بقيادة فرنسا.. هل يرسل الغرب قوات إلى أوكرانيا؟

فرنسا ودول البلطيق.. تحالف محتمل لإرسال قوات إلى أوكرانيا

محمد النحاس

تكمن أهمية هذا الاجتماع في توقيته، حيث تعاني القوات الأوكرانية من نقصٍ حاد في الذخائر، تلاه بطبيعة الحال، تقدّم للقوات الروسية التي اكتسبت عملياتها زخمًا خلال الفترة القليلة الماضية


تعمل فرنسا على بناء تحالف من الدول المنفتحة على احتمال إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، في حين عمق ذلك الخلاف مع ألمانيا، الحذرة.

وكان وزير الخارجية الفرنسي “ستيفان سيجورني” في ليتوانيا يوم الجمعة 8 مارس 2024، حيث التقى بنظرائه من دول البلطيق وأوكرانيا للحديث عن إمكانية مساعدة قوات أجنبية أوكرانية، في مجال مثل إزالة الألغام التي خلفتها الحرب، وفق ما ذكرت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، وفي حين قد يبدو الأمر تؤازرًا غربيًا جديد لمواجهة روسيا، فإنه لن يخلو من خلافات قد تشق صفوف الحلفاء. 

تحدٍ لروسيا

قال وزير الخارجية الفرنسي، في اجتماع ترأسه وزير الخارجية الليتواني جابريليوس لاندسبيرجيس، وحضره نظيره الأوكراني دميترو كوليبا: “ليس من حق روسيا أن تخبرنا كيف ينبغي لنا أن نساعد أوكرانيا في الأشهر أو السنوات المقبلة”. 

ووفق ما نقلت عنه بوليتيكو فقد أضاف الوزير الفرنسي: “ليس من حق روسيا أن تنظم تحركاتنا أو أن تضع خطوطا حمراء، لذلك سنكون نحن من يقرر ذلك”.

ومرارًا وتكرارًا، أشار سيجورني  إلى عمليات محتملة لإزالة الألغام موضحًا أن ذلك قد يعني “وجود بعض الأفراد لكن ليس من أجل القتال”.

لا شيء مُستبعد

تكمن أهمية هذا الاجتماع في توقيته، حيث تعاني القوات الأوكرانية من نقصٍ حاد في الذخائر، تلاه بطبيعة الحال، تقدّم للقوات الروسية التي اكتسبت عملياتها زخمًا خلال الفترة القليلة الماضية، وسط قلق أوروبي بادٍ، وفي ظل تعقيدات السياسة الأمريكية العالقة بين خلافات الجمهوريين والديمقراطيين ما عرقل صفقة مساعدات سخيّة. 

وقال الوزير الفرنسي “أوكرانيا لم تطلب منا إرسال قوات بل طلبت ذخيرة في الوقت الحالي”، غير أنه استدرك موضحًا “لا نستبعد أي شيء خلال الأشهر المقبلة”، في موقف دفع وزراء دول البلطيق للإشادة بـفرنسا “لتفكيرها خارج الصندوق”.  

خلاف ألماني فرنسي

الشهر الماضي، أثار ماكرون احتمالية إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، وجاء ذلك بعد عشرة أيام على استقبال فلاديمير زيلينسكي في الاليزيه واقتراحه حينها ارسال عناصر دعم إلى الساحة الأوكرانية من دون توضيح فكرته وسرعان ما قالت العديد من الدول الأوروبية بما في ذلك ألمانيا وجمهورية التشيك والمجر، إنها ليس لديها مثل تلك الخطط. 

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز: “لن ترسل الدول الأوروبية ولا دول حلف شمال الأطلسي قوات برية إلى أوكرانيا”. وفي حين وصفت صحف ألمانية موقف شولتز بأنه يعبر عن “الكبرياء الألماني”، اعتبرت وسائل إعلام أوروبية خلاف بين وجهة نظر برلين وباريس بداية “حقبة جليدية في العلاقات الفرنسية – الألمانية”.

موقف دول البطليق

مع ذلك، فإن دول البلطيق الثلاث تُبدي انفتاحًا على الطرح الفرنسي الجريء، وهي دول ترى أنها أكثر عرضة لهجوم روسي محتمل، حال نجحت موسكو في هزيمة أوكرانيا، وقد تغير موقف بولندا أيضًا مؤخرًا. 

وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، الجمعة: “إن وجود قوات الناتو في أوكرانيا ليس أمراً مستبعداً”، مضيفاً أنه يقدر مبادرة ماكرون “لأنها مرتبطة بمخاوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وليس خوفنا من بوتين”. 

وعلى الرغم من أن ألمانيا هي أكبر مانح للمساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا، إلا أنها تعرضت لضغوط شديدة بسبب إحجامها عن إرسال صواريخ كروز طويلة المدى من طراز توروس إلى كييف خوفًا من استفزاز موسكو. 

ربما يعجبك أيضا