العنوسة في مصر.. أسباب متنوعة وأرقام كبيرة

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

فرضت الظروف المعيشية والأزمات الاقتصادية وغلاء أسعار السلع والعقارات والذهب وارتفاع المهور خطرًا من نوع خاص بات يلاحق البيوت المصرية، مستهدفًا الشباب ألا وهو العنوسة. وبلغ عدد الإناث اللاتي لم يتزوجن في الفئة العمرية 35 عامًا فأكثر 472 ألف أنثى بنسبة 3.3 بالمئة من إجمالي عدد الإناث في تلك الفئة العمرية، وذلك خلال عام 2017، مقابل 687 ألف حالة ذكور بنسبة 4.5 بالمئة من إجمالي أعداد الذكور في الفئة العمرية المشار إليها.

مطالب وشروط

وتؤكد الدكتورة منى إبراهيم استشاري العلاقات الأسرية، أن ارتفاع أسعار السلع، وأهمها العقارات والأثاثات أصابت الشباب باليأس من القدرة على تكوين بيت وأسرة، مما جعل الكثير منهم يؤجل خطوة الزواج.

وأضافت أن الأمر يرجع إلى مغالاة الأهل في طلباتهم من شبكة وأثاثات، وهناك فئة أخرى من الفتيات مع خروجهن لسوق العمل وزيادة وعيهن لا يقبلن بأي رجل للزواج، فتغيرت نظرتهم للزواج، ومسألة “ضل الحيطة”، واختلفت رؤيتهم لزوج المستقبل، فلم يعد هو الشخص الذي يوفر لهم الأمان المادي والمجتمعي، لأن العمل حقق لهم ذلك بالفعل.

مفاهيم

وبحسب سن الزواج المتعارف عليه في مصر، يطلق على هؤلاء الأفراد “35 عامًا فأكثر” كلمة “العنوسة”، حيث إن العنوسة، تعبير عام يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج المتعارف عليه في كل بلد.

ووفقًا للتعريف الذي أدرجه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في دراسة حديثة عن “العنوسة في مصر”، يظن البعض أن كلمة “عنوسة” تطلق على الإناث فقط دون الرجال، والصحيح أنه يطلق على الجنسين، ولكن المتعارف عليه في مصر مؤخرًا هو إطلاق اللفظ على النساء في الأغلب.

ويختلف العمر الذي يطلق عليه كلمة “عنوسة” إذا كان صاحبه لم يتزوج، من مكان لآخر، فمثلًا في المجتمعات البدوية والريفية، تعتبر كل فتاة تجاوز عمرها العشرين ولم تتزوج عانسًا، أما في المدن تطلق على عمر الثلاثين وما فوقه، نظرًا لأن الفتاة يجب أن تتم تعليمها قبل الارتباط والإنجاب.

ظواهر مرفوضة

وأشارت الدراسة الإحصائية عن “العنوسة” إلى أن تلك الظاهرة في مصر والتي انتشرت مؤخرًا، أدت لزيادة بعض الظواهر غير المقبولة اجتماعيًا ودينيًا، مثل ظواهر الزواج السري والعرفي بين الشباب في الجامعات، والإصابة بأمراض نفسية، وبالنسبة للرجال فقد دفعت البعض للإقبال على إدمان المخدرات.

وبحسب بيانات ومؤشرات جهاز الإحصاء حول ظاهرة “العنوسة” في مصر، وصلت هذه النسبة بين الذكور في الحضر إلى 6.8 بالمئة مقابل 2.4 بالمئة بالريف خلال 2017، وقد يرجع ذلك– بحسب الدراسة- للوضع الاقتصادي الذي يتضمن غلاء المسكن، سواءً كانت مستأجرة أم مملوكة بل وتكاليف الزواج من مهر، وتجهيز المنزل، وغيرها من اللالتزامات التي أدت إلى تقليل فرص الزواج–خاصة في الحضر- لعدم قدرة الرجل على القيام بكلِّ هذه الأعباء.

التعليم

وبلغت النسبة “العنوسة” للإناث 4.2 بالمئة في الحضر، مقابل 2.6 بالمئة بالريف، ويرجع ذلك إلى ارتفاع مستوى التعليم بالنسبة للإناث في الحضر عنه في الريف، حيث تؤجل الكثير من الإناث فكرة الزواج لحين الانتهاء من مرحلة الدراسة الجامعية، والبعض لحين انتهاء الدراسات العليا كالماجستير والدكتوراة.

وطبقًا للحالة التعليمية، سجلت الإناث الحاصلات على مؤهل جامعي فأكثر ولم يتزوجن من قبل، أعلى نسبة للعنوسة فوق سن 35 عامًا، حيث بلغت النسبة بينهن 5.8 بالمئة، تلاها من تعرف القراءة والكتابة بنسبة 4.1 بالمئة، ثم الحاصلات على شهادة متوسطة وفوق المتوسط بنسبة 3.2 بالمئة، وفي المقابل جاءت النسبة الأقل بين الحاصلات على شهادة أقل من المتوسطة بنسبة 2.4 بالمئة، وذلك للإناث فوق 35 عامًا.

أسباب

وفى دراسته عن “العنوسة”، حدد جهاز الإحصاء المصري ستة أسباب للظاهرة تمثلت في  غلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج الأخرى الناتجة عن العادات والتقاليد المتبعة، غلاء المعيشة وصعوبة توفير سكن.

إضافة إلى ارتفاع معدلات البطال، فضلًا عن ارتفاع معدل التعليم بالنسبة للإناث خاصةً بالحضر، والانشغال بالعمل أو الوظيفة من قبل الفتاة وعدم الرضا بمن يتقدم إليها (خروج الفتاة للعمل)، وضعف الأجور التي يتقاضاها الشباب.

ربما يعجبك أيضا