محافظة الكرك جنوب الأردني على إجلاء منازلها خوفا من تداعيات جريمة قتل شاب في الأربعينات من عمره بمشاجرة وقعت مع عشيرة أخرى تقطن المنطقة نفسها قبل أيام. 

وباءت كل محاولات السلطات المحلية في المدينة الجنوبية، التي يحكمها الطابع العشائري سيما فيما يتعلق بجرائم القتل، بتهدئة الأوضاع في إحدى بلدات لواء القصر شمالي الكرك. 

وتعد الجلوة العشائرية واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل والتي فشلت الحكومات المتعاقبة على إيجاد حل لها يحد من تداعياتها. 

وتعرف الجلوة العشائرية، بأنها “القيام بترحيل أهل الجاني وخمسته (أي حتى الجد الخامس) من المنطقة التي يسكنها إلى منطقة بعيدة عن أهل المجني عليه وذلك للمحافظة على أرواح وممتلكات أهل الجاني وعدم وقوع المشاكل وخاصة في الساعات الأولى من وقوع الجريمة والتي تسمى عند القبائل والعشائر (فورة الدم) ويتم ذلك من خلال تهدئة النفوس عند أهل المجني عليه وتعتبر الجلوة عقوبة عشائرية ضد الجاني وخمسته وخاصة أيام القبائل والعشائر قديماً. 

وتتم الجلوة بـ”تكليف إحدى العشائر بأخذ عطوة عشائرية حسب العوائد المتبعة عند القبائل والعشائر وتكون هذه العشيرة هي المسؤولة عن حماية أهل الجاني من الاعتداء عليهم من قبل أهل المجني عليه ولحين التوصل إلى حل يرضي الجميع، وتسمى هذه العشيرة هي (بصاحبة الوجه) أي أن أهل الجاني بوجه هذه العشيرة وهم بحمايتها حتى إتمام الصلح العشائري”. 

ومع أن الأردن ألغى القضاء العشائري عام 1976، يلاحظ أنه لا يزال حاضراً وبقوة على الصعيد الاجتماعي، سيما في جرائم القتل. 

وفي تقرير حول تداعيات الجلوة العشائرية ومخاطرها، حذرت فاعليات عشائرية وحقوقية من استمرار تطبيقها بشكلها الحالي معتبرة أنه يشكل عقوبة جماعية لعشرات الأسر دون ذنب اقترفوه إلا صلة قرابة الدم مع الجاني .

وطالب التقرير الذي عرضته وكالة الأنباء الرسمية، بإعادة النظر بمفهوم الجلوة العشائرية وما ينتج عنها من تشريد وترحيل عشرات الأسر من منازلهم الأصلية إلى أماكن أخرى غريبة عليهم.

 كما طالب التقرير، بتعظيم القانون المدني وتسريع عمليات التقاضي وإصدار الأحكام حفظا لمعاناة عشرات الأسر الأردنية من التشريد والخوف وتركهم لمنازلهم ومصالحهم الاقتصادية وعلاقاتهم الاجتماعية وحياة أولادهم التعليمية بالمدارس والجامعات، بالإضافة إلى عامل القلق النفسي والعلاقات الاجتماعية الجديدة التي تترتب على الجلوة العشائرية.

ربما يعجبك أيضا