تفجيرات نورد ستريم.. أدلة جديدة على تورط أوكرانيا

تحقيق صحفي يكشف ضلوع ضابط أوكراني في تنسيق العملية

آية سيد
تفجيرات نورد ستريم.. أدلة جديدة على تورط أوكرانيا

تحقيق لواشنطن بوست يكشف أن ضابط في القوات الخاصة الأوكرانية نسق عملية نورد ستريم بأوامر من مسؤولين أوكرانيين رفيعي المستوى.


كشف تحقيق لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن ضلوع ضابط أوكراني رفيع المستوى في تفجير خطي أنابيب نورد ستريم العام الماضي.

وحسب التحقيق، يقدم دور الضابط أكثر دليل مباشر، حتى يومنا هذا، يربط القيادة العسكرية والأمنية الأوكرانية بالعمل التخريبي المثير للجدل الذي أسفر عن عدة تحقيقات جنائية ووصفه المسؤولون الأمريكيون والغربيون بـ”الهجوم الخطير” على البنية التحتية للطاقة في أوروبا.

تنسيق العملية

استند تحقيق الصحيفة الأمريكية، الذي أجرته بالتعاون مع مجلة دير شبيجل الألمانية، ونشرته أمس السبت 11 نوفمبر 2023، إلى شهادات مسؤولين في أوكرانيا ودول أوروبية أخرى، وأشخاص مطلعين على تفاصيل العملية السرية، لم يكشفوا عن هوياتهم بسبب حساسية المسألة.

ووفق الأشخاص المطلعين، كان الكولونيل الذي خدم في القوات الخاصة الأوكرانية، رومان تشيرفينسكي، هو “منسق” عملية نورد ستريم، وأدار اللوجيستيات والدعم لفريق من 6 أشخاص، استأجروا قاربًا شراعيًا بهويات مزيفة واستخدموا معدات غوص عميق لوضع الشحنات المتفجرة في خطي الأنابيب.

تفجيرات نورد ستريم.. أدلة جديدة على تورط أوكرانيا

منسق عملية نورد ستريم، الضابط الأوكراني، رومان تشيرفينسكي

وفي 26 سبتمبر 2022، تسببت 3 انفجارات ضخمة في حدوث تسريبات ضخمة من خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2، اللذين يمتدان من روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق. وترك الهجوم وصلة واحدة فقط سليمة من الـ4 وصلات في الشبكة مع اقتراب فصل الشتاء.

أوامر عليا

أفاد الأشخاص المطلعون على دور تشيرفينسكي أنه لم يتحرك بمفرده، ولم يخطط للعملية، مشيرين إلى أن الضابط تلقى الأوامر من مسؤولين أوكرانيين رفيعي المستوى، الذين قدموا تقاريرهم في النهاية إلى القائد العام للقوات المسلحة في أوكرانيا، الجنرال فاليري زالوجني.

تفجيرات نورد ستريم.. أدلة جديدة على تورط أوكرانيا

تسريب الغاز من نورد ستريم عقب التفجير

وبينما شنت أوكرانيا الكثير من العمليات الجريئة والسرية ضد القوات الروسية، استهدف هجوم نورد ستريم بنية تحتية مدنية توفر الطاقة لملايين الأشخاص في أوروبا. وحسب واشنطن بوست، تسبب الهجوم في توتر العلاقات مع أوكرانيا وأثار اعتراضات المسؤولين الأمريكيين.

وردًا على التقارير بشأن دوره في الهجوم، نفى تشيرفينسكي، عبر محاميه، أي دور له في التخريب. وقال في بيان كتابي: “كل التكهنات بشأن ضلوعي في الهجوم على نورد ستريم تنشرها الدعاية الروسية دون أي أساس”. وكذلك لم يرد المتحدثون باسم الحكومة الأوكرانية على التساؤلات بخصوص تلك المسألة.

ديناميكيات معقدة

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن دور تشيرفينسكي يوضح الديناميكيات المعقدة والخصومات الداخلية للحكومة في وقت الحرب في كييف، إذ تكون المؤسسة الاستخباراتية والعسكرية الأوكرانية غالبًا في حالة توتر مع القيادة السياسية.

الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي

الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي

وفي مؤتمر صحفي في يونيو الماضي، ردًا على تقرير لصحيفة واشنطن بوست بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) علمت بشأن خطط أوكرانيا قبل الهجوم، قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي: “أوكرانيا لن تفعل شيئًا من هذا القبيل. أنا لن أتصرف بهذه الطريقة”.

لكن الأشخاص المطلعين على عملية نورد ستريم قالوا إنها صُممت لإبقاء زيلينسكي خارج الصورة. وذكرت وثائق استخباراتية، جرى تسريبها مطلع العام الحالي، أن “جميع المتورطين في التخطيط والتنفيذ قدموا تقاريرهم مباشرة لـ(القائد العام) زالوجني، لذلك لم يعلم زيلينسكي بشأنها”.

أنشطة سرية

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، كان تشيرفينسكي يخدم في وحدة تابعة لقوات العمليات الخاصة الأوكرانية، وكان يركز على أنشطة المقاومة في المناطق التي تحتلها روسيا، وفق الأشخاص المطلعين على مهامه. وكان يقدم تقاريره للجنرال فيكتور هانوشاك، الذي تواصل مباشرة مع زالوجني.

ولفت تحقيق واشنطن بوست إلى أن تشيرفينسكي كان ملائمًا للمساعدة في تنفيذ العملية السرية التي تهدف لطمس مسؤولية أوكرانيا، لأنه خدم في مواقع رفيعة في أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، كما أنه مقرب مهنيًا وشخصيًا من قادة عسكريين وأمنيين رفيعي المستوى، وساعد في تنفيذ عدة عمليات سرية أخرى.

ويقبع تشيرفينسكي حاليًا في سجن في كييف بتهمة إساءة استخدام سلطته، بسبب مخطط لاستدراج طيار روسي للانشقاق إلى أوكرانيا في يوليو 2022. وزعمت السلطات أن تشيرفينسكي، الذي اعتُقل في إبريل الماضي، تصرف دون إذن وأن العملية كشفت إحداثيات مطار أوكراني، ما أدى إلى هجوم صاروخي روسي قتل جنديًا وجرح 17 آخرين.

ربما يعجبك أيضا