الجوع في كل مكان.. كيف استقبل أهالي غزة شهر رمضان؟

إسراء عبدالمطلب

تحذيرات دولية وأممية من شبح مجاعة يخيم على آلاف الغزيين المحاصرين بنحو خانق منذ تفجر الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.


يستقبل أهالي غزة شهر رمضان، في ظروف استثنائية في ظل الحرب المستمرة على القطاع منذ ما يزيد على خمسة أشهر.

وتشتد ظروف أهالي القطاع تعقيدًا مع نزوح 1.7 مليون شخص وفق أرقام وكالة الأونروا، يشكّلون 75% من مجمل السكّان، البالغ عددهم 2.3 مليون، ويعيشون جميعًا في ظروفٍ “مروّعة”.

حرب غزة وضائقة اقتصادية... رمضان يأتي حزيناً هذا العام

5 أشهر من الصيام

حسب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، جيمي ماكجولدريك، فإن الجوع وصل إلى مستويات كارثية خاصة في شمال غزة. وخلال شهر فبراير الماضي، دخلت إلى مناطق شمال غزة ست بعثات إنسانية فقط تابعة للأمم المتحدة من أصل 24 بعثة كانت مقررة لإيصال المعونات لمناطق في شمال وادي غزة، وفق التقرير الشهري الصادر عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مما يجعل أزمة التغذية تتفاقم،

وحتى السادس من الشهر الجاري وصلت حصيلة المتوفّين نتيجة سوء التغذية والجفاف في شمال غزة إلى 20 شخصاً، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وبالرغم من أن مناطق جنوب قطاع غزة تشهد دخولاً أكبر للبعثات الإنسانية من الأمم المتحدة، إلا أن ذلك لم يمنع النقص الشديد من الأغذية بسبب أعداد النازحين والظروف الإنسانية التي يعيشون بها وفق الأمم المتحدة.

رمضان فى ظروف قاسية

كتب المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، في منشور على منصة إكس أنه يتعين “وقف إطلاق النار في رمضان لأولئك الذين يعانون أكثر من غيرهم” في إشارة إلى هل غزة. ويأتي رمضان بالنسبة على سكان غزة “مع انتشار الجوع الشديد واستمرار النزوح والخوف والقلق وسط تهديدات بعملية عسكرية على رفح”.

وألقت صحيفة “الجارديان” البريطانية الضوء على الجانب المؤلم من الحرب والوضع فى قطاع غزة المحاصر فى أول أيام شهر رمضان الفضيل، قائلة إنه “بعد سبعين يومًا من إجبار سكان غزة على مغادرة منزلهم فى مدينة خان يونس جنوب القطاع، يستعدون لقضاء رمضان فى ظروف قاسية وسط الموت والخوف من هجمات جديدة من الاحتلال الإسرائيلي ونقص الغذاء والدواء وأى مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية”.

الجوع في كل مكان

أما في الضفة الغربية، التي شهدت أعمال عنف غير مسبوقة على مدى أكثر من عامين وتصاعدًا آخر منذ تفجر الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، فلا تزال المخاطر مرتفعة جداً أيضاً. حيث تستعد مدن مضطربة مثل جنين وطولكرم ونابلس لمزيد من الاشتباكات، وسط استنفار إسرائيلي.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شددت مجدداً الأحد 10 مارس 2024، على أن الجوع في كل مكان بالقطاع الفلسطيني المحاصر، لافتة إلى أن الوضع في شمال غزة مأساوي، حيث تمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة.

ويشار إلى أن ما يقارب الـ 300 ألف فلسطيني في شمال القطاع محرومون منذ نحو شهر من دخول شاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، وسط تحذيرات دولية وأممية من شبح مجاعة يخيم على آلاف الغزيين المحاصرين بشكل خانق منذ تفجر الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

ربما يعجبك أيضا