المهمة انتهت.. هل على القوات الأمريكية مغادرة سوريا والعراق؟

أهداف سهلة للمليشيات.. لماذا على القوات الأمريكية مغادرة سوريا والعراق؟

محمد النحاس

يرى كلارك، أن الوجود العسكري البري للولايات المتحدة، لا يقود إلى تعريض القوات للخطر فحسب، بل أيضًا، بل يهدد المهمة "غير المعلنة" لواشنطن في المنطقة


منذ اندلاع حرب إسرائيل على قطاع غزة، باتت المنطقة برمتها على صفيح ساخن من لبنان شمالًا وحتى اليمن جنوبًا، وصارت القوات الأمريكية في مرمى النيران.

وحسب ما أورد تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية، فإنه وفي ظل التهديد الذي يلوح في الأفق في ما يتعلق بتمدد الصراع، لا يزال ما يقرب من 3400 جندي أمريكي في سوريا والعراق، بأهداف “غير واضحة”، كما أنها مكلفة من الناحية العملية، وسهلة الاستهداف.

أهداف سهلة

ذكر مقال نشرته “ناشونال إنترست”، في 27 يناير 2024، أن القوات الأمريكية في سوريا والعراق باتت أهدافًا سهلة للميليشيات في المنطقة. كما أنها تعرضت منذ 7 أكتوبر لـ150 هجمة، لذلك فقد “حان وقت إعادتهم لأرض الوطن”.

بالمجمل كان الهدف الأساسي من عمليات انتشار القوات الأمريكية هي القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما تمّ بالفعل في عام 2019، مع تبقي جيوب محدودة للتنظيم من الأفضل محاربتها من خلال قوات محلية، مثل الجيش والشرطة في العراق، أو المقاتلين الأكراد في سوريا، وفقًا لكاتب المقال، روبرت كلارك، المعني بالشؤون الأمنية والدولية.

وحال حدوث أي محاولة من التنظيم ليعود مرةً أخرى، فمع وجود حاملة طائرات في البحر المتوسط، وقوة بحرية ضخمة في البحر الأحمر، سيكون بالإمكان وأد أي تحرك محتمل في جميع أرجاء المنطقة.

هل التواجد الأمريكي في العراق ضروري؟

في العراق، يرى كلارك، أن الوجود العسكري البري للولايات المتحدة، لا يقود إلى تعريض القوات للخطر فحسب، بل أيضًا، بل يهدد المهمة “غير المعلنة” لواشنطن في المنطقة، المتمثل في “إضعاف النفوذ الإيراني”.

وصوت البرلمان العراقي عدة مرات داعمًا انسحاب القوات الأمريكية، ودعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى “خروج سريع” للقوات الأمريكية عن طريق التفاوض في وقت سابق من هذا الشهر، ويشدد المقال على أنه سيكون سؤالًا مشروعًا، إذا ما تساءل الأمريكيون عما يفعله جيشهم في العراق بعد 20 عامًا.

ماذا عن سوريا؟

في سوريا يرى مقال مجلة “ناشونال إنترست”، أن الوضع أكثر تعقيدًا ولا تزال القوات التركية والكردية تجمعهما علاقات متوترة، وتظل احتمالية اندلاع صراع مستقبلي بينهما مُحتملة.

وفي حين أنه من المهم بالنسبة للولايات المتحدة من الناحية الأمنية معالجة هذه النزاعات، إلا أنها ديناميكياتها المعقدة لا يمكن أن تحل عبر القوات الأمريكية البالغ عددها نحو 900 جندي في المنطقة، ويشير المقال في هذا الصدد إلى أن الوضع الأمثل يتطلب انسحاب هذه القوات (الأمريكية)، وإبرام ترتيب أمني بين الأكراد والحكومة السورية.

مغامرة أمريكية فوضوية ومدمرة

يصف كاتب المقال التواجد الأمريكي في العراق وسوريا، بـ”آخر بقايا المغامرة الأمريكية، الفوضوية، والمدمرة، في الشرق الأوسط” والتي استمرت عقدين من الزمان، مشددًا على أنه كان من المفترض أن تضع هذه الصراعات “المكلفة” أوزارها منذ فترة كبيرة.

ويرى كاتب المقال، روبرت كلارك، أن إبقاء القوات الأمريكية على الأرض لا يؤدي إلا لتقديم أهداف جذّابة لخصوم الولايات المتحدة المحليين، الذين يريدون إيصال رسالة مفادها أنهم “لا يحبون الوجود الأمريكي، ولا انخراط واشنطن في دعم إسرائيل”.

وختامًا، يشدد المقال على أنه قد آن أوان أن يفي الرئيس بايدن بتعهده خلال حملته الانتخابية بـ”إنهاء الحروب الأبدية” وإعادة القوات الأمريكية لأرض الوطن.

ربما يعجبك أيضا