بنوك الخليج تقتدي بـ«الاحتياط» الأمريكي في حربه ضد التضخم

أعلن مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس إلى 5.25%، أعلى مستوى منذ 2007، وسط أزمات مصرفية واقتصادية.

واتبعت البنوك المركزية في دول الخليج خطوات السياسة النقدية الأمريكية، بتحديد موقفها من أسعار الفائدة، ورفعها 25 نقطة في كل من الإمارات والسعودية والبحرين، في حين أبقت قطر عليها دون تغيير.

الإمارات والسعودية ترفعان الفائدة

قرر مصرف الإمارات المركزي، اليوم الأربعاء 3 مايو 2023، رفع الفائدة على عمليات الإيداع والإقراض بقيمة 25 نقطة أساس، لتصل إلى 5.15%.

اقرأ أيضًا| الاضطراب المصرفي يضع البنك المركزي الأمريكي أمام اختبار صعب

ورفع البنك المركزي السعودي أسعار الفائدة على اتفاقية إعادة الشراء – الريبو، 25 نقطة أساس ليصل الى 5.75%، ورفع الفائدة لاتفاقية إعادة الشراء المعاكس – الريبو العكسي، 25 نقطة أساس، ليصل إلى 5.25%.

قطر والبحرين ترفعان 25 نقطة

أعلن مصرف قطر المركزي، اليوم، رفع سعر فائدة المصرف للإيداع (QCBDR) بمقدار 25 نقطة أساس، ليصبح 5.50 %.

وأضاف المصرف، في بيان له اليوم، أنه قرر رفع سعر فائدة الإقراض من المصرف (QCBLR) بمقدار 25 نقطة أساس، ليصبح 6.00 %، كما قرر رفع سعر إعادة الشراء (QCB Repo Rate) بمقدار 25 نقطة أساس، ليصبح 5.75 %.

وقال مصرف البحرين المركزي، في بيان، إنه رفع أسعار الفائدة الرئيسة بواقع 25 نقطة أساس، اليوم الأربعاء، ورفع سعر الفائدة على ودائع الأسبوع الواحد إلى 6%، وسعر فائدة الإيداع لليلة واحدة إلى 5.75%، وفائدة الإيداع لـ4 أسابيع إلى 6.75%، وفائدة الإقراض إلى 7%.

جيروم باول: الطريق لا يزال طويلاً أمام خفض التضخم

جدد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، تعهّده بمواصلة العمل على إعادة معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى المستهدف البالغ 2%، واستمرار التركيز على استقرار الأسعار.

في مؤتمره الصحفي الذي عقده عقب انتهاء اجتماع لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أكد باول أنه من دون استقرار الأسعار، لن نحقق سوق عمل قوية بشكل مستدام، مشيراً إلى أن الطريق لا يزال طويلاً أمام جهود خفض التضخم.

وقال باول إن اجتماع لجنة السياسة النقدية لم يتخذ قراراً بشأن التوقف مؤقتاً عن رفع أسعار الفائدة، و”لا يمكن القول إننا وصلنا إلى المستوى الكافي في رفع أسعار الفائدة”.

انهيار بنك فيرست ريبابليك

انهار بنك فيرست ريبابليك، في 1 مايو 2023، وهو ثاني أكبر مصرف أمريكي يسقط في التاريخ، بفعل سحب الودائع نتيجة تراكمات رفع أسعار الفائدة الأمريكية، بعد 3 بنوك أخرى في مارس، بقيادة سيليكون فالي.

وقالت إدارة الحماية المالية والابتكار في كاليفورنيا، أول أمس الاثنين، إنها قبلت عرضًا من بنك جيه بي مورجان تشيس، لشراء بنك فيرست ريبابليك، لضمان جميع الودائع، عقب فشل مساعي إنقاذ البنك المتعثر، بعد خسارته نحو 100 مليار دولار من الودائع في الربع الأول من العام وتراجع أسهمه بنحو 97% خلال تلك الفترة، وفق سكاي نيوز.

وقال مصرف جيه بي مورجان في إن الاستحواذ سيشمل 173 مليار دولار من القروض ونحو 30 مليار دولار من الأوراق المالية، بما في ذلك 92 مليار دولار من الودائع.

تعثر البنوك الأمريكية

ألقت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا، باللوم في تعثر البنوك الأمريكية على التراخي في تطبيق الأنظمة، ما سيتطلب قواعد تنظيمية جديدة في ظل قدرة المودعين على سحب أموالهم بسرعة فائقة إلكترونيًّا، وفق العربية في 1 مايو 2023.

وحسب ما ذكرته صحيفة فاينانشال تايمز، قال الرئيس التنفيذي لشركة PGIM التي تدير أصولا تتجاوز التريليون دولار، ديفيد هانت، إن الاقتصاد الأمريكي بدأ للتو يشعر بتداعيات ما يحدث في القطاع المصرفي، ما سيؤدي إلى تعديلات حقيقية في النظام ستكون مقيّدة.

مستقبل أسعار الفائدة

في ما يتعلق بمستقبل أسعار الفائدة، أوضح الخبير الاقتصادي العالمي، محمد العريان، في مقال مع بلومبرج، يوم 3 مايو 2023، أنه ينبغي على الاحتياط الفيدرالي أن يبقي الاحتمال مفتوحًا، حتى إن لم يقر باحتمال حدوث زيادات أخرى.

وذكر أنه يجب ألا يرضخ الفيدرالي لإثبات توقُّعات السوق بشأن خفضها في الأشهر القليلة المقبلة، وأن يشير أيضًا إلى أنَّ مقاربته لدورة الفائدة هذه ستتحول بنحو متزايد بعيداً عن النهج الحالي شديد الاعتماد على البيانات إلى نهج استراتيجي أكثر يدعمه النمو الاقتصادي المستدام المتوقَّع على المدى الطويل.

احتمال أخر رفع للفائدة الأمريكية

حسب تقرير نقلته، قناة العربية، في 3 مايو 2023، إن رغم تمسك مسؤولي الاحتياط الفيدرالي، لا سيما رئيسه، بالإشارة إلى أولوية خفض التضخم على أي شيء آخر، فمن المحتمل أن يؤدي الاضطراب الأخير في النظام المصرفي إلى إنهاء قريب لدورة رفع أسعار الفائدة الحالية.

بدوره، رأى كبير الاقتصاديين الأمريكيين في أكسفورد إيكونوميكس، رايان سويت، أن الاحتمالات تتزايد بأن الارتفاع الحالي لأسعار الفائدة  سيكون الأخير لدورة التضييق النقدي.