أذربيجان تشن عملية في ناغورنو كاراباخ.. هل تندلع الحرب مع أرمينيا؟

شروق صبري
الصراع بين أرمينيا وأذربيجان

أرسلت أذربيجان قوات مدعومة بضربات مدفعية لناغورنو كاراباخ الخاضع لسيطرة أرمينيا لإخضاع المنطقة الانفصالية بالقوة، مما يثير خطر نشوب حرب جديدة مع جارتها أرمينيا.


أطلقت وزارة الدفاع الأذربيجانية، حملة لمكافحة الإرهاب في منطقة ناغورنو كاراباخ، وأفادت السلطات الأرمينية بوقوع قصف عنيف على العاصمة الإقليمية ستيباناكيرت.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن “روسيا على اتصال بكل من أذربيجان وأرمينيا، وحثت على إجراء محادثات”، مضيفًا أن “موسكو تعد ضمان سلامة المدنيين أهم قضية”.

فشل روسي

وفق شبكة أنباء رويترز، أمس الثلاثاء 19 سبتمبر 2023، اتهمت أرمينيا موسكو بأنها مشتتة بسبب حربها في أوكرانيا حتى إنها لا تستطيع حمايتها، وقالت إن “قوات حفظ السلام الروسية في قره باغ فشلت في أداء مهمتها”.

وقال مسؤولون أمريكيون إن “الولايات المتحدة تنتهج دبلوماسية الأزمات بشأن ما تعتقد أنه تصعيد خطير”، وأشاروا إلى أنه “من المرجح أن يشارك وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، في محاولة نزع فتيل الأزمة”.

الصراع في إقليم كاراباخ

قالت السلطات الانفصالية في كاراباخ إن 25 شخصًا قتلوا، بينهم مدنيان، وأصيب 138 آخرون، بسبب العمل العسكري في باكو، وأضافوا أنه جرى إجلاء سكان بعض القرى.

وأشارت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إلى أن “ناجورنو كاراباخ، هو جيب عرقي أرمني معترف به دوليًّا، وهو جزء من أذربيجان، وقد كان سببًا في حربين بين الجارتين خلال العقود الثلاثة الماضية، آخرهما في عام 2020″.

وقد يؤدي القتال في كاراباخ إلى تغيير التوازن الجيوسياسي في منطقة جنوب القوقاز، التي تتقاطع فيها خطوط أنابيب النفط والغاز، وتسعى روسيا، المنشغلة بحربها في أوكرانيا، إلى الحفاظ على نفوذها في مواجهة نشاط أكبر من جانب تركيا التي تدعم أذربيجان.

تصاعد التوترات

تصاعدت التوترات في جميع أنحاء المنطقة منذ أشهر، بعد أن حاصرت القوات الأذربيجانية ممر لاتشين في ديسمبر 2022، ما أدى إلى قطع الطريق الوحيد الذي يربط ناجورنو كاراباخ بأرمينيا، ومنع استيراد الغذاء إلى سكانها، البالغ عددهم نحو 120 ألف نسمة.

وكلفت قوات حفظ السلام الروسية، التي انتشرت في ناغورنو كاراباخ بموجب شروط وقف إطلاق النار لعام 2020، بمنع اندلاع صراع جديد، لكن موسكو اتُهمت بعدم القدرة أو عدم الرغبة في التدخل لحماية أرمينيا، حليفتها الطويلة الأمد، في مواجهة العدوان المستمر من أذربيجان.

الصراع بين أرمينيا وأذربيجان

الصراع بين أرمينيا وأذربيجان

استمرار القصف

من جانبها، قالت سلطات كاراباخ إنها طلبت إجراء محادثات فورية مع أذربيجان، وسط استمرار القصف على المنطقة. وردًّا على هذا، قالت الرئاسة الأذربيجانية إنها مستعدة للقاء أرمن كاراباخ.

وأضافت في بيان: “لوقف إجراءات مكافحة الإرهاب، يجب على الجماعات المسلحة الأرمنية غير الشرعية أن ترفع الراية البيضاء، وتسلم جميع الأسلحة، ويجب حل النظام غير القانوني، فإجراءات مكافحة الإرهاب ستستمر”.

الانسحاب الكامل

طالبت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان، بـ”الانسحاب الكامل للقوات العرقية الأرمنية وحل الحكومة في ستيباناكيرت”.

وأضافت أن “السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة هو الانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات المسلحة الأرمينية من منطقة كاراباخ في أذربيجان”.

وأضافت الوزارة: “جزء من الإجراءات المحلية لمكافحة الإرهاب التي جرى تنفيذها في منطقة كاراباخ بأذربيجان، تدمير نقاط إطلاق النار المنتظمة طويلة المدى والمنشآت العسكرية للقوات المسلحة الأرمينية بضربات دقيقة نفذتها وحدات من الجيش الأذربيجاني”.

وأشارت الوزارة إلى أن جيشها تعرض “لقصف منهجي” من القوات المسلحة الأرمينية، وأن عملها يهدف لتحييد بنيتها التحتية العسكرية واستعادة النظام الدستوري لجمهورية أذربيجان.

وقالت إن “أرمينيا حصنت مواقعها، ورفعت الوحدات إلى مستوى عالٍ من الاستعداد القتالي، وإن الألغام زرعت في مناطق جرى نزع الألغام منها سابقًا”.

إدانة دولية

وفق وكالة أنباء رويتز، دعا بلينكن، أذربيجان لوقف عمليتها على الفور، قائلًا إنها تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي في كاراباخ، مشيرًا إلى الحصار الفعلي الطويل الذي تفرضه باكو على المنطقة.

وأدان الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا العمل العسكري الأذربيجاني، ودعوها إلى العودة إلى المحادثات بشأن مستقبل كاراباخ مع أرمينيا. 

اقرأ أيضًا: تركيا تبرر تحرك أذربيجان في قره باغ

اقرأ أيضًا: الولايات المتحدة تدعو أذربيجان إلى وقف العمليات العسكرية في قره باغ

ربما يعجبك أيضا