مترو نيوز | يوم حزين للولايات المتحدة.. يا لها من وصمة عار على ترامب!

بسام عباس

ترجمة – بسام عباس

لقد فقدنا شيئًا في أمريكا يوم الأربعاء. هل رأينا حقًا مُثيري الشغب الغاضبين يجتاحون مبنى الكونجرس الأمريكي، بتحريض من رئيس الولايات المتحدة؟ إننا فعلنا!

من المفترض، أننا جمهورية تعتز بالديمقراطية وسيادة القانون والتداول السلمي للسلطة.

ولكن هذا ما لم نشهده يوم الأربعاء، ولا حتى في وقت قريب، لقد رأينا أسوأ ما فينا… رأينا تمردًا عنيفًا.

كان الكونجرس يتبع الدستور والقانون، من خلال العملية المنهجية والتقليدية لتأكيد نتائج الانتخابات. وقَطَع هذه العملية حشدٌ من الأفراد الذين حرَّفوا مبادئنا الأساسية حتى يتمكنوا بطريقة ما من تبرير الفوضى والدمار.

إننا نعلم أن هناك ملايين من الأمريكيين مستاؤون من نتيجة الانتخابات، وهذا أمر مفهوم، ويمكن التنبؤ به. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاحتجاجات السلمية هي جزء من النسيج الأمريكي ويحميها التعديل الدستوري الأول.

كما أنه يحق لـ “دونالد ترامب” استخدام القنوات المناسبة للاعتراض على النتائج. ومع ذلك، فإن الشيء غير المقبول هو أن يستمر ترامب في الترويج لنظريات المؤامرة الخاطئة وإثارة الحشود عاطفيًّا.

بالتأكيد، يتحمل الرئيس ترامب المسئولية الشخصية عما حدث، فقد دعا أنصاره إلى واشنطن، محرضًا الحشود للانقلاب على الديمقراطية رأسًا على عقب في إحدى أخطر الانتهاكات لأمن الكابيتول في تاريخ الجمهورية.

إن المتواطئين مع ترامب هم جمهوريون يعرفون ذلك بشكل أفضل، إلا أنهم أعطوا مؤيدي ترامب أملًا كاذبًا بإمكانية إلغاء نتائج الانتخابات. كما أن صورة قوات الأمن داخل غرفة مجلس النواب بالأسلحة مصوبة عبر النوافذ المكسورة إلى المتظاهرين هي الآن، بشكل مأساوي، جزء من إرث بلادنا. إنه موقف يتناقض مع ما كان عليه بلدنا ويتنافى مع ما نتوقعه أن يكون.

ربما يصور مَن اقتحموا مبنى الكونجرس أنفسهم على أنهم وطنيون، ولكنهم ليسوا كذلك؛ إنهم فوضويون، وكان ترامب بطيئًا بشكل مؤلم في إرسال رسائله لإيقافهم، وعندما فعل أخيرًا كرر الاتهامات المثيرة للفتنة المشككة في نزاهة الانتخابات وأنها “مسروقة”. هؤلاء هم مؤيدوه، وكان ترامب في وضعٍ يسمح له بوقف هذا العنف، غير أنه لم يفعل، ومن ثَمَّ فهو يتحمل اللوم.

وعندما سُئل بعض المتظاهرين عن اقتحام مبنى الكونجرس، قالوا: “هذا بيت الشعب”. هذا صحيح، ولكن ليس هذا ترخيصًا لتبرير كسر ودخول وتهديد وتخريب الوظائف الحكومية المشروعة والأساسية.

لو كان هؤلاء الدخلاء من دولة أخرى، لاعتبرناه هجومًا إرهابيًّا. ولكن ماذا بعد؟ هل هذا ما سيبدو عليه انتقال السلطة في السنوات المقبلة؟ إذا كان الأمر كذلك، فسيكون اليوم بداية النهاية للانتخابات الديمقراطية.

للاضطلاع على المقال الأصلي اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا