تأتي العقوبات الأمريكية على قطاع البتروكيماويات الإيراني في إطار تشديد الحصار على نوافذ طهران للحصول على النقد الأجنبي.
تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية بالعقوبات التي وقعتها على إيران، نافذة البتروكيماويات التي تساعد طهران على تجاوز أزمة نقص النقد الأجنبي لديها.
يأتي ذلك، بعدما نجحت طهران في رفع حجم عائداتها من مبيعات البتروكيماويات في الأسواق الخارجية، ما دفعها للاهتمام بتطوير هذا القطاع والسعي لجذب استثمارات إقليمية تساعدها على تجاوز آثار العقوبات الغربية المفروضة على اقتصادها المحلي.
قفزة في المبيعات
أعلن مدير التخطيط والتطوير في الشركة الوطنية للبتروكيماويات “إن بي سي”، حسن عباس زادة، أن صادرات البتروكيماويات الإيرانية حققت قفزة كبيرة في الإيرادات، خلال الأشهر 11 الماضية من العام المالي الإيراني (بدأ في 21 مارس 2022). وحسب وكالة شانا الإيرانية، 28 فبراير، أعلن زادة أن إيرادات مبيعات البتروكيماويات ستبلغ 18 مليار دولار بنهاية العام الإيراني.
وكشف زادة أن إجمالي إيرادات صادرات البتروكيماويات الإيرانية، خلال العام الماضي، بلغ 15 مليار دولار، منها 12.7 مليار دولار دخلت نظام “نيما”، وعادت إلى الدورة الاقتصادية للدولة. ويعد نظام “نيما” الاقتصادي في إيران عبارة عن نظام عملة بالإنترنت أطلقه البنك المركزي في طهران في إبريل 2018، يتيح للمصدّرين الإيرانيين بيع العملات الأجنبية، ما يساهم في توفير النقد الأجنبي للواردات من الخارج.
صادرات البتروكيماويات الإيرانية
حسب تقرير منصة طاقة في 28 فبراير، تستحوذ صادرات البتروكيماويات الإيرانية على 25% من السوق في المنطقة، وتشكّل 2.5% من السوق العالمية للبتروكيماويات.
ويتزايد الطلب العالمي على صادرات البتروكيماويات الإيرانية، مع ارتفاع الإقبال على منتجات البوليمر، التي تستَعمَل في صناعات متعددة، وتتجه كثير من دول العالم لاستعمال التقنيات الحديثة، في تحويل المنتجات البتروكيماوية إلى قيمة مضافة.
تصدير البنزين
أعلن مساعد الشؤون التنسيقية لقائد مقر “خاتم الأنبياء” المركزي، العميد أسد الله حاجي زماني، الثلاثاء 7 مارس، أن إيران تستعد لدخول سوق مصدّري البنزين، من خلال إنشاء مصفاة “مهر الخليج” الجديدة، التي من شأنها أن ترفع الإنتاج المحلي، وتسهم في زيادة الكميات المزمع تصديرها.
وحسب تقرير صحيفة دنياي اقتصاد، أوضح زماني أن إيران تحتاج إلى 100 مليون لتر من البنزين يوميًّا للاستهلاك الداخلي، وهذه الكميات يُنتَج 45% منها في مصفاة “نجمة الخليج”.
وتبرز المصفاة الجديدة بصفتها حلًا مهمًا لأزمة الوقود في إيران، لا سيما أن الطلب يرتفع خلال الأسابيع الأخيرة على البنزين إلى مستويات قياسية، في ظل أزمة كبيرة تضرب البلاد، مع عدم تحقيق الاكتفاء الذي يسدّ الاحتياجات الداخلية.
جذب استثمارات إقليمية
تسعى طهران لجذب الاستثمارات الإقليمية في قطاع البتروكيماويات، والتقى نائب الرئيس الإيراني، محمد مخبر، وزير الطاقة العماني، سالم بن العوفي، خلال زيارة أجراها إلى طهران، الأحد 5 مارس. وحسب تقرير صحيفة طهران تايمز، وقعت إيران وسلطنة عُمان مذكرة تفاهم بشأن التعاون في تطوير حقول النفط والغاز، والاستثمار في قطاعي البتروكيماويات وتكرير البترول، وتصدير المنتجات النفطية والبتروكيماويات.
وقال وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، إن توقيع مذكرة التفاهم بين الشركات النفطية الوطنية للبلدين يأتي إثر المفاوضات السابقة بين الجانبين، مشيرًا إلى إجراء عدة مراحل من المفاوضات مع الجانب العماني على مدى عام ونصف العام الماضيين.
وأوضح أنه عندما تصبح المفاوضات أكثر جدية ، سيتم الإبلاغ بالمزيد من التفاصيل حول التعاون في مجال النفط والغاز مع سلطنة عُمان.
استهداف البتروكيماويات بالعقوبات
تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية بالعقوبات قطاع البتروكيماويات الذي يساعد إيران على توفير احتياجاتها من النقد الأجنبي، فقد أدرجت أسماء 9 شركات إيرانية وسنغافورية وماليزية منخرطة في بيع المنتجات البتروكيماوية الرائدة في طهران. وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس 9 فبراير 2023، فرض عقوبات على 6 شركات مصنعة للبتروكيماويات مقرها إيران.
كما وسعت من العقوبات بعدها، وأعلنت وزارة الخزانة أنها ضمت إلى قائمة عقوباتها عددًا من شركات البتروكيماويات الإيرانية، بالإضافة إلى 20 سفينة شحن وبتروكيماويات. وتتزامن العقوبات على إيران مع تعثر الجهود الدبلوماسية في إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015. خاصة أن واشنطن تضيق الحصار الاقتصادي والمالي على إيران بما يدفعها للاستجابة للمطالب الأمريكية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1452190