مودرن دبلوماسي| السيسي استعاد دور مصر الرائد في السياسة الخارجية

بسام عباس

رؤية

ترجمة – بسام عباس

نشرت مجلة “مودرن دبلوماسي” الأمريكية مقالًا للدكتور “محمد فؤاد”، الخبير الاقتصادي وعضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب المصري، قال فيه إنه بعد عام 2011، تراجع دور مصر الإقليمي وكأنها غير معنية بالمشهد السياسي في الشرق الأوسط، حيث واجهت الدولة العربية الأكثر تعدادًا للسكان ضغوطًا متزايدة على جميع الأصعدة.

وأضاف أنه في الأشهر الستة الماضية، شهدت البلاد حراكًا دبلوماسيًّا كبيرًا واكتسبت أرضية على جبهات دبلوماسية مختلفة من ليبيا والسودان وغزة والعراق وتركيا وقطر والولايات المتحدة، إذ سجلت البلاد نقاطًا متتالية على المستوى الدبلوماسي.

وأوضح عضو مجلس النواب أن السياسة الخارجية لمصر، على مدى سنوات، اتبعت نفس خطوات التحالف الإماراتي السعودي. ومع موجة التطبيع في عام 2017 بين أربع دول عربية وإسرائيل، حيث اعتقد العديد من المعلقين وقتها أن مصر لن تكون ذات صلة بعملية السلام هذه، حيث ستزاحم مصر في أقوى نفوذ لها على الغرب، والمتمثل في اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.

وبعد وقف إطلاق النار الناجح الذي توسطت فيه مصر في غزة الأسبوع الماضي، عادت كل الأنظار نحو مصر. فخلال هذه الأحداث المؤسفة، برزت مصر منتصرة حقيقية، ولم يعد الادعاء القائل بأن معاهدة السلام، التي تم توقيعها قبل 42 عامًا، هي أقوى أصول مصر، صحيحًا. وذلك للأسباب التالية:

أولاً: كان الوجود المصري القوي في الصراع وتنسيقها الدبلوماسي والاستخباراتي رفيع المستوى هو الذي أدى إلى تخفيف التوتر.

ثانيًا: دفع دور مصر في إنهاء الصراع، الرئيس الأمريكي إلى اتخاذ الخطوة الأولى تجاه الرئيس المصري السيسي، وكسر الجليد بمكالمة هاتفية لأول مرة منذ تنصيب بايدن، ولم يكتف بايدن بمكالمة واحدة مع نظيره المصري بل هاتَفَه مرتين في الأسبوع واحد. وكان كثير من المعلقين قد استبعدوا هذه الخطوة!

وفي مواجهة تهديد سد النهضة الإثيوبي، أحيت مصر أيضًا تحالفاتها التاريخية مع السودان المجاور الذي من المقرر أيضًا أن يتأثر بشدة بملء السد؛ حيث أجرت مصر والسودان مؤخرًا مناورات عسكرية مشتركة تحت مسمى “حراس النيل” بهدف “التعامل مع التهديدات التي يتوقع أن يواجهها كلا البلدين”.

وفي العراق، تسعى مصر إلى تعظيم وجودها التنموي في البلاد كجزء من آلية النفط مقابل إعادة الإعمار. وفي ليبيا، اتخذت مصر موقفًا مختلفًا عن موقف حليفتها طويلة الأمد، الإمارات العربية المتحدة. ففي فبراير 2021، استقبلت مصر رئيس الوزراء الليبي المؤقت “عبد الحميد الدبيبة”، وفي أبريل من نفس العام، ترأس رئيس الوزراء المصري وفدًا مكونًا من 11 وزيرًا، في أول زيارة منذ عام 2011.

وأثار تبادل الزيارات الدبلوماسية خططًا لإعادة فتح السفارة المصرية في طرابلس، واستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، وعودة العمالة المصرية إلى ليبيا، وتوقيع 11 مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون في عدد من المجالات، بما في ذلك البنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والنقل.

كما سجلت مصر في عهد السيسي مؤخرًا بعض النقاط السياسية مع خصومها السياسيين التقليديين: قطر وتركيا. فقد أظهر كلا البلدين علاقات باردة مع مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق “محمد مرسي” في عام 2013، واستضافا قادة المعارضة من جماعة الإخوان المسلمين، وكانوا بمثابة منصة انطلاق لحملات التشهير السياسية التي تستهدف النظام المصري الحالي. والآن بدأ كلا البلدين في التقرب من مصر لفتح صفحة جديدة بعد سنوات من الخلاف.

وقبل ذلك بثلاثة أسابيع، التقى وفد تركي بمسؤولي الشؤون الخارجية في مصر. كما وصل وفد قطري إلى القاهرة في 26 مايو للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي. وبعد ذلك بيوم، زار وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” القاهرة في إطار جولة في الشرق الأوسط التقى فيها الرئيس المصري.

وتشير هذه الأحداث الجارية بالتأكيد إلى أن مصر استعادت دورها الإقليمي الرائد، وعلى ما يبدو أصبح تغيير الأوضاع ممكنًا بعد أن بدأت مصر في الابتعاد قليلًا عن أقرب حلفائها.

للاطلا ع على الرابط الأصلي اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا