يقلق المحافظون من التحول الاجتماعي في إيران، فقد أزعجتهم مشاهد خروج ايرانيات بلا حجاب في احتفالات عيد النوروز، بما ينذر بتمرد الجيل الجديد على مبادئ النظام الحاكم.
كان مقتل الفتاة الإيرانية، مهسا أميني هو الشرارة التي أشعلت ثورة الاحتجاجات على تعاليم الحجاب في طهران، منتصف سبتمبر 2022.
وكانت السلطات الإيرانية قد تمكنت من إخماد الاحتجاجات الشبابية التي رفعت شعار “المرأة، الحياة، الحرية”، لكن النظام الإيراني لا يزال يقلق من تجدد هذه الاحتجاجات.
الحجاب واحتفال النوروز
يحتفل الإيرانيون هذه الأيام بعيد رأس السنة الإيرانية، وقد تزايد عدد النساء المتحديات للالتزام بالحجاب في مراكز التسوق والمطاعم والمتاجر والشوارع في أنحاء البلاد. وقد انتشرت خلال الأيام الأخيرة مقاطع مصورة لخلع فتيات إيرانيات الحجاب والرقص على مرأى ومسمع من الناس في الشوارع.
وقد انتشرت مقاطع حول اشتباكات بالأيدي بين إيرانيات من دون حجاب ومواطنين آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر، وقد زاد ذلك من انتقادات المحافظين مع دعواتهم السلطات الإيرانية للتصدي لظاهرة خلع الحجاب في المجتمع ودعم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
شاب يحتج على فتاة غير ملتزمة بالحجاب يسكب على رأسها عبوة زبادي
وقد هدد إمام جمعة رفسنجان، أصغر عسكري، بإغلاق الأماكن السياحية التاريخية أمام المواطنين، وقال: “ليس من المقبول دخول غير المحجبات لهذه الأماكن، إذا لم يبادر المسؤولون فسنغلق نحن هذه هذه الأماكن”، حسب تقرير موقع صراط نيوز الإيراني.
تصريحات رسمية
بعد تصاعد انتقادات التيار المحافظ في إيران ضد انتشار ظاهرة خلع الحجاب، وما رآه البعض “مماطلة” السلطات في التصدي لها، علّقت وزارة الداخلية الإيرانية على هذه الانتقادات بنفي “أي تراجع أو استسهال في تطبيق الثوابت والأحكام الدينية والقيم التقليدية”.
وأكدت أن الحجاب ضرورة شرعية لا جدال فيها، وسيكون دومًا أحد المبادئ العملية لجمهورية إيران الإسلامية، وذلك حسب ما نقلت صحيفة وفاق الإيرانية، أمس الجمعة 31 مارس.
عوة للنقاش
وحسب وكالة فارس، فقد هدد رئيس السلطة القضائية، غلام حسين محسني إيجائي، بملاحقة من يظهرن في الأماكن العامة غير محجبات «دون رأفة». وقال إيجائي إن «عدم ارتداء الحجاب يصل إلى حد العداء لقيمنا».
وأضاف أن رجال إنفاذ القانون «ملزمون بإحالة الجرائم الواضحة وأي نوع من الإخلال بالقانون الديني في الأماكن العامة إلى السلطات القضائية». وعلق الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم السبت على مسألة الحجاب، مؤكدًا أنه مسألة دينية واجبة.
وأكمل: إن “الحجاب يحمي الفرد والمجتمع، وإن واجب الحكومة الإسلامية هو تنفيذ أحكام الله وآياته، داعيًا المعارضين لمسألة وجوب الحجاب، إلى النقاش في المحافل العلمية حول هذا الأمر”.
النائب الإيراني: حسين جلالي
غرامة مشددة
كشف النائب في البرلمان، حسين جلالي، عن خطة لقانون يعاقب المخالفات للحجاب في إيران. وحسب تقرير موقع كسترش نيوز، 1 إبريل، فقد قال جلال إن السلطات ستفرض غرامة مالية تتراوح بين 5 آلاف ريال و30 مليار ريال (ما بين نحو 10 دولارات و6000 دولار) على النساء بسبب «سوء الحجاب».
وقال جلالي إن المجلس الأعلى للثورة الثقافية والمجلس الأعلى للأمن القومي صادقا على خطة جديدة لضبط الحجاب عبر فرض الغرامات، وذلك بعد عقد 300 اجتماع.
العرض على المرشد
أشار جلالي إلى أن موضوع الغرامات عرض على مكتب المرشد الإيراني والجهاز القضائي، على أن تقدمه الحكومة بقانون خلال أسبوعين لكي يصادق عليه البرلمان ويدخل حيز التنفيذ، وفق ما نقل موقع «عصر إيران» الإخباري.
ووصف النائب الخطة بـ«الذكية للغاية»، قائلًا إنها لا تحتاج إلى تدخل جسدي. وأشار إلى غرامات أخرى، منها إبطال رخصة قيادة السيارة، وإبطال جواز السفر بين المشاهير وأصحاب المنصات التي تحظى بمتابعة جماهيرية على شبكات التواصل، فضلًا عن منعهن من استخدام الإنترنت.
خشية من عودة الاحتجاجات
حسب تقرير صحيفة الشرق الأوسط، 27 مارس، قال القيادي السابق في «الحرس الثوري» الجنرال محسن رفيق دوست، في مقابلة مسجلة مع وكالة «إيسنا» الحكومية، إن «العدو الأجنبي وسوء الإدارة» من الأسباب الرئيسة في اندلاع الاحتجاجات التي هزت البلاد على مدى 6 أشهر.
وأشار إلى أن غالبية الموقوفين في الاحتجاجات من «الطبقة المترفة» في المجتمع، دون أن يشير إلى عدد المعتقلين. وقال: «مثلما اطلعنا على المعتقلين في أعمال الشغب وكما رأينا منشأهم، كانت الطبقات الضعيفة (الفقيرة) في المجتمع هي الأقل حضورًا، فأغلبهم كانوا من المترفين أو شبه المترفين في المجتمع.
وشدد على أن من تزعموا الاحتجاجات، «كانوا مشتتين إلى حد كبير، ولم يكن لديهم رؤوس (قادة)، ومن حاولوا طرحهم قادةً كانوا سيئي السمعة، وفاسدين».
شعارات تدعم ثقافة الحجاب وسط المحتفلين بالنوروز
منع غير المحجبات من دخول الأماكن السياحية
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1476159