اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة.. حقبة جديدة للتعاون بين الإمارات وتركيا

ولاء عدلان

رئيس دولة الإمارات: توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية مع تركيا يأتي تجسيدًا للتطور الكبير والنوعي الذي شهدته علاقاتنا خلال الفترة الماضية


وقعت دولة الإمارات، أمس الجمعة 3 مارس 2023، اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع تركيا، ضمن حقبة جديدة من التعاون الثنائي.

تأتي هذه الاتفاقية تتويجًا لأكثر من 50 عامًا من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وبهدف تعزيز التعاون الاقتصادي، وسط توقعات بأن تسهم هذه الشراكة في زيادة التجارة غير النفطية بين الإمارات وتركيا إلى 40 مليار دولار سنويًّا خلال 5 أعوام.

مرحلة جديدة من العلاقات بين الإمارات وتركيا

شهد رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال قمة عقداها عبر تقنية الاتصال المرئي، أمس، مراسم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين بلديهما.

وقال الشيخ محمد بن زايد: “هذه الاتفاقية تعبر عن الإرادة المشتركة لإطلاق مرحلة جديدة للعلاقات بين بلدينا في مختلف المجالات، وستسهم في تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي، ودفع مسيرة التنمية في البلدين نحو مستقبلٍ مُشرق”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية.

وأضاف أن توقيع اتفاقية الشراكة يأتي تجسيدًا للتطور الكبير الذي شهدته علاقاتنا خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى بلوغ إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين قرابة 19 مليار دولار خلال 2022 بزيادة قدرها 40 % مقارنة بالعام 2021 و 112% مقارنة بالعام 2020.

تعزيز علاقات الصداقة

الرئيس التركي قال في أثناء مراسم توقيع الاتفاقية: “نكتب اليوم معًا فصلًا جديدًا في علاقاتنا الثنائية”، مشيرا إلى أن الجهود المشتركة لتركيا والإمارات من أجل تعزيز علاقاتهما الاقتصادية والتي تقوم على تاريخ مشترك تسهم بشكل كبير في ازدهار واستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم ككل.

وأضاف أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الإمارات ستشكل حافزًا لتعزيز التجارة والاستثمارات، وسنقطف ثمارها في بلدينا ومنطقتنا خلال فترة زمنية قصيرة، ما سيحفز على مزيد من التعاون بين مجتمع الأعمال في كلا البلدين، وفق “وام”.

على صعيد أخر، أشاد أردوغان بالدعم الذي تقدمه الإمارات إلى بلاده منذ اليوم الأول للزلزال الذي شهدته مناطق واسعة من تركيا خلال الشهر الماضي وتسبب في دمار كبير. يشار إلى أن الشيخ محمد بن زايد وجه بتقديم 50 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال.

تركي

تغريدة أردوغان تعليقًا على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الإمارات

 

أهداف اتفاقية الشراكة الاقتصادية

اتفاقية الشراكة الاقتصادية تلغي أو تخفض الرسوم الجمركية على 82% من السلع والمنتجات التي تمثل أكثر من 93% من مكونات التجارة غير النفطية بين الإمارات وتركيا، وستسهم في تحسن الوصول إلى السوق التركية للمصدرين من الإمارات، بما يشمل القطاعات الرئيسة مثل المقاولات والمعادن والبوليمرات.

وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون الثنائي في العديد من القطاعات الاستراتيجية مثل تجارة السلع والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وقطاع الخدمات والملكية الفكرية والاستثمار، ويتوقع أن تسهم الاتفاقية في توفير أكثر من 25 ألف فرصة عمل جديدة بحلول 2031، وزيادة الصادرات الإماراتية إلى تركيا 21.7%.

المصادقة على الاتفاقية خلال 6 أشهر

قال وزير التجارة التركي محمد موش، خلال مراسم التوقيع أمس: “مع دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ فإن علاقاتنا الاقتصادية سترتقي إلى مستوى جديد مع الإمارات التي تعد أحد اللاعبين الرئيسين في الاقتصادي الخليجي”.

وأوضح وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، أمس، أنه من المتوقع المصادقة على الاتفاقية خلال 6 أشهر من الآن، مشيرًا إلى أن الاتفاقية ستعزز جهود البلدين لمواجهة التحديات الاقتصادية، وفق وكالة أنباء رويترز.

تركيا الشريك التجاري السادس للإمارات

أشار وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية إلى أن تركيا تعد الشريك التجاري السادس للإمارات، وجاءت ضمن أكبر 10 شركاء تجاريين للإمارات في 2022 بـ40% مقارنة بالعام 2021، مضيفًا: “بعد توقيع الاتفاقية مع تركيا سيرتبط اقتصادنا مع ما يزيد عن 10% من الاقتصاد العالمي بما يضمن مزيدًا من الانفتاح الاقتصادي”، وفق “وام”.

وفي الفترة من 2013 إلى 2022 نما التبادل التجاري غير النفطي بين تركيا والإمارات 72%، وخلال العام الماضي بلغت الصادرات الإماراتية غير النفطية إلى تركيا 5.6 مليار دولار بنمو 109% على أساس سنوي، واستحواذ الذهب على صدارة قائمة أهم 5 سلع جرى تصديرها إلى تركيا بقيمة 17.5 مليار درهم (4.8 مليار دولار).

FqUTvvwXgAwpFEM

50 عامًا من العلاقات

بدأت الإمارات وتركيا مفاوضاتهما بشأن اتفاقية الشراكة الاقتصادية خلال العام الماضي، لتعكس النقلة النوعية التي شهدتها علاقاتهما نهاية 2021 بالتزامن مع زيارة الشيخ محمد بن زايد لتركيا في 24 نوفمبر 2021، والتي أعقبتها زيارة الرئيس التركي للإمارات في فبراير 2022.

وتأتي اتفاقية الشراكة لتتوج مسيرة 50 عامًا من علاقات الصداقة والثقة بين الدولتين، اللتين تحتفلان هذا الشهر بانطلاق العلاقات الدبلوماسية عام 1973، حسب تصريح لوزير الاقتصاد الإماراتي عبدالله بن طوق المري، خلال مؤتمر صحفي أمس مع وزير التجارة التركي.

حقبة جديدة من الشراكة

أضاف المري: “بإبرام هذه الاتفاقية التاريخية تنطلق حقبة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وهو ما سينعكس إيجابًا على منطقة الشرق الأوسط بكاملها، وعلى حركة التجارة العالمية بنحو عام، نظرًا إلى الدور المهم الذي تلعبه كل من الإمارات وتركيا في تسهيل تدفق التجارة الدولية”.

وخلال الشهور الـ18 الماضية شهدت العلاقات بين البلدين تطويرات إيجابية كان أبرزها إعلان الإمارات في 2021 تأسيس صندوق بـ10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، وتوقيع 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم في فبراير 2022 تغطي عدة مجالات أبرزها الاستثمار والزراعة والصحة، فضلًا عن توقيع اتفاقية لمقايضة العملات بين الدرهم الإماراتي والليرة التركية، في يناير 2022.

 

ربما يعجبك أيضا