واشنطن بوست: دفاعات «البرج 22» لم ترصد المُسيّرة المتسببة بقتل الجنود الأمريكيين

واشنطن بوست: القوات الأمريكية لم ترصد اقتراب المُسيّرة الإيرانية من قاعدة «البرج 22»

آية سيد
بعد هجوم المسيّرة.. 3 خيارات أمام الولايات المتحدة لمعاقبة إيران

النتائج الأولية لتقييم الجيش الأمريكي تثير تساؤلات جديدة بشأن قدرة البنتاجون على مواكبة التهديدات التي تواجه الجنود الأمريكيين المنتشرين في الشرق الأوسط منذ أن تسارع العنف بسبب حرب غزة.


أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن القوات الأمريكية لم ترصد اقتراب المسيّرة إيرانية الصنع من قاعدة “البرج 22” الأسبوع الماضي.

وحسب ما نقلت الصحيفة عن تقييم مبدئي للجيش الأمريكي، لم يكن الموقع يمتلك منظومة دفاع جوي قادرة على إسقاط المسيّرة، التي تسببت بمقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة العشرات في 28 يناير الماضي.

النتائج الأولية

وفق ما أوردت الصحيفة، أمس الثلاثاء 6 فبراير 2024، نقلًا عن مسؤول دفاعي أمريكي على علم بالتقييم، تشير النتائج الأولية إلى احتمالية عدم رصد المسيّرة بسبب “مسار تحليقها المنخفض”.

واشنطن بوست: دفاعات «البرج 22» لم ترصد المسيّرة التي قتلت الجنود الأمريكيين

صورة بالقمر الاصطناعي تُظهر الضرر الذي سببه الهجوم على قاعدة البرج 22

وأضاف المسؤول أن القاعدة لم تكن مجهزة بالأسلحة التي يمكنها “تحييد” التهديدات الجوية، مثل المسيّرات، واعتمدت على منظومات الحرب الإلكترونية المصممة لتعطيلها أو تشويش مسارها تجاه الهدف. فيما أكد مسؤول أمريكي آخر اعتقاد الجيش أن المسيّرة حلقت على ارتفاع منخفض للدرجة التي لا تسمح برصدها.

وأشار المسؤولان الدفاعيان، اللذان تحدثا للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتيهما، إلى أن التقييمات قد يتغير مع وصول المحققين إلى المزيد من المعلومات.

تساؤلات جديدة

هذه النتائج الأولية تقوّض التأكيدات السابقة بأن الدفاعات الجوية الأمريكية أخطأت تحديد هوية المسيّرة المعادية على أنها مسيّرة أمريكية كانت في طريق عودتها إلى القاعدة في نفس التوقيت.

وكذلك تثير هذه النتائج تساؤلات جديدة بشأن قدرة البنتاجون على مواكبة التهديدات التي تواجه الجنود الأمريكيين المنتشرين في الشرق الأوسط منذ أن تسارع العنف بسبب حرب غزة.

ومن جهتها، رفضت القيادة الوسطى الأمريكية، التي تشرف على النشاط العسكري في المنطقة، قول ما إذا كان المسؤولون يعتقدون أن مرتكبي الهجوم كانوا على علم بالدفاعات المحدودة للقاعدة، حسب ما أفادت واشنطن بوست.

غياب الاستعداد

رغم أن “البرج 22” كانت مجهزة بـ”عدة” منظومات حرب إلكترونية قادرة على تعطيل المسيّرات، فإنها امتلكت وسائل محدودة لحماية نفسها. وقال المسؤول الدفاعي إن القاعدة اعتُبرت بيئة منخفضة التهديد نسبيًا “بناءً على الغالبية العظمى من التهديدات و99% من الهجمات ضد المنشآت في العراق وسوريا”.

هجوم تي 22. أول حادثة لمقتل عسكريين أمريكيين منذ الحرب على غزة

الهجوم على البرج 22

وأضاف المسؤول، في تصريحاته لواشنطن بوست، أن الوضع الدفاعي للقاعدة تغير في أعقاب الهجوم، دون توضيح المزيد من التفاصيل. وقال: “نحن لا ننتظر اكتمال التحقيق لتطبيق التغييرات التي تعملناها من الدروس المستفادة من الهجوم المأساوي على البرج 22”.

تحسين الدفاعات

وبينما ينشر الجيش الأمريكي منظومات، مثل باتريوت ومضادات الصواريخ والمدفعية والهاون، للدفاع عن المواقع الأمريكية، أصبح مخزون تلك الأسلحة محدودًا وتعين على المسؤولين تحديد أولويات نشرها بناءً على التهديد المتصور الذي يواجه مواقع محددة. وفي الوقت نفسه، سارع البنتاجون في السنوات الأخيرة لتطوير وسائل جديدة لحماية المنشآت من هجمات المسيّرات الآخذة في التطور.

وقال المسؤول الثاني إن الدرس المباشر المستفاد من هجوم الأسبوع الماضي هو الحاجة إلى منظومات أفضل لرصد المسيّرات، التي يمكنها منح الجنود الأمريكيين المزيد من الوقت لتحديد هذه التهديدات وتدميرها قبل أن تعرّض حياة الجنود للخطر.

ووفق واشنطن بوست، يشير الخبراء إلى وجود حلول أخرى، تُعرف بالدفاعات السلبية، التي يمكن استخدامها للتعتيم أو التحصن من الهجمات الجوية، لافتين إلى أن استراتيجيات الدفاع الجوي المثالية تدمج مزيجًا من المنظومات، وأجهزة الاستشعار، والحلول السلبية.

ربما يعجبك أيضا