بعد الهجوم الدامي.. لماذا فشلت الدفاعات الأمريكية في التصدي للمسيّرة؟

لماذا فشلت الدفاعات الأمريكية في التصدي للمسيّرة؟

محمد النحاس

الولايات المتحدة تدرس توجيه ضربات ضد للجماعات المسلحة في العراق وسوريا، وكذلك داخل إيران، لكن الخيار الأخير أقل احتمالاً.


أثارت حادثة استهداف موقع للقوات الأمريكية، قرب الحدود الأردنية السورية، تساؤلات عن سبب عدم تصدي الدفاعات الجوية الأمريكية للمسيرة المهاجمة.

وجاء التفسير على لسان مسؤولون أمريكيون، تحدثت إليهم صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، ولم تكشف عن هوياتهم، وأفادت المصادر بأن مسيرة أمريكية كانت بصدد العودة لقاعدتها في الوقت الذي هاجمت فيه المسيرة المعادية ما أربك الدفاعات الجويّة.

التباس حول هوية المسيرة

خلص مسؤولون أمريكيون نقلت عنهم وول ستريت جورنال، أن الفشل في التصدي للهجوم، الذي أوقع 3 قتلى وأكثر من 34 مصابًا، يرجع إلى الالتباس بشأن ما إذا كانت المسيّرة “صديقة أم تابعة للعدو”.

ورجح مسؤولون أمريكيون أن المسيرة المهاجمة جرى إطلاقها من العراق من مجموعة مسلحة تدعمها إيران، وحددوا موقع الهجوم بأنه البرج 22 الواقع أقصى الشمال الشرقي عند التقاء حدود الأردن مع سوريا والعراق، وكانت الأردن قد نفت أن يكون الهجوم قد وقع داخل أراضيها.

ورغم حديث واشنطن عن ارتباط الجماعة المسلحة المهاجمة بطهران، فقد أفاد مسؤول دفاعي أمريكي نقلت عنه وول ستريت جورنال، قوله إن الولايات المتحدة لم تجد بعد أدلة على أن إيران ضالعة في الهجوم، وفقًا للتقرير المنشور اليوم الاثنين 29 يناير 2024.

إيران تعلّق

إيران من جانبها، نفت صلتها بالهجوم، وقالت إن “هذه الاتهامات غرضها سياسي وتهدف إلى قلب الحقائق بالمنطقة”، وقالت الخارجية الإيرانية إن اتهام طهران بالوقوف وراء الهجوم “باطل”، مشددة على أن “الاتهامات لا أساس لها”.

ولفتت أيضًا إلى أن ما أسمتها “قوات المقاومة في المنطقة لا تتلقى الأوامر منا وتتخذ قراراتها للدفاع عن الشعب الفلسطيني بشكل مستقل”، وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية “ناصر كنعاني” أن أي مزاعم عن تورط طهران تهدف إلى إعادة الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط.

معضلة “الرد” الأمريكي

في المقابل، قال مسؤولون، تحدثوا للصحيفة الأمريكية، إن الولايات المتحدة تدرس توجيه ضربات للميليشيات في العراق وسوريا، وكذلك داخل إيران، لكنهم رجحوا أن الخيار الأخير أقل احتمالاً.

وأمام واشنطن معضلة فعليّة، حيث تشعر الإدارة الحالية وهي على مشارف الانتخابات بضرورة الرد لتهدئة الشارع الأمريكي من جهة، ولإسكات الاستغلال السياسي للهجوم من قبل الجمهوريين، في نفس الوقت، تخشى الانخراط في مغامرة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط.

وقال مسؤولون سابقون إن الإدارة الأمريكية قد تختار من بين مجموعة متنوعة من الخيارات غير ضرب الأراضي الإيرانية، مثل مهاجمة أفراد فيلق القدس شبه العسكري الإيراني في سوريا والعراق واليمن، أو ضرب السفن الإيرانية في البحر، أو شن هجوم كبير على الميليشيا المدعومة من إيران المسؤولة عن الهجوم.

من المسؤول عن الهجوم؟

نقلت وسائل إعلامية إقليمية عن مصدر في جماعة مسلحة تدعى “المقاومة الإسلامية بالعراق”، وهي مظلة للجماعات الموالية لإيران، قولها إن الهجوم جاء انطلاقًا من الأراضي السورية، في حين قال مسؤول آخر إنّ المجموعة تتبنى الهجوم، محذرًا من “مزيدٍ من التصعيد حال استمرار واشنطن في دعمها لإسرائيل”.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، يوم الاثنين، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن الولايات المتحدة لا تزال تعمل على تحديد المسؤول على وجه التحديد عن الهجوم، لكنه يعتقد أن الجناة مدعومون من كتائب حزب الله، وهي إحدى الجماعات الرئيسية المتحالفة مع إيران في العراق.

والتقى الرئيس بايدن صباح الاثنين بأعضاء فريقه للأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لمناقشة آخر التطورات بشأن الهجوم. وكان من بين المشاركين مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن.

ربما يعجبك أيضا