بسبب الانتقادات.. أمريكا تحث إسرائيل على تغيير تكتيكاتها في غزة

الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتعديل خططها للمرحلة التالية من الحرب

آية سيد
آثار الدمار في غزة

تسعى الإدارة الأمريكية لدحض الانتقادات بأنها منحت القوات الإسرائيلية تفويضًا مطلقًا لشن حربها ضد حماس.


تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل من أجل تعديل خططها للمرحلة التالية من حربها على غزة.

ووفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، الثلاثاء 28 نوفمبر 2023، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لحماية المدنيين بطريقة أفضل، ودحض الانتقادات بأن البيت الأبيض منح القوات الإسرائيلية تفويضًا مطلقًا لشن حربها ضد حماس.

تحوّل في الموقف

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مسعى الولايات المتحدة لجعل إسرائيل تخوض حربًا أكثر استهدافًا يدل على ابتعاد عن الدعم المطلق الذي قدمه بايدن في البداية لحملة الإطاحة بحماس.

ويُعد الأمر كذلك محط تركيز المشاورات المكثفة بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن كيفية التعامل مع الصراع، الذي تعمل واشنطن وحلفاؤها العرب لمنعه من التوسع خارج حدود غزة.

حماية المدنيين

بينما لا تزال تدعم هدف إسرائيل بالقضاء على حماس، تأمل الولايات المتحدة الحد من إراقة الدماء، في الوقت الذي تجاوز عدد الضحايا المدنيين 15 ألف فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وهو الأمر الذي أزعج بعض المشرعين الديمقراطيين وجزء من القاعدة السياسية لبايدن.

إنفوجراف| إسرائيل تستهدف النساء والأطفال في غزة

إنفوجراف| إسرائيل تستهدف النساء والأطفال في غزة

وحسب ما نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين، تحث إدارة بايدن الإسرائيليين على تنفيذ ضربات جوية بذخيرة دقيقة التوجيه عند استئناف القتال، مع ضمان عدم استهداف البنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات وشبكات الكهرباء والصرف الصحي.

ويأتي هذا في الوقت الذي أعربت إسرائيل عن نيتها استئناف القتال بعد انتهاء الهدنة يوم غد الخميس. وقال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني جانتس: “نحن نستعد للمراحل التالية من الحرب، ولتوسيع المناورة في قطاع غزة ككل”.

رفض الخطة الإسرائيلية

أفاد مسؤول رفيع المستوى للصحيفة الأمريكية أن إدارة بايدن رفضت خطة إسرائيل لنقل المزيد من سكان غزة المدنيين إلى “منطقة آمنة” ضيقة في منطقة المواصي القريبة من الساحل.

وقال المسؤول، أول أمس الاثنين، إن نزوح بالحجم الذي حدث في الشمال لا يمكن تكراره في الجنوب، موضحًا أن هذا “سيكون مدمرًا بشدة، وسيفوق قدرة أي شبكة دعم إنساني، مهما كانت معززة”.

ومن جهتهم، حذر مسؤولو الأمم المتحدة أن المنطقة صغيرة وقاحلة لدرجة لا تسمح لها باستيعاب آلاف المدنيين الذي هُجرّوا من منازلهم. ووفق الأمم المتحدة، تسبب الصراع في نزوح 1.7 مليون شخص، من أصل مليوني مواطن في غزة.

استمرار الضغط

تواصل إدارة بايدن الضغط على الإسرائيليين من أجل عدم تهجير المزيد من الفلسطينيين. وفي هذا الشأن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي: “نحن لا ندعم العمليات الجنوبية حتى يُظهر الإسرائيليون أنهم أخذوا في الاعتبار جميع مواطني غزة النازحين داخليًا”.

وأضاف كيربي أن الولايات المتحدة لا تدعم “أي إعادة توطين دائمة” خارج غزة أو أي تهجير كبير لمواطنيها، وفق ما نقلت الصحيفة الأمريكية.

اقتراح بديل

حسب وول ستريت جورنال، تطلب الولايات المتحدة من إسرائيل تحديد مناطق بالقرب من منشآت الأمم المتحدة، أو البنية التحتية المحمية الأخرى، كملاذات للمدنيين تسعى القوات الإسرائيلية لتجنبها.

بسبب الانتقادات.. أمريكا تحث إسرائيل على تغيير تكتيكاتها في غزة

آثار الدمار في غزة

وتحث الولايات المتحدة كذلك على استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في غزة حتى بعد استئناف العمليات العسكرية. وأضاف مسؤول أمريكي آخر أن المسؤولين الأمريكيين سعوا لإقناع الإسرائيليين بتنفيذ العملية العسكرية على مراحل، ما قد يسهل إطلاق سراح الأسرى.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إسرائيل استخدمت هذا النهج في الأسابيع الأخيرة، ما اعتبره المسؤولون الأمريكيون مثالًا على أن الجيش الإسرائيلي استجاب للنصيحة الأمريكية.

هل تستجيب إسرائيل؟

من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل بنهاية الأسبوع الحالي، حيث من المتوقع أن ينقل رسالة إدارة بايدن.

ولفتت وول ستريت جورنال إلى أن المسؤولين الإسرائيليين أخبروا نظرائهم الأمريكيين أنهم يتوقعون أن تسير المرحلة التالية من صراع غزة بطريقة مختلفة عن الأسابيع الأولى من الحرب.

لكن ليس من الواضح إلى أي مدى ستطبق إسرائيل اقتراحات إدارة بايدن، في الوقت الذي أصبح المسؤولين الأمريكيين يفصحون عن توقعاتهم بنحو علني.

ربما يعجبك أيضا