ذي هيل | الإمارات أصبحت قوة فضائية رئيسية

بسام عباس

ترجمة- بسام عباس

ذكر مقولة قديمة بين دوائر السياسة الخارجية أنه بينما تعمل مملكة السماء على الصواب، فإن ممالك الأرض تعمل على النفط. ومع ذلك، وبسبب المخاوف بشأن تغير المناخ، وطفرة التكسير الهيدروليكي في الولايات المتحدة واكتشاف رواسب النفط والغاز قبالة سواحل دولة إسرائيل – لم يعد الواقع القديم ساريًا.

الحقيقة الجديدة هي أن ممالك الأرض تعمل بتقنية عالية. قلة من الدول تحركت بسرعة للتكيف مثل الإمارات العربية المتحدة. بدأت الإمارات العربية المتحدة، كجزء من التحول نحو التكنولوجيا العالية، برنامجها الفضائي الخاص، وفي غضون سنوات قليلة، أصبحت قوة فضائية رئيسية.

وتنتهج دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجية تشمل تطوير قدراتها الفضائية والبحث عن شركاء دوليين وتجاريين لمهماتها الفضائية المختلفة، وتعمل الإمارات أيضًا على رعاية قطاع الفضاء التجاري المحلي الخاص بها، وقد لاقت هذه الاستراتيجية نجاحًا كبيرًا.

وقد طورت الإمارات مسبار الأمل للمريخ (Hope Mars) على أراضيها، وتم تجميعه في مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو، في بولدر، وأُطلِقَ على متن صاروخ ياباني. وأصدر مركز محمد بن راشد للفضاء مؤخرًا كنزًا من البيانات أرسله المسبار لتقييمها واستخدامها والاستفادة منها. وتُظهر البيانات، من بين أمور أخرى، كيف تتفاعل غازات الغلاف الجوي المريخية مع بعضها البعض ومع الإشعاع الشمسي.

وسوف تُطلق مركبة راشد القمرية على مركبة “سبيس إكس فالكون 9” (SpaceX Falcon 9) والتي ستُنْقَل إلى سطح القمر على مركبة هبوط يابانية. وستهبط مركبة راشد في منطقة “لاكوس سومنيوروم” على الجانب القريب من القمر في أواخر عام 2022.

كما تعتزم دولة الإمارات العربية المتحدة القيام بمهمة إلى حزام الكويكبات الرئيسي في عام 2028. وسيجري المسبار، الذي لم يُستقر على تسميته بعد، مناورات بمساعدة الجاذبية في كوكب الزهرة والأرض، ليصل إلى الحزام الرئيسي بين مداري المريخ والمشتري في عام 2030، وسوف يمر على سبعة كويكبات قبل أن يهبط على آخر كويكب في عام 2033. وسيكون مختبر جامعة كولورادو لفيزياء الغلاف الجوي والفضاء شريكًا علميًّا هامًا.

وأخيرًا، وقعت الإمارات وإسرائيل اتفاقية تعهدت فيها بالتعاون، من بين مشاريع أخرى، في مهمة (بيريشيت 2) المنطلقة إلى القمر. وتعزز الاتفاقية العلاقات بين البلدين، اللذين أصبحا حليفين تجاريًّا ودفاعيًّا، في أعقاب اتفاقات إبراهيم.

ولدى الإمارات فرقها من رواد فضاء، ومن بينهم: هزاع المنصوري وسلطان النيادي ونورا مطروشي ومحمد الملا. وسافر المنصوري بالفعل في مهمة مدتها أسبوع إلى محطة الفضاء الدولية، متوجهًا إلى المحطة المدارية على متن مركبة سويوز الروسية. بينما أصبحت نورا المطروشي أول رائدة فضاء عربية، وقد أعربت عن رغبتها في الذهاب في مهمة أرتميس المنطلقة إلى القمر مستقبلاً.

وإلى جانب التقدم التكنولوجي، ذكرت صحيفة (ناشيونال نيوز) التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقرًّا لها أن برنامج الفضاء الإماراتي قد أثار “ثقافة الفضاء” في الدولة الخليجية، وتجلت ثقافة الفضاء في البلاد من خلال تنامي ظاهرة التصوير الفلكي والفنون البصرية الأخرى.

ويمكن لبرنامج الفضاء الإماراتي، بقدرته على التأثير بشكل إيجابي على اقتصاد وثقافة ذلك البلد، أن يكون بمثابة نموذج للدول الأخرى. وقد أثبتت وكالة ناسا والقطاع التجاري الفضائي الجديد بالتأكيد أنهما لهما تأثير إيجابي في الولايات المتحدة، وهي دولة في حاجة ماسة إلى ما تشعر بالرضا عنه.

وقد كانت الأحداث الأخيرة في العالم الإسلامي مأساوية، وكان استيلاء طالبان مؤخرًا على أفغانستان مثالاً على ذلك، في ظل الانهيار الاقتصادي والانتهاكات المزمنة لحقوق الإنسان، وخاصة ضد النساء.

ويعود توجه الإمارات نحو التطوير التكنولوجي والتعليم إلى التاريخ المبكر للعالم الإسلامي، عندما كانت المنطقة مركزًا للعلوم والرياضيات والطب، ولا ينبغي أن تمر حقيقة أن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في دول الخليج العربي كانت مفيدة للمرأة. فإلى جانب “نورا مطروشي”، فقد عُيِّنت “سارة الأميري” مؤخرًا كأول وزيرة للعلوم المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسة لوكالة الإمارات الفضاء.

كانت الإمارات من أوائل الدول الموقعة على اتفاقات أرتميس، وهي تحالف بين الدول التي تعهدت بالتعاون لتأسيس قواعد الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي وتحديد السلوك البشري على سطح القمر والمريخ وما وراءهما. وبالتالي، ستكون هذه الدولة الخليجية قوة رئيسية في استكشاف الفضاء.

للاطلاع على الرابط الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا