ترامب وأمن أوروبا.. مخاوف من تغيير السياسات الدفاعية الأمريكية

احتمالية عودة ترامب تلقي بظلالها على قمة الأمن الأوروبية

شروق صبري
المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

تلقي احتمالية عودة ترامب بظلالها على قمة الأمن الأوروبية، مما يدفع القادة الأوروبيين إلى مناقشة كيفية مواجهة التهديدات الروسية وتعزيز الوحدة والقوة العسكرية في ظل تغير الأولويات الأمريكية المحتملة.


ينتظر العالم الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، حيث تزداد احتمالية عودة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما يترتب عليه تأثيرات كبيرة على أمن أوروبا، والعلاقات عبر الأطلسي، والصراع في أوكرانيا.

هذا الموضوع كان محور نقاش قادة أوروبا في قمة الأمن الأخيرة حيث إن عودة الرئيس السابق إلى منصبه قد يعزز المخاوف الأوروبية من تقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا. هذا التحول قد يؤدي إلى دفع كييف للدخول في محادثات سلام مع روسيا، وربما تحويل الأولويات الدفاعية الأمريكية نحو آسيا لردع الصين، مما يترك أوروبا في مواجهة روسيا بمفردها.

أهداف القمة الأوروبية

ناقش القادة الأوروبيون كيفية توحيد صفوفهم وتعزيز قدراتهم العسكرية لمواجهة العدوان الروسي. قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: “التهديد من روسيا يمتد عبر أوروبا. العديد منا شهدوا هجمات على ديمقراطيتنا، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية 18 يوليو 2024.

استضاف ستارمر 45 قائدًا من الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة، في مبادرة قادها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب هجوم روسيا لأوكرانيا. وركزت القمة على قضايا مثل التصدي للهجرة وتعزيز المقاومة الديمقراطية ضد الهجمات الروسية الهجينة.

قلق أوروبي

لا يمكن تجاهل المخاوف الأوروبية بشأن عودة ترامب. حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أهمية دور القادة الأوروبيين في إقناع الشركاء العالميين بالشجاعة.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن القادة الأوروبيين سيتعاملون مع أي رئيس يختاره الشعب الأمريكي، بينما حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي من التسرع في استنتاجات حول تأثير فترة ولاية ثانية لترامب على أوكرانيا.

الاستراتيجيات الأوروبية

ظهرت في أوروبا استجابتان متعارضتان لعودة ترامب. اقترح رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن يغير الاتحاد الأوروبي استراتيجيته تجاه أوكرانيا والعمل مع ترامب لإنهاء الحرب. بينما يرى معظم القادة الأوروبيين أن هذا النهج سيضر بأوكرانيا ويترك أوروبا عرضة لطموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العسكرية.

دعا مؤيدو أوكرانيا إلى تكثيف جهود زيادة الإنفاق العسكري وتعزيز صناعة الدفاع الأوروبية. وأكد الناتو أن 23 من أعضاء الحلف يلتزمون الآن بهدف 2% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يضعف حجة ترامب بأن أوروبا تستفيد من دافعي الضرائب الأمريكيين.

التحديات أمام أوروبا

تشهد أوروبا تحديات في زيادة الإنفاق العسكري بالسرعة المطلوبة لدعم أوكرانيا وبناء قدراتها الدفاعية دون الاعتماد على المساعدة الأمريكية الكبيرة. ومع وجود أزمات سياسية في دول كبيرة مثل فرنسا وألمانيا، يبقى الشك قائمًا حول قدرة أوروبا على التحرك بسرعة كافية لمواجهة التهديدات.

وفي ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها أوروبا، يبقى الوقت هو العامل الحاسم. القادة الأوروبيون بحاجة إلى فترة رئاسية أمريكية إضافية لتعزيز قدراتهم الدفاعية وضمان أمن القارة.

ربما يعجبك أيضا