“إبراهيم الزيات” المسؤول الأول لتمويل جماعة الإخوان من ألمانيا

جاسم محمد

رؤية ـ جاسم محمد
 
ما زالت دول أوروبا تمثل حاضنة لجماعة الإخوان المسلمين، وقد نجحت الجماعة  بتأسيس شبكة علاقات من جنسيات مختلفة، تداخلت فيها المصاهرات السياسية بالعلاقات الشخصية، وجمعتها الخطط والأهداف، وامتدت نشاطاتها في أوروبا عبر مؤسسات ومراكز كثيرة وحصلت على الدعم من الدول الداعمة للجماعة ابرزها من قطر وتركيا، التنظيم الدولي للإخوان. المال والسلطة هو الاساس في عمل جماعة الإخوان، وهذا كان وراء تغلغل جماعة الإخوان في  أوروبا وتقربها من المؤسسات الأوروبية، من خلال إدارتها إلى مشاريع اقتصادية وتجارية وأجتماعية.
 
وكانت  الجماعة معروفة بترسانتها الاقتصادية في دول أوروبا، منذ عقود، لذا لا يدير هذه الترسانة، من شركات وبنوك ومنظمات، إلا من الحلقة المغلقة للتنظيم والذين هم في الغالب من أبناء وأحفاد الجيل الأول من جماعة الإخوان، ومن بين هذه الأسماء اسم  إبراهيم فاروق محمد الزيات، والذي يمكن وصفه بأنه الأخطر داخل تنظيم الإخوان لما يلعبه من دور بإدارة أموال الجماعة في الخارج.
 
نشطت جماعة الإخوان في ألمانيا تحت اسم منظمة  GID عام 1958وهو يعتبر الفرع الألماني للإخوان المسلمين في أوروبا الذي أسسه سعيد رمضان عام 1958، وكان يرأسها الألماني المصري الأصل “إبراهيم الزيات.”
 
إبراهيم فاروق محمد الزيات
 
إبراهيم فاروق محمد الزيات هو ابن لأب مصري وأم ألمانية؛ أبوه فاروق محمد الزيات إمام مسجد “ماربورج” ولذلك أتقن اللغتين العربية والألمانية، نشأ في مدينة “ماربورج تزوج من صبيحة أربكان- بنت أخ نجم الدين أربكان رئيس وزراء تركيا الأسبق مؤسس حركة “ميلي جروس” في ألمانيا.
 
لعب أبراهيم الزيات دورا خطيرا في كسب الشباب وربما يعود إلى أن إجادته اللغة الالمانية، كونه من أم المانية، وكذلك زوجته المانية من جذور تركية، فأطلق خلالها حملات تجنيد للشباب المسلم فى المنظمات الإسلامية، إلا أن ألشرطة الالمانية  كشفت عن علاقته المالية بمؤسسات تمول الإرهاب، وتقول السلطات الألمانية علنًا إنه عضو في تنظيم الإخوان المسلمين، ويعتبر إبراهيم الزيات المسؤول الأول للتنظيم الدولي للإخوان في ألمانيا، والمسؤول عن التمويل للأنشطة المتعددة وأطلقت عليه لقب “وزير مالية الإخوان”. وهنا يكمن الدور الخطير إلى إبراهيم الزيات، والذي يعود إلى أهمية التمويل وجمع الثروات عند جماعة الإخوان.
 
الشرطة الاتحادية الألمانية أجرت تحقيقات لإبراهيم الزيات، ووفقا لنسخة من التقرير الخاص بالتحقيق التي اطلعت عليها بعض وسائل الإعلام، فإنه تم نقل ملايين الدولارات نيابة عن الندوة العالمية للشباب المسلم، وكان  كمال الهلباوي نسيب إبراهيم الزيات أول مدير تنفيذي لها.
 
منظمة “ميلي غوروش”
 
هي أكبر منظمة إسلامية في ألمانيا، أسسها التركي “نجم الدين أربكان” في ستينات القرن الماضي وهي مجموعة متطرفة جدا. بحسب تقرير الاستخبارات الألمانية التي تثار حولها العديد من إشارات الاستفهام وتخضع لمراقبة أجهزة الدولة الألمانية ومتهمة بالترويج لأدبيات تدعم التطرف والتحريض على الكراهية والتمييز. وتسعى منظمة ميلى غوروش إلى  تاسيس أول حزب أسلاموى فى ألمانيا ،ونصحت أعضاءها معظمهم من الأتراك للحصول على الجنسية الألمانية حتى يتمكنوا من خوض الأنتخابات.
 
أعلنت هيئة حماية الدستور فى يناير 2017  بولاية شمال الراين- فيستفاليا أنها تحقق في اتهامات بالتجسس بحق أكبر الجمعيات الإسلامية في ألمانيا، ويتعلق الأمر بالاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية المعروف اختصارا باسم ” ديتيب “.والذي تربطه علاقة تنظيمية وأدارية مع منظمة ميلي غورش”، وتعرضت المنظمة الى المداهمات خلال عام 2017، ضمن حملة المداهمات التي شنتها الاستخبارات الداخلية الالمانية الى عدد كبير من المراكز المرتبطة ب” ديتيب”، واتهمتها بالتجسس والعمل ايضا لصالح تركيا الى جانب تقديم الدعم اللوجستي للجماعات المتطرفة.
 
ويقول “جورديان مايربلاث” ، إلى أن مستوى المخاوف بشأن أنشطة الإخوان المسلمين في ألمانيا يثير القلق، مشيرا إلى أنّ منطقة “ساكسونيا” في ألمانيا هى هدف خاص للإخوان وبشكل مكثف، وهناك مناطق أخرى منها “درسدن وبرن وميزن وليبزيج وجورليتز وبوتسن”. وأضاف “ماير” أنّ جماعة الإخوان فى تذهب إلى شراء العقارات لبناء المساجد والمراكز المجتمعية بمعدل سريع، ،ومنذ دخول جماعة الإخوان فى ألمانيا في التسعينيات توسعت لتشمل (30) جمعية نشطة، (511) مسجدًا، (1091) مكانًا للاجتماع،(2137) جمعية.
 
ترصد هيئة حماية الدستور الألمانية “الاستخبارات الداخلية” بقلق تزايدا ملحوظا في نفوذ جماعة الإخوان داخل ولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، واستغلت عبر منظمات مثل الجمعية الثقافية “ملتقى سكسونيا” نقص دور العبادة للمسلمين الذين قدموا إلى سكسونيا كلاجئين، لتوسيع هياكلها ونشر تصورها عن الإسلام السياسي.
 
يطرح تنظيم الإخوان المسلمين  نفسه كمنظمة منفتحة تدعو إلى التسامح، وتبدي استعدادها للحوار، لكنها تتستر على أهدافها الحقيقية في ألمانيا والغرب، وحذرت الاستخبارات الألمانية  من تنامي نفوذ تنظيم الإخوان المسلمين ورصدت الأجهزة الأمنية الألمانية اتساع نشاط الإخوان في العديد من الولايات الألمانية.
 

يبقى دور إبراهيم الزيات هو الأخطر من خلال حجم الأموال التي يديرها وشبكة العلاقات التنظيمية التي يديرها من داخل ألمانيا، التي وصفت بانها حاضنة الإخوان في أوروبا. وهناك عوامل عديدة تدعم انشطة الزيات في ألمانيا وأوروبا، أبرزها أنه يتمتع بالجنسية الألمانية بالولادة، وهذا ما يجعل الاستخبارات الألمانية تحسب حساباتها في موضوع نزع الجنسية إلى العناصر المتورطة بالتطرف والإرهاب

الشركات المالية والتجارية وشركات العقارات جميعها تعطي إبراهيم الزيات غطاء جيد للعمل، وهذا الأسلوب من العمل اعتادت عليه جماعة الإخوان على غرار عمل أجهزة الاستخبارات في الدول الشمولية، في كيفية إدارة” الواجهات” أي المشاريع التي ينشط خلفها الإخوان من أجل الحصول على “الشرعية”. خبراء الإرهاب يقولون لا تحدثني عن الإرهاب، بل حدثني عن التمويل، هو الأخطر وهنا تكمن أهمية خطورة إبراهيم الزيات.
 
 

ربما يعجبك أيضا